عدم الرد ليس ضعفاً

منذ 2015-09-23

قد يتصور البعض أن خيار عدم دفع السيئة بمثلها وعدم رد الإهانة بأضعافها  ضعف أو قلة حيلة!
وقد يظنون أن خيار الإحسان مقابل الإساءة والحلم في مواجهة من جهل علينا  انعدام حجة أو رضا بالهوان 
والحقيقة غير ذلك
ببساطة لأن السباب والتطاول والبغي في القول والتجاوز في اللفظ  هين يحسنه كل أحد
ما الصعوبة في أن نسود الصفحات ونحشد السطور بشتى صنوف البذاءات والإهانات؟!
ما الإعجاز في الاستسلام للعصبيه والتمادي مع نوازع النفس الداعية لرد الإساءة بأضعافها؟!
هل تنقصنا مفردات أو نفتقر إلى ألفاظ وتراكيب أو تغيب عنا أقلام؟!
كلا وربي 
على العكس ...
يعلم من يعرفنا عن قرب أن لأقلامنا رهقا نحاول منذ سنوات أن نقومه ونضعه في موضعه والله نسأل أن يقينا شر أنفسنا ويعيذنا من سوء الأخلاق
غاية ما في الأمر أننا آثرنا منذ بدأنا التواصل مع الناس هاهنا أن نحمل رسالة أخلاقية ولطالما كتبنا مذكرين إخواننا بهدي نبيهم وخلقه وحلمه وهو الذي قالت عنه زوجه أنه ما انتصر لنفسه قط وكان لا يقابل السيئة بمثلها ولا تزيده شدة الجهل إلا حلما
أفنأمر الناس بالبر وننسى أنفسنا؟!
نعم أحيانا يكون من حقنا أن نرد الإساءة وربنا يقول "وجزاء سيئة سيئة مثلها" لكنه يقول بعدها : "فمن عفى وأصلح فأجره على الله"
أنلام لأننا نتنازل عن حقنا أحيانا بغية الإصلاح؟!
نحن في زمان صارت فيه البذاءة دينا لدى البعض وصاروا يسوقون الأدلة والبراهين سوقا ويحشدون التنظيرات لتعميم الخاص وإطلاق المقيد ليباح التجاوز ويدان بالفحش والتفحش والطعن واللعن حتى صرنا نرى ونسمع فتيات يافعات يفترض أنهن مستقيمات متسننات يجترئن على أبشع الألفاظ وأقذر النعوت!
أفنمضي جميعا في ذلك الركب حتى تصير عفة اللسان ودفع السيئة بالحسنة = تاريخا عتيقا يطويه النسيان؟!
لا وربي لن نفعل
لو أن للباغي حجة أو منطقا أو وجها مشتبها يستحق الرد لرددنا وأوجعنا 
لكن أن يستدرجنا البعض لهاوية الاتهامات المرسلة والبغي الفاحش فإما أن ندفع عن أنفسنا فنرضى ضمنا بالمكث في أقفاص اتهامات مزعومة أو نتردى معهم في مزيد من الطعن واللعن فهذا ما لن نفعله إن شاء الله ونسأله أن يثبتنا على ذلك وهو المستعان على ما يصفون..

  • 2
  • 1
  • 21,054

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً