الــظن.. حَسَنٌ وسَيِّئ (1)

منذ 2015-06-23

إن حسن الظن في مَحله واجب، وفي غير موضعه لا ينبغي، وقد يكون حراما، فحسن الظن بالعدو لا ينبغي، وحسن الظن بالشيطان لا يجوز ولا داعي لذكر السبب لوضوحه لدى الجميع. وحسنه بالله تعالى وبدينه وشرعته وبنصره وبمحقه للكافرين مُعتقَدٌ واجب وإيمانٌ مفروض..

من الأخلاق التي وردت مراتبها في القرآن .. خُلُقٌ جليل القدر عظيم الأثر.. ألا وهو حُسـن الظن وما أدراك ما حسن الظن؟!

إن لحسن الظن مجالات يمكن أن نختصرها في ثلاثة، وهي الظن بالله تعالى والظن بالمخلوقين والظن بالنفس، وكذلك ظن السوء يكون على ثلاثة أقسام.  ومن حيث هو فهما ظنَّان: ظن حسَنٌ وظنٌّ سيئ. ولا نريد أن ندخل في تعريفات وحدود، وإنما نشير إلى المقصود بما يكفي للتنبيه ويناسب المقام.

إن حسن الظن في محله واجب، وفي غير موضعه لا ينبغي، وقد يكون حرامًا، فحسن الظن بالعدو لا ينبغي، وحسن الظن بالشيطان لا يجوز؛ ولا داعي لذكر السبب لوضوحه لدى الجميع. وحسنه بالله تعالى وبدينه وشرعته وبنصره وبمحقه للكافرين مُعتقَدٌ واجب وإيمانٌ مفروض..

وبالمؤمنين يحسن الظن في نياتهم ومقاصدهم، حتى ببحث لهم عن المعاذير الحسنة؛ ما وجدنا لذلك محملا على الخير..لا في صحة تصرفاتهم، فإنهم معرضون للخطأ غير معصومين.. ولذلك جاء في شريعتنا "تقدير العلماء" لا تقدسيهم.. فنحمل تصرفاتهم على المحامل الحسنة ما استطعنا ذلك، تصرُّفاتهم وأقوالهم  تُعرض على البرهان من دليل أو تعليل.

وإنه -الظن الحسن- لبلسمٌ شافٍ لجراحات الأسر والجماعات والمجتمعات ووقاية لها، كما وأنه-إذا ساء- كالسلاح الفتاك والجيش العرمرم في هدمها وتقويض أركانها.

ولنا بإذن الله مقالات في "الظن" حسَنه وسيئه، تأتي تباعا إن شاء الله تعالى
 

يُتبع بمقال: الظنُّ بالله تعالى

أبو محمد بن عبد الله

باحث وكاتب شرعي ماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية الإمام الأوزاعي/ بيروت يحضر الدكتوراه بها كذلك. أستاذ مدرس، ويتابع قضايا الأمة، ويعمل على تنوير المسيرة وتصحيح المفاهيم، على منهج وسطي غير متطرف ولا متميع.

  • 4
  • 0
  • 5,948

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً