وصايا قبل تناول دواء القلوب - (9) أغلى ذرة جهد
لا أريدك بعد اليوم أن تشكو قلة مال أو ضيق وقت أو وطأة حرمان أو شدة فقر، فإنك إن علمت قيمة هذا الكنز الذي بين يديك لشكرت الله على عطائه لك وإن كان في صورة منع.
إذا حرمك الله المال فلا تبتئس، فما هي إلا فرصة لمضاعفة أجرك وسرعة شفائك، وإذا كنت غارقاً في أعباء عملك الدنيوي ولو لم يكن عندك وقت لطول القيام؛ فجاهدتَ نفسك في قيام ركعتين قبل الفجر انتزعتهما من وقت نومك الذي تحتاجه بشدة فما ذلك إلا علامة البطولة، واسمع بشارة ابن القيِّم لك: "ليس العجب من صحيح فارغ واقف مع الخدمة، إنما العجب من ضعيف سقيم تعتوره الأشغال وتختلف عليه الأحوال؛ وقلبه واقف في الخدمة غير متخلِّف بما يقدر عليه".
لا أريدك بعد اليوم أن تشكو قلة مال أو ضيق وقت أو وطأة حرمان أو شدة فقر، فإنك إن علمت قيمة هذا الكنز الذي بين يديك لشكرت الله على عطائه لك وإن كان في صورة منع، ولَحَرصت على إخفائه بعيداً عن أعين الناس خوفا من أن يحسدوك، وعرفت أن الله لم يحرمك بل أغناك، وما منعك بل واساك، فإن أجود الجود أن تبذل الموجود، وأعظم الطاعات ما كان رغم ضيق ذات اليد.
- التصنيف:
- المصدر: