رد بسيط على مرجيء

منذ 2015-07-20

أفيضيع شرعُ الله ودينُه الحقّ لأجل حاكمٍ بشَر لا يضُرّ ولا ينفع؟! فماذا بقي لله إذًا؟! فكيف إذا لم يكن الحاكمُ لا شرعيًّا ولا عدْلًا، بل وليس في مسائل قد يسوغ فيها الخلاف أحيانًا، وإنما قد غاص في نواقض الإسلام، وعام فيها وسبَح؟!

هل تقول في الحافظ عبد الغني المقدسيّ: خارجيّ خبيث، وقد دعا على السلطان الشرعيّ لا على حاكم كالمعاصرين يتحاكم لغير شرع؟!

قال ابن رجب الحنبليّ رحمه الله، وقال الضياء المَقدسي متحدثًا عن الحافظ عبد الغني المقدسي:
"وسمعتُ أبا بكر بن أحمد الطحان قال: كان في دولة الأفضل بن صلاح الدين، قد جعلوا الملاهي عند درج جيرون، فجاء الحافظ فكَسَّر شيئًا كثيرًا منها، ثم جاء فصعد المنبر يقرأ الحديث، فجاء إليه رسولٌ من القاضي يأمره بالمشي إليه، يقول حتى يُناظره في الدُّف والشبابة.. 

فقال الحافظ: ذلك عندي حرام، وقال: أنا لا أمشي إليه، إن كان له حاجة؛ فيجيء هو، ثم قرأ الحديث. 
فعاد الرسول -بعدها إلى الحافظ ثانيةً- فقال: قد قال لا بدَّ من المَشي إليه، أنت قد بَطلتَ هذه الأشياء على السلطان.
فقال الحافظ: ضرب الله رقبتَه، ورقبةَ السلطان، قال: فمضَى الرسولُ، وخِفنا أن تجري فتنة، قال: فما جاء أحدٌ بعد ذلك" (ابن رجب رحمه الله؛ في ذيل طبقات الحنابلة). 

قلتُ: 
يرحم اللهُ الأئمةَ الأعلام؛ وكان اللهُ على الخائنين اللِّئام، وماذا عساهم يقولون؛ هؤلاء المداخلةُ السفهاء والجاميةُ الأغبياء؟! هل يَجرؤون على تبديع هؤلاء الأعلام؟! هل يَطردون ها هنا غُلوَّهم في قاعدة الخروج باللسان؟!

فهَا هُم أئمة السلف والسُّنة؛ قد صدَر عنهم مثلُ الذي رأيتَ، وما علِمنا أن أحدًا من السلف قد طعنَ عليهم لذلك، أو حتى عابَهم.. 

أفيضيع شرعُ الله ودينُه الحقّ لأجل حاكمٍ بشَر لا يضُرّ ولا ينفع؟! فماذا بقي لله إذًا؟! 
فكيف إذا لم يكن الحاكمُ لا شرعيًّا ولا عدْلًا، بل وليس في مسائل قد يسوغ فيها الخلاف أحيانًا، وإنما قد غاص في نواقض الإسلام، وعام فيها وسبَح؟!

اللهم استنقذ المسلمين؛ من نفاق المنافقين، وانتحال المُبطِلين.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو فهر المسلم

باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله

  • 1
  • 0
  • 2,456

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً