مع القرآن - {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ}
دائرة مكررة ومملولة، ومواقف ثابته للمنافقين والكافرين في كل زمان، وعلى المؤمن ألا يغتر أو يحزن لمواقفهم.. فقط كل المطلوب من المؤمن أن يتأمل ما قصه الله عن أهل الكفر والنفاق، حتى يحذرهم ولا يحزن أو يتأثر لأفعالهم.
من أعجب مواقف المنافقين ادعاؤهم التعلق بالإسلام وأهل الإيمان، وإذا ما وقعوا في الاختبار والمحك الذي يتطلب إذعانهم للشرع والحق جحدوه ورفضوه، وبدؤوا في تشويه أهل الشرع والعلماء الراسخين، حتى يسوغوا لأنفسهم رفض الحق الذي تمسحوا به قديمًا..
دائرة مكررة ومملولة، ومواقف ثابته للمنافقين والكافرين في كل زمان، وعلى المؤمن ألا يغتر أو يحزن لمواقفهم..
فقط كل المطلوب من المؤمن أن يتأمل ما قصه الله عن أهل الكفر والنفاق، حتى يحذرهم ولا يحزن أو يتأثر لأفعالهم.
قال تعالى حاكيًا عن كفار الأمس ومنافقيهم:
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ. بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [البقرة:89-90].
قال العلامة السعدي رحمه الله:
"أي: ولما جاءهم كتاب من عند الله على يد أفضل الخلق وخاتم الأنبياء، المشتمل على تصديق ما معهم من التوراة، وقد علموا به، وتيقنوه حتى إنهم كانوا إذا وقع بينهم وبين المشركين في الجاهلية حروب، استنصروا بهذا النبي، وتوعدوهم بخروجه، وأنهم يقاتلون المشركين معه، فلما جاءهم هذا الكتاب والنبي الذي عرفوا، كفروا به بغيًا وحسدًا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده، فلعنهم الله وغضب عليهم غضبًا بعد غضب، لكثرة كفرهم وتوالى شكهم وشركهم.
{وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} أي: مؤلم موجع، وهو صلي الجحيم، وفوت النعيم المقيم، فبئس الحال حالهم، وبئس ما استعاضوا واستبدلوا من الإيمان بالله وكتبه ورسله، الكفر به وبكتبه وبرسله، مع علمهم وتيقنهم، فيكون أعظم لعذابهم".
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: