استشارات د.محمد علي يوسف - كيف أستعيد علاقتي بالله؟

منذ 2015-09-16

كنت مواظبه جدا في علاقتي بربنا والحمدلله؛ من صلاه وصوم وقراية قرآن وقيام الليل وحضور دروس ومحاوله لحفظ القران جت عليه فتره كان ناس عرفت اني بعمل كل ده، وماما تعبت جدا وبدأت اقصر بانشغالي معها، وماتت الله يرحمها؛ وفضلت مقصره برضه لحد مارجعت تاني ورجعت قصرت تاني ومش عارفه ارجع اواظب زي ما كنت نفسي ارجع تاني.

رحم الله والدتك وغفر لها.
حياة الإنسان لا تسير على وتيرة واحدة وإلا كان مخلوقا آخر لا يقال له إنسان؛ «لو تدومون على ما تكونون عليه عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن ساعة وساعة» (رواه مسلم). هكذا لخّص النبي صلى الله عليه وسلم تلك الحقيقة؛ ساعة وساعة؛ ولو لم تكن كذلك لصرتم كالملائكة؛ لكنكم لست كذلك؛ ولم يخلقكم الله ملائكة.
إذا فهي مراحل وأحوال تتباين بحسب الظروف والمتغيرات؛ المهم أن يستقر المرء على أصل ثابت لا يقبل بأدنى منه؛ «إن لكل عمل شرَّة ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت شِرَّته إلى سنتي فقد أفلح» (أخرجه أحمد في مسنده).

هكذا يدلك النبي على الحد الأدنى الذي لا تنازل عنه؛ قد يعتري المرء فتورا لكن يبقى الأصل الذي ينبغي التمسك به وهو العودة للسنة وعدم التمادي في التفريط أو الاستسلام للتقصير والذنوب؛ وحتى لو وقع الذنب أو الخلل فلم تزل الفرصة قائمة للتعويض؛ لذلك لخص النبى صفة المؤمن تجاه الذنب الذى ضعف أمامه واعتاده الفينة بعد الفينة؛ قد لخص تلك الصفات فى جملة جامعة رائعة جمعت صفات أربعة تتوازن سويا فقال: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ ... إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفْتَنًا تَوَّابًا نَسِيًّا إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ» (أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"، وصححه الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة").

فـ «مفتنا»؛ تعادلها توابا؛ فهو عرضة للفتن وقد يقع فيها لكنه يسارع بالتوبة؛ وهو نسيٌّ يقع فى الغفلة ويعتريه النسيان كما اعترى أباه الأول؛ لكنه في النهاية يقبل التذكرة والنصح؛ ويتذكر ويعود من جديد ولا يمل ببساطة لأن الله لا يمل حتى نمل نحن.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 3,088
المقال السابق
عذاب الولادة والدورة الشهرية
المقال التالي
والديْنا لم يُرَّبُونا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً