مع القرآن - فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ

منذ 2015-08-18

الذكر صلة كبرى بالله رب العالمين و دوامه يثمر المعرفة كما يثمر المحبة ويثمر الثواب والأجر الجزيل ويثمر الشكر والقرب من الجليل.

الذكر صلة كبرى بالله رب العالمين و دوامه يثمر المعرفة كما يثمر المحبة ويثمر الثواب والأجر الجزيل ويثمر الشكر والقرب من الجليل.

لذا أمر الله تعالى بدوام ذكره وجعله سبباً لذكر الله تعالى للعبد، قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152].

قال العلامة السعدي رحمه الله: "قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} فأمر تعالى بذكره، ووعد عليه أفضل جزاء، وهو ذكره لمن ذكره، كما قال تعالى على لسان رسوله: «من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم».

وذكر الله تعالى، أفضله، ما تواطأ عليه القلب واللسان، وهو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته، وكثرة ثوابه، والذكر هو رأس الشكر، فلهذا أمر به خصوصًا، ثم من بعده أمر بالشكر عمومًا فقال: {وَاشْكُرُوا لِي} أي: على ما أنعمت عليكم بهذه النعم، ودفعت عنكم صنوف النقم، والشكر يكون بالقلب، إقراراً بالنعم، واعترافاً، وباللسان، ذكرًا وثناء، وبالجوارح، طاعة لله وانقيادًا لأمره، واجتنابا لنهيه، فالشكر فيه بقاء النعمة الموجودة، وزيادة في النعم المفقودة، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ} وفي الإتيان بالأمر بالشكر بعد النعم الدينية، من العلم وتزكية الأخلاق والتوفيق للأعمال، بيان أنها أكبر النعم، بل هي النعم الحقيقية التي تدوم، إذا زال غيرها وأنه ينبغي لمن وفقوا لعلم أو عمل، أن يشكروا الله على ذلك، ليزيدهم من فضله، وليندفع عنهم الإعجاب، فيشتغلوا بالشكر". أهـ من تفسير السعدي.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 5,430
المقال السابق
وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
المقال التالي
استعينوا بالصبر و الصلاة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً