اعتقاد أهل السنة في عيسى عليه السلام

منذ 2009-06-16

يحكم عيسى عليه السلام بشريعة الإسلام، ويكون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا ينزل بشرع جديد، لأن دين الإسلام خاتم الأديان، وباق إلى قيام الساعة، لا ينسخ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فلم يكن المسلمون في عصر من العصور أحوج لتصحيح المعتقد في أمور الألوهية والرسالة والنبوة مما يتعلق بعيسى عليه السلام من هذا العصر الذي نعيشه، لأن هذه القضايا ستتفاعل قريباً، وستحتاج إلى الفهم السديد دون تحريف الغاليين أو انتحال المبطلين، فالكلام حول شخصية عيسى عليه السلام والحديث المفترى عن ألوهيته أو بنوته، سيتكثف مع الحديث عن بشريته ونبوته وذلك كلما ضاعف النصارى من حملتهم للفت الأنظار إلى قرب عودته.

ولقد اتفق الكتابان ( التوراة والإنجيل ) معاً ليكِّونا عند النصارى عقيدة لا تتزحزح عن عودة المسيح ابن مريم إلى الأرض في آخر الزمان، وعلى رأس ألفية ([1])، وزاد النصارى على ذلك في معتقدهم أن اليهود الذين سيكونون قد تجمعوا في القدس قبل عودة المسيح عليه السلام سيتنصرون هناك عند عودته، ويعتقد النصارى أن هناك عدواً كافراً سيخرج قبيل عودة عيسى عليه السلام، وأنه سوف يكون من اليهود، وأكثر أتباعه من اليهود وأنه سيسود العالم كله، ولكنهم مع ذلك يؤمنون بأن عيسى عليه السلام سينـزل في غمرة فتنة الدجال ليخلص العالم منه ومن اليهود أيضاً..

ونحن أهل الإسلام لا نشك أن اليهود بمجموعهم سيكونون طليعة أنصار الدجال فهو منهم وإليهم وخاصة يهود الشرق الذين سيخرج فيهم. قال ابن تيمية: "اليهود يتأولون البشارة بالمسيح على أنه ليس هو عيسى ابن مريم، بل هو آخر ينتظرونه، وهم في الحقيقة إنما ينتظرون المسيح الدجال، فإنه الذي يتبعه اليهود ويخرج معه سبعون ألف مطيلس من يهود أصبهان" ([2])
أما النصارى فعلى الرغم من أنهم يزعمون أنهم سيكونون في جيوش المسيح الحق ضد المسيح الدجال، فالله يعلم أنهم ـ بجميع طوائفهم ـ هم الذين هيأوا أنفسهم لكي يكونوا أول المصدقين بالدجال!! أليس هم الذين اعتنقوا عقيدة أن المسيح عيسى عليه السلام هو الإله القادر على كل شيء ؟! والمسيح الدجال سيقول أنا المسيح الإله القادر على كل شيء !!

فما الذي سيكون مستغربا في دعوة الدجال على مسامع النصارى الذين لا يستهجنون أن يتجسد الإله في صورة إنسان! خاصة وأنه لن يمنعهم ـ ومعهم اليهود ـ من مشاركته في فرض السيطرة النهائية على العالم باعتبارهم أتباعه لأنه المسيح المخلص والإله القدير !!

ونحن أهل الإسلام لا نشك في خروج الدجال، وإن كنا لا نعلم موعده، ولكن مقصودنا هنا التنبيه على أن اليهود والنصارى يستعدون لخروجه، ومع ذلك فهو مسيح الضلالة الذي تعاقب به أمتي الضلالة، الذين تكبروا عن الإيمان بمحمد سيد الرسل عليه صلوات الله وسلامه، وفضلوا أن يبقوا على ديانات منسوخة؛ لم تلبث أن تحولت إلى ديانات ممسوخة بالافتراء على الله والكذب على أنبياء الله. يقول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [ آل عمران: 71] وقال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [ آل عمران: 187]

أخي المسلم: لعلي أن ألخص لك عقيدة أهل السنة والجماعة في عيسى عليه السلام حتى تكون على بينة من أمرك فأقول وبالله التوفيق:

1 ـ إن أهل الإيمان يؤمنون بعيسى عليه السلام وأنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول قال تعالى: { إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء : 171]

2 ـ أن الله تعالى رفعه إليه بروحه وجسده، وأنه حي الآن في السماء، ولم يقتل ولم يصلب قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 157 -158]

3 ـ سينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان والله أعلم متى نزوله روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، وزاد في رواية وحتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها»

4ـ أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن صفته في أحاديث منها ما رواه أبو داود بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس بيني وبينه نبي ـ يعني عيسى ـ وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويُهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، ثم يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون»

5 ـ بين النبي صلى الله عليه وسلم أين ينزل كما جاء في البخاري وغيره بأنه سينزل عند المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق، لا كما يظنه النصارى بأنه سينزل عند البوابة الشرقية في القدس القديمة ( الباب الذهبي ) وقد وضعوا هناك آلة تصوير حية لنقل نزول المسيح عليه السلام للعالم كله.

6 ـ سينزل عليه السلام وعليه مهرودتان ـ أي ثوبان مصبوغان بورس ثم زعفران ـ واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، ولا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه .

7 ـ يكون نزوله على الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق، وتكون مجتمعة لقتال الدجال، فينزل وقت إقامة صلاة الفجر، يصلي خلف أمير تلك الطائفة.

8 ـ يحكم عيسى عليه السلام بشريعة الإسلام، ويكون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لا ينزل بشرع جديد، لأن دين الإسلام خاتم الأديان، وباق إلى قيام الساعة، لا ينسخ، فيكون عيسى حاكماً من حكام هذه الأمة، ومجدداً لأمر الإسلام، إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم .

9ـ سيكون على يديه قتل الدجال فعندما يعلم الدجال بنزوله يهرب فيلحقه نبي الله إلى بيت المقدس فيدركه وقد حاصر عصابة من المسلمين، فيأمرهم عيسى بفتح الباب فيفعلون ويكون وراءه الدجال فينطلق هارباً فيلحقه نبي الله فيدركه عند باب اللد الشرقي([3]) ، فيقضي عليه وعلى من معه من يهود، وبعد أن يقضي على الدجال يخرج يأجوج ومأجوج فيفسد هؤلاء القوم في الأرض فساداً كبيراً، فيتضرع نبي الله إلى ربه فيهلكهم شر هلكة ..

10ـ ولقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن مدة بقاء نبي الله عيسى عليه السلام في الأرض أربعون عاماً، ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح .

أخي المسلم : إن اليهود والنصارى يتعجلون اليوم أمر الساعة أكثر من أي يوم مضى، ولا ندري ما هي الأقدار المخبأة وراء تلك العجلة .

إن أهل الإيمان الحق ليسوا على عجلة من أمرهم في شيء؛ وهم يعلمون أن الله لا يعجل بعجلة الناس، ويعلمون أن أمر الساعة شيء عظيم، ولهذا فهم لا يتعجلونها ولا يتعجلون أماراتها، لأنهم يخشون الابتلاء والفتنة ولا يعرف أحدهم هل ينجو في أيام الفتن والملاحم فيكون من المهتدين، أم يسقط في الفتنة إذا أشرأبت له فيكون من الهالكين عياذا بالله، وما أهل الإيمان وأهل الكتاب والساعة إلا كما قال الله عز وجل: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [الشورى: 18] .

--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ولا دليل على ذلك فقد ينزل على رأس ألفية وقد ينزل في ثناياها .

([2]) الجواب الصحيح 1/177 .

([3]) اللد بلدة مشهورة من أعمال فلسطين، بينها وبين رملة فلسطين مقدار فرسخ إلى جهة الشمال .









المصدر: نور الإسلام

محمد بن عبد الله الهبدان

إمام و خطيب جامع العز بن عبدالسلام في الرياض

  • 41
  • 9
  • 140,160
  • وراء الحق

      منذ
    بسم الله الرحمن الرحيم ان موضوع هذه الدراسة تتلخص في احاديث النبي (ص), المتعلقة: 1. المسيح الدجال. 2. عودة المسيح عيسى ابن مريم. 3. المهدي المنتظر. نظرا لما تتضمنه هذه المواضيع من اهمية لدى المسلمين, ونظرا لما تجول حولها الكثير من علامات الاستفهام. ان اهمية هذا الموضوع لدى المسلم تتلخص في معرفة العلامات التي اشار اليها النبي (ص) في احداث الاخرة, ويكاد يقطع الشك في اليقين في صدق هذه الاحاديث وصحتها لدى جموع المسلمين, هل نحن نعيش الاخرة ام اننا ننتظر ظهور هذه العلامات لكي نوقن اننا في الاخرة, ماذا لو كانت تلك الاحاديث موضوعة على لسان النبية (ص), اليس بحري على المسلم ان يعلم اين يقف, وانا من وجهة نظري واجتهادي في الموضوع اؤمن انها تلفيقات دوست في احاديث النبي (ص) وانها اتت الينا من اليهود والنصارى الذين عاشوا مع المسلمين وتسربت تلك الاحاديث والقصص لتكون في كتب والمسلمين وفي الاحاديث الشريفة وسنبين ذلك ان شاء الله . ان هذه المواضيع الثلاثة مرتبطة بعضها البعض وإذا وقعت احدها فان المعتقدات الثانية تهوي وراءها . المسيح الدجال المهدي المنتظر عودة عيسى ابن مريم المسيح الدجال النصوص الواردة عن المسيح الدجال: فيما يتعلق بالنصوص الوارده عن المسيح الدجال من حيث الورود فان هناك طائفه من العلماء ترى أن المسيح الدجال لم يرد فى القران صراحه او اشاره . ويرى اخرون انه ورد فى القران اشاره، واختلفوا فى تحديد الايات التى اشارت له. فالجميع اذا يتفق على عدم وروده فى القران صراحه. اما فى السنه فيرى البعض انه لم يرد فى صحيحي بخارى ومسلم، ورغم وروده فى كتب الاحاديث الاخرى، وان الاحاديث الوارده عنه من جهة عدالة الراوي غير صحيحة. وقال اخرون إنها تضمنت أحاديث صحيحة وأخرى ضعيفة . كما قال بعض العلماء أنها من جهة إفراد الراوي أو مشاركه غيره أحاديث أحاد ، وقال اخرون انها متواتره. اما من حيث الدلاله فيرى البعض انها ظنيه الدلاله وقال اخرون انها قطعيه الدلاله. المسيح الدجال هي عقيدة نصرانية بحتة يؤمن بها النصارى , وسوف استعرض ما ورد منها في الاسلام والمسيحية واترك الحكم لكم, وان اشهر حديث قد ورد لنا منه هو حديث الجساسة عن فاطمة بنت قيس: 173889 - أنه سأل فاطمة بنت قيس ، أخت الضحاك بن قيس . وكانت من المهاجرات الأول . فقال : حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله . لا تسنديه إلى أحد غيره . فقالت : لئن شئت لأفعلن . فقال لها : أجل . حدثيني . فقالت : نكحت ابن المغيرة . وهو من خيار شباب قريش يومئذ . فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله . فلما تأيمت خطبني عبدالرحمن بن عوف ، في نفر من أصحاب رسول الله . وخطبني رسول الله على مولاه أسامة بن زيد . وكنت قد حدثت أن رسول الله قال " من أحبني فليحب أسامة " فلما كلمني رسول الله قلت : أمري بيدك . فأنكحني من شئت . فقال " انتقلي إلى أم شريك " وأم شريك امرأة غنية ، من الأنصار . عظيمة النفقة في سبيل الله . ينزل عليها الضيفان . فقلت : سأفعل . فقال " لا تفعلي . إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان . فإني أكره أن يسقط عنك خمارك ، أو ينكشف الثوب عن ساقيك ، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين . ولكن انتقلي إلى ابن عمك ، عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم " ( وهو رجل من بني فهر ، فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه ) فانتقلت إليه . فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي ، منادي رسول الله ينادي : الصلاة جامعة . فخرجت إلى المسجد . فصليت مع رسول الله . فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم . فلما قضى رسول الله صلاته ، جلس على المنبر وهو يضحك . فقال " ليلزم كل إنسان مصلاه " . ثم قال " أتدرون لما جمعتكم ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال " إني ، والله ! ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة . ولكن جمعتكم ، لأن تميما الداري ، كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم . وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال . حدثني أنه ركب في سفينة بحرية ، مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام . فلعب بهم الموج شهرا في البحر . ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس . فجلسوا في أقرب السفينة . فدخلوا الجزيرة . فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر . لا يدرون ما قبله من دبره . من كثرة الشعر . فقالوا : ويلك ! ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم ! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير . فإنه إلى خبركم بالأشواق . قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة . قال فانطلقنا سراعا . حتى دخلنا الدير . فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا . وأشده وثاقا . مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه ، بالحديد . قلنا : ويلك ! ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري . فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب . ركبنا في سفينة بحرية . فصادفنا البحر حين اغتلم . فلعب بنا الموج شهرا . ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه . فجلسنا في أقربها . فدخلنا الجزيرة . فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر . لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر . فقلنا : ويلك ! ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة . قلنا وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير . فإنه إلى خبركم بالأشواق . فأقبلنا إليك سراعا . وفزعنا منها . ولم نأمن أن تكون شيطانة . فقال : أخبروني عن نخل بيسان . قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها ، هل يثمر ؟ قلنا له : نعم . قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر . قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية . قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء . قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زغر . قالوا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم . هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها . قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب . قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم . قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه . قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم . قال : أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه . (تعليق : المسيح الدجال يدعوا الى الخير !!!) وإني مخبركم عني . إني أنا المسيح . وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج . فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة . غير مكة وطيبة . فهما محرمتان علي . كلتاهما . كلما أردت أن أدخل واحدة ، أو واحدا منهما ، استقبلني ملك بيده السيف صلتا . يصدني عنها . وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها . قالت : قال رسول الله ، وطعن بمخصرته في المنبر " هذه طيبة . هذه طيبة . هذه طيبة " يعني المدينة " ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ " فقال الناس : نعم . " فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة . ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن . لا بل من قبل المشرق ، ما هو . من قبل المشرق ، ما هو . من قبل المشرق ، ما هو " وأومأ بيده إلى المشرق . قالت : فحفظت هذا من رسول الله . الراوي: فاطمة بنت قيس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 294 . من هي فاطمة بنت قيس وهل يأخذ بحديثها ؟ فاطمة بنت قيس الفهرية (ع) , إحدى المهاجرات وأخت الضحاك, كانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي ، فطلقها ، فخطبها معاوية بن أبي سفيان ، وأبو جهم ، فنصحها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأشار عليها بأسامة بن زيد ، فتزوجت به, وهي التي روت حديث السكنى والنفقة للمطلقة بتة, وهي التي روت قصة الجساسة, حدث عنها : الشعبي ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وآخرون. توفيت في خلافة معاوية وحديثها في الدواوين كلها. قد روي عنها 3 احاديث وفي حديث قد تم الطعن فيه وفي صحته وهو حديث النفقه للمطلقة البته : فأولها طعنُ أميرِ المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فروى مسلم في ‏(‏صحيحه‏)‏‏:‏ عن أبي إسحاق،قال‏:‏ كنت مع الأسود بن يزيد جالساً في المسجد الأعظم، ومعنا الشعبي، فحدَّث الشعبيُّ بحديث فاطمة بنت قيسٍ، أن رسولَ اللّه ِصلى الله عليه وسلم لم يجعل لها سكنى ولا نفقة، ثم أخذ الأسود كفأ مِن حصى، فحصبه به، فقال‏:‏ وَيْلَكَ تُحدِّث بمثل هذا‏؟‏ قال عمر‏:‏ لاَ نَتْرُكُ كِتَابَ اللّهِ وَسُنَّةَ نبيِّنا‏!‏ لِقول امرأة لا نَدْرِي ‏ لا نَدْرِي لَعَلَّهَا حَفِظَتْ أَوْ نَسِيَتْ‏؟‏ لَهَا السُّكْنَى والنَّفَقَةُ قال اللّه عز وجل‏ : ‏{‏لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبيًنَةٍ‏}‏ ‏[‏الطلاق‏:‏ 1‏]‏ قالوا‏:‏ فهذا عمرُ يخبر أن سنةَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن لها النفقةَ والسكنى، ولا ريبَ أن هذا مرفوعٌ، فإن الصحابيَّ إذا قال‏:‏ من السنة كذا، كان مرفوعاً، فكيف إذا قال‏:‏ مِن سنة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فكيف إذا كان القائلُ عمر بن الخطاب‏؟‏ وإذا تعارضت رواية عمر رضي اللّه عنه، وروايةُ فاطمة، فرواية عمر رضي الله عنه أولى لا سيما ومعها ظاهر القرآن، كما سنذكر‏.‏ وقال سعيد بن منصور‏:‏ حدثنا أبو معاوية،حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال‏:‏ كان عُمر بن الخطاب إذا ذُكِرَ عنده حديثُ فاطمة بنتِ قيس قال‏:‏ ما كنا نغير في ديننا بِشَهادَةِ امرأة‏.‏ ذكر طعن عائشة رضي الله عنها في خبر فاطمة بنت قيس في ‏(‏الصحيحين‏)‏‏:‏ من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، قال‏:‏ تزوَّجَ يحيى بنُ سعيد بن العاص بنتَ عبد الرحمن بن الحكم فطلقها، فأخرجها مِن عنده، فعابَ ذلك عليهم عروةُ، فقالوا‏:‏ إن فاطمةَ قد خرجت، قال عروةُ‏:‏ فأتيت عائشة رضي اللّه عنها، فأخبرتها بذلك، فقالت‏:‏ ما لِفاطمة بنتِ قيس خيْرٌ أن تذكرَ هذَا الحديثَ‏.‏ وقال البخاري‏:‏ فانتقلها عبدُ الرحمن، فأرسلت عائشةُ إلى مروان وهو أميرُ المدينة، اتّقِ اللّهَ واردُدْها إلى بيتها‏.‏ قال مروان‏:‏ إن عبدَ الرحمن بن الحكم غلبني، وقال القاسم بن محمد‏:‏ أو ما بلغك شأنُ فاطمة بنت قيس‏؟‏ قالت‏:‏ لا يضرك ألا تذكر حديثَ فاطمة، فقال مروان‏:‏ إن كان بِك شرٌ، فحسبُك ما بينَ هذينِ من الشر‏.‏ ومعنى كلامه‏:‏ إن كان خروجُ فاطمة لما يُقال من شر كان في لسانها،فيكفيك ما بين يحيى بن سعيد بن العاص وبين امرأتِهِ مِن الشر‏.‏ وفي ‏(‏الصحيحين‏)‏‏:‏ عن عروة، أنه قال لعائشة رضي اللّه عنها‏:‏ أَلَم تَرَيْ إلى فُلانَة بنتِ الحكم طلَّقها زوجُها البتة فخرجت، فقالت‏:‏ بِئْسَ مَا صَنَعَتْ، فقلتُ‏:‏ أَلَمْ تسمعي إلى قولِ فاطمة، فقالت‏:‏ أما إنَّه لا خَيْرَ لها في ذكر ذلك‏.‏ وفي حديث القاسم، عن عائشة رضي اللّه عنها يعني‏:‏ في قولها‏:‏ لا سكنى لها ولا نفقة‏.‏ وفي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏‏:‏ عن عائشة رضي اللّه عنها أنها قالت لفاطمة‏:‏ ألا نتقي اللّه، تعني في قولها لا سكنى لها ولا نفقة وفي ‏(‏صحيحه‏)‏ أيضاً‏:‏ عنها قالت‏:‏ إن فاطمةَ كانَتْ في مكانِ وَحْشٍ، فَخِيفَ على ناحِيتها، فلذلكَ أرخصَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقال عبد الرزاق‏:‏ عن ابن جريج، أخبرني ابن شهاب، عن عُروة، أن عائشةَ رضي اللّه عنها أنكرت ذلك على فاطمة بنتِ قيس، تعني‏:‏ ‏(‏انتقالَ المطلقة ثلاثاً‏)‏‏.‏ وذكر القاضي إسماعيل حدثنا نصر بن علي، حدثني أبي، عن هارون عن محمد بن إسحاق، قال‏:‏ أحسِبُه عن محمد بن إبراهيم، أن عائشة رضي اللّه عنها قالت لفاطمة بنت قيس‏:‏ إنما أخرجَكِ هذا اللسان‏.‏ ذكر طعن أسامة بنِ زيدٍ حبِّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وابنِ حبه على حديث فاطمة روى عبد اللّه بن صالح كاتب الليث، قال‏:‏ حدثني الليثُ بن سعد، حدثني جعفر، عن ابن هرمز، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال‏:‏ كان محمد بنُ أسامة بن زيد يقول‏:‏ كان أسامةُ إذا ذكرت فاطمة شيئاً مِن ذلك يعنى انتقالها في عدتها رماها بما في يده‏.‏ ذكرُ طعن مروان على حديث فاطمة روى مسلم في ‏(‏صحيحه‏)‏‏:‏ من حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد اللّه بن عتبة حديثَ فاطمة هذا‏:‏ أنه حدَّث به مروان،فقال مروان، لم نسمع هذا إلا من امرأة سنأخذ بالعِصمة التي وجدنا الناس عليها‏.‏ ذكرُ طعنِ سعيدِ بن المسيَّب روى أبو داود في ‏(‏سننه‏)‏‏:‏ من حديث ميمون بن مِهران، قال‏:‏ قدمتُ المدينةَ، فَدُفِعْتُ إلى سعيدِ بن المسيبِ، فقلتُ‏:‏ فاطمة بنت قيس طلِّقت، فخَرجَت مِن بيتها، فقال سعيد‏:‏ تلك امرأة فَتنَتِ الناسَ إنها كانت امرأةً لَسِنَة، فَوُضِعَتْ عَلَى يدي ابنِ أمِّ مكتوم الأعمى‏.‏ ذكر طعن سليمان بن يسار روى أبو داود في ‏(‏سننه‏)‏ أيضاً، قال في خروج فاطمة‏:‏ إنما كان مِن سُوءِ الخُلُقِ‏.‏ ذكر طعن الأسود بن يزيد تقدَّمَ حديث مسلم‏:‏ أن الشعبي حدَّث بحديث فاطمة، فأخذ الأسود كفاً مِن حصباء فحصبه به، وقال‏:‏ ويلك تحدث بمثل هذا‏؟‏‏!‏ وقال النسائي‏:‏ ويلك لِمَ تُفتي بمثل هذا‏؟‏ قال عمر لها‏:‏ إن جئتِ بشاهدين يشهدانِ أنهما سمعاه من رسولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، وإلا لم نترُكْ كِتَابَ رَبِّنَا لِقَولِ امرأة‏. ‏ ذكر طعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال الليث‏:‏ حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال‏:‏ أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكر حديث فاطمة ثم قال‏:‏ فأنكر الناسُ عليها ما كانت تُحدِّث من خروجها قبل أن تَحِلَّ، قالوا‏:‏ وقد عارض رواية فاطمة صريحُ رواية عُمر في إيجاب النفقة والسكنى، فروى حماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان، أنه أخبر إبراهيم النخعي بحديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال له إبراهيمُ‏:‏ إن عمر أُخْبِرَ بقولهَا، فقال‏:‏ لسنا بتاركي آية من كتاب اللّه وقول النبي صلى الله عليه وسلم لقول امرأة لعلَّها أوهمت، سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏(‏لَهَا السُّكْنَى والنَفَقَةُ‏)‏ ذكره أبو محمد في ‏(‏المحلى‏)‏، فهذا نص صريح يجب تقديمُه على حديث فاطمة لِجلالة رواته، وتركِ إنكارِ الصحابةِ عليه وموافقته لِكتاب اللّه‏.‏ اما في النصرانية فقد ورد في سفر رؤيا قصة مشابه واليكم القصة وتفسير والنصارى لها وان هذا السفر يسمى الوحشان (المسيح الدجال والشيطان او الجساسة في كتبنا) : في رؤيا يوحنا - اصحاح 13 : 1- 8 يقول الكتاب : 1ثُمَّ وَقَفْتُ عَلَى رَمْلِ الْبَحْرِ، فَرَأَيْتُ وَحْشًا طَالِعًا مِنَ الْبَحْرِ لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ، وَعَلَى قُرُونِهِ عَشَرَةُ تِيجَانٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِ اسْمُ تَجْدِيفٍ. 2وَالْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتُهُ كَانَ شِبْهَ نَمِرٍ، وَقَوَائِمُهُ كَقَوَائِمِ دُبٍّ، وَفَمُهُ كَفَمِ أَسَدٍ. وَأَعْطَاهُ التِّنِّينُ قُدْرَتَهُ وَعَرْشَهُ وَسُلْطَانًا عَظِيمًا. 3وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ، 4وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِي أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ:«مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ؟ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟» 5وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. 6فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ. 7وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ. 8فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ. 9مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ. التعليق : اليس مريبا التشابه بين القصتين ففي الرؤيا كان هناك بحر وفي الحديث يقول تميم الداري انه كان يبحر واخذ الموج يلعب بهم حتى وصلوا الى جزيرة ووقفوا على شاطىء البحر . 4وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِي أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ:«مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ؟ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟» 5وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا. 6فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ. تفسير النصارى : فالشيطان من خلال هذا الدجال الذي اقامه من الاموات سيحكم العالم مده اثنين واربعين شهرا أي لمدة ثلاث سنوات ونصف، ويل لسكان الارض في تلك الايام. التعليق : عندهم 42 شهرا وعندنا حديث نقل عن الرسول 40 . الحديث: 2937 صحيح مسلم "قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم" يكمل الكتاب في رؤيا يوحنا - اصحاح 13 : 11 – 18 . 11ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ الأَرْضِ، وَكَانَ لَهُ قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ، وَكَانَ يَتَكَلَّمُ كَتِنِّينٍ، 12وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ، 13وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ، 14وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلاً لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ. 15وَأُعْطِيَ أَنْ يُعْطِيَ رُوحًا لِصُورَةِ الْوَحْشِ، حَتَّى تَتَكَلَّمَ صُورَةُ الْوَحْشِ، وَيَجْعَلَ جَمِيعَ الَّذِينَ لاَ يَسْجُدُونَ لِصُورَةِ الْوَحْشِ يُقْتَلُونَ. 16وَيَجْعَلَ الْجَمِيعَ: الصِّغَارَ وَالْكِبَارَ، وَالأَغْنِيَاءَ وَالْفُقَرَاءَ، وَالأَحْرَارَ وَالْعَبِيدَ، تُصْنَعُ لَهُمْ سِمَةٌ عَلَى يَدِهِمِ الْيُمْنَى أَوْ عَلَى جَبْهَتِهِمْ، 17وَأَنْ لاَ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَشْتَرِيَ أَوْ يَبِيعَ، إِّلاَّ مَنْ لَهُ السِّمَةُ أَوِ اسْمُ الْوَحْشِ أَوْ عَدَدُ اسْمِهِ. 18هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ. والشيطان سيقوم ايظأ باستخدام شخصيه دينيه كبيره لمساعده الدجال في تحقيق اهدافه، فيقوم بعجائب عظيمه لخداع الناس ويجعل الجميع يسجدون لصور الدجال وان الذين لا يسجدون له يقتلون. التعليق : في الحديث وفي الانجيل ذكر وحشان الاول وهو الذي استقبلهم عند الشاطىء والذي عرف نفسه انه الجساسة, وقد قال تميم الداري في الحديث يقول : " ولم نأمن أن تكون شيطانة", وهنا الانجيل يقول ان الوحش الثاني هو الشيطان. الانجيل يحذر من السجود لهذا الدجال ولمن يقبل سمته فيقول الكتاب في رؤيا يوحنا - اصحاح 14 : 9 – 12 : «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، 10فَهُوَ أَيْضًا سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ، الْمَصْبُوبِ صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ. 11وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. وَلاَ تَكُونُ رَاحَةٌ نَهَارًا وَلَيْلاً لِلَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ يَقْبَلُ سِمَةَ اسْمِهِ». 12هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ. هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ. ان هذا السفر يقطع الشك باليقين ان احاديث الدجال هي عقيدة نصرانية تسربت الى كتب المسلمين وكتب الحديث : إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ. وبالانجليزية : 9 ¶ And the third angel followed them, saying with a loud voice, If any man worship the beast and his image, and receive his mark in his forehead, or in his hand, التعليق: في الاحاديث يروى ان على الدجال ان المؤمن الحق يرى كلمة كافر على جبين المسيح الدجال . في كتاب الفتن لحنبل ابن اسحاق : 16 - حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الدَّجَّالُ أَعْوَرُ , وَرَبُّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ , مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ , يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ قَارِئٍ أَوْ غَيْرِ قَارِئٍ " التعليق: دعونا نقف هنا عند هذا الحديث وقفة صدق مع الله, دعونا نزيل العصابة عن اعيننا لنرى النور والحق, دعونا نترقى في ديننا, كفانا سباتا, كفانا نوما. ايعقل ان هذا الحديث نقل عن رسول الله, حاشاه , الحديث يقول الدجال اعور وربكم ليس باعور, ما هذا ؟ الله ليس كمثله شيء لكن النصارى يؤمنون ان الله هو المسيح ابن مريم وبذلك ان الله له جسد وعينان واذنان ويدان وقدمان وحاشا لله . ان الدجال اعور وربكم ليس باعور ؟!؟ ايعني هذا اذا كان بعينان وليس باعور سنصدق انه الله , استغفر الله ان يكون النبي تحدث بهذا الحديث والله حاشاه . وفي نهايه فترته ياتى المسيح المخلص في مجيئه الثاني ليضع حدا له ويقيم مملكته الموعوده التي وعدنا بها. قصة ابن صياد القصة المشهورة الثانية التي تتكلم عن المسيح الدجال هي قصة ابن صياد لكن قبل ان نتحقق منها اذكركم بقوله تعالى : " وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى " . تقول القصة ان النبي (ص) قد شك ان فتى يهودي على انه الدجال وأخذ يتلصص عليه هو وعمر ابن الخطاب رضي الله عنه, اذ قد تردد رسول الله صلى الله عليه وسلم في امر ابن الصياد , ولم يوح اليه امره بشيء . يقول الحديث : قال ابن عمر : انطلق بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بن كعب الأنصاري يؤمان النخل التي فيها ابن صياد ، فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتقي بجذوع النخل ، وهو يختل أن يسمع من ابن الصياد شيئا قبل أن يراه ، وابن صياد مضطجع على فراشه في قطيفة له فيها زمزمة ، فرأت أم ابن صياد النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوع النخل. التعليق: اسألكم بالله عليكم هل هذه تصرفات نبينا الكريم, هل النبي يختبأ وينتلصص على فتى . النبي صلوات ربي وتسليماته عليه يعلم علم اليقين , هو صاحب الوحي الذي لا ينطق عن الهوى , هو المعصوم , اذا كان هو الدجال لعلم في الحال اسألكم هل هذه تصرفات نبينا . قال البيهقي في كتابه " البعث والنشور " : اختلفوا في أمر ابن صياد اختلافا كثيرا هل هو الدجال أم لا ، فمن ذهب إلى أنه غيره احتج بحديث تميم الداري في قصة الجساسة ، ويجوز أن يتوافق صفة ابن صياد وصفة الدجال ، كما ثبت في الصحيح أنه أشبه الناس بالدجال عبد العزى بن قطن ، وليس هو هو. التعليق : " القصتان ملفقتان على رسول الله (ص) " والله اعلم. عودة المسيح عيسى ابن مريم ان عودة المسيح هي عقيدة من العقائد النصرانية البحتة لا يكاد نصراني او كما يسمى اليوم مسيحي الا ويؤمن بعودة المسيح الى الارض ثانية وللاسف تسربت هذه المعتقدات ايضا الى كتب الحديث واصبحت من معتقدات المسلمين. قال الله تعالى : "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيما " (الاحزاب 40). قال ابو الحسين ابن الفارس في معجم مقاييس اللغة 2-245 (ختم) الخاء والتاء والميم أصلٌ واحد، وهو بُلوغ آخِرِ الشّيء. يقال خَتَمْتُ العَمَل، وخَتم القارئ السُّورة. فأمَّا الخَتْم، وهو الطَّبع على الشَّيء، فذلك من الباب أيضاً؛ لأنّ الطَّبْع على الشيءِ لا يكون إلاّ بعد بلوغ آخِرِه، في الأحراز. والخاتَم مشتقٌّ منه؛ لأنّ به يُختَم. ويقال الخاتِمُ، والخاتام، والخَيْتام. قال:: أخذْتِ خاتامِي بغيرِ حَقّ والنبي صلى الله عليه وسلم خاتِمُ الأنبياء؛ لأنّه آخِرُهم. وخِتام كلِّ مشروبٍ: آخِرُه. قال الله تعالى : (ختامه مسك), أي إنّ آخرَ ما يجِدونه منه عند شُربهم إياه رائِحَةُ المسك. قال الجوهري في الصحاح 6-186 (ختم) ختمت الشئ ختما فهو مختوم، ومختم شدد للمبالغة. وختم الله له بخير. وختمت القرآن: بلغت آخره. واختتمت الشئ: نقيض افتتحته. والخاتم والخاتم، بكسر التاء وفتحها. والخيتام والخاتام كله بمعنى، والجمع الخواتيم. وتختمت، إذا لبسته. وخاتمة الشئ: آخره. ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء عليهم الصلاة والسلام. والختام: الطين الذى يختم به. وقوله تعالى ( ختامه مسك ) أي آخره, لان آخر ما يجدونه رائحة المسك. وقول الاعشى: وأبرزها وعليها ختم أي عليها طينة مختومة. فكيف يكون النبي خاتم النبيين وعيسى ابن مريم سينزل في اخر الزمان, النبي قالها واضحة لا تحتاج الى مفسرين ولا الى علماء لغة قال عليه الصلاة والسلام انا اخر النبيين . هناك بعض المحاجين الذين يقولون ان عيسى ابن مريم لن ياتي بدين جديد او شريعة جديدة , لكن هذا لا ينفي حقيقة انه نبي وانه سيأتي بعد الرسول حتى لو اتى وكان مسلما يبقى نبي , لذلك لا يمكن ان تكون هذه المعتقدات اسلامية ولا هذه الاحاديث صحيحة ونقلت عن الرسول , ان محمدا صلوات ربي وتسليماته عليه كان افصح من نطق بالضاد, وعندما يقول انا اخر الانبياء فهو يعي ما يقول ولا ينطق عن الهوى الا هو وحي يوحى . الاية . يقول الرسول عليه الصلاة والسلام لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.والحديث صحيح، وقد أخرجه الشيخان وغيرهما وهو من فضائل علي ولهذا ذكره العلماء في مناقبه. التعليق : وهنا ايضا يشدد الرسول على انه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم. وللاسف ان هذه المعتقدات قد تفشت بين المسلمين واصبحت من المسلمات, حتى ان كبار المفسرين للقران قد امنوا بمثل هذه المعتقدات واصبحوا يستعملونها في تفسير القران . اما قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا) النساء (159). أهل الكتاب هم اليهود والنصارى، و(به) أي بعيسى بن مريم عليه السلام، والضمير في (موته) يحتمل أن يكون الضمير عائدا على عيسى عليه السلام، أي سوف يؤمن بعيسى قبل موته كل كتابي ويكون شاهدا لهم عند الله يوم القيامة، وقد يكون الضمير عائدا على الكتابي سواء كان يهوديا أو نصرانيا، وعلى هذا يكون المعنى أن كل كتابي عند موته وخروج روحه سوف يؤمن بعيسى عليه السلام ويدرك أنه رسول الله الواحد الأحد ولكنه إيمان لا ينفع، لأنه إيمان عند الموت وعندئذ يكون المسيح عليه السلام حجة عليهم يوم القيامة. وقد كشف القرآن عن اللحظة الفارقة :لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ (لحظة إيمان الكتابي بعيسى عليه السلام) بأن الحجب سوف تنكشف عنهم قبل لحظة موتهم مدركين أنه رسول الله وأنهم كانوا يشنون حربا غاشمة غير عادلة على دين الله الواحد الأحد وعلى عباده المخلصين، وهذا مشابه لما حدث مع فرعون عند الغرق، حيث انكشفت الحجب عن عينيه وذهبت عماية بصيرته وانقشع ظلام كفره وعناده، ولم يكن له بد من الإيمان بالله العظيم، ولكنه إيمان بعد ميعاده، وعجل الله به للنار. في تفسير ابن كثر : قَالَ اِبْن جَرِير : وَقَالَ آخَرُونَ يَعْنِي بِذَلِكَ وَإِنَّ مِنْ أَهْل الْكِتَاب إِلَّا لَيُؤْمِنَن بِهِ بِعِيسَى قَبْل مَوْت الْكِتَابِيّ ذِكْر مَنْ كَانَ يُوَجِّه ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ إِذَا عَايَنَ عَلِمَ الْحَقّ مِنْ الْبَاطِل لِأَنَّ كُلّ مَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْت لَمْ تَخْرُج نَفْسه حَتَّى يَتَبَيَّن لَهُ الْحَقّ مِنْ الْبَاطِل فِي دِينه . قَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي الْآيَة قَالَ : لَا يَمُوت يَهُودِيّ حَتَّى يُؤْمِن بِعِيسَى حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَة حَدَّثَنَا شِبْل عَنْ اِبْن نَجِيح عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله إِلَّا لَيُؤْمِنَن بِهِ قَبْل مَوْته كُلّ صَاحِب كِتَاب يُؤْمِن بِعِيسَى قَبْل مَوْته قَبْل مَوْت صَاحِب الْكِتَاب . قَالَ اِبْن عَبَّاس : لَوْ ضُرِبَتْ عُنُقه لَمْ تَخْرُج نَفْسه حَتَّى يُؤْمِن بِعِيسَى حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا أَبُو نُمَيْلَة يَحْيَى بْن وَاضِح حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن وَاقِد عَنْ يَزِيد النَّحْوِيّ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : لَا يَمُوت الْيَهُودِيّ حَتَّى يَشْهَد أَنَّ عِيسَى عَبْد اللَّه وَرَسُوله وَلَوْ عُجِلَ عَلَيْهِ بِالسِّلَاحِ حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم وَحَبِيب بْن الشَّهِيد حَدَّثَنَا عَتَّاب بْن بِشْر عَنْ خَصِيف عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس وَإِنَّ مِنْ أَهْل الْكِتَاب إِلَّا لَيُؤْمِنَن بِهِ قَبْل مَوْته قَالَ : هِيَ فِي قِرَاءَة أُبَيّ قَبْل مَوْتهمْ لَيْسَ يَهُودِيّ يَمُوت أَبَدًا حَتَّى يُؤْمِن بِعِيسَى. يبقى السؤال هل من الممكن ان يذهب احد الى جوار الرفيق الاعلى دون ان يمت ؟ ان اهل العلم والتفسير قد فسروا قوله تعالى : إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (ال عمران ) التوفي في الغة : قال ابو الفرج ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر 213-214 75 - باب التوفي التوفي : اسم مأخوذ من استيفاء العدد . واستيفاء الشيء : أن تستقضيه . يقال : توفيته ، واستوفيته . ( كما يقال : تيقنت الخبر : واستيقنته ) . وتثبت في الأمر : واستثبت . والوفاة : اسم للموت ، لأنه يكون عند استيفاء العمر . وذكر أهل التفسير أن التوفي في القرآن على ثلاثة اوجه . أحدها : الرفع إلى السماء ، ومنه قوله تعالى في آل عمران : ( اني متوفيك ) , وفي المائدة : ( فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم ) . والثاني : قبض الأرواح بالموت ، ومنه قوله تعالى في سورة النساء : ( ان الذين تتوفاهم الملائكة طيبين), في تنزيل السجدة: ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ), وفي المؤمن( غافر ) : ( فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ) والثالث : قبض حس الإنسان بالنوم ، ومنه قوله تعالى في الأنعام : ( هو الذي يتوفاكم بالليل ) , وفي الزمر : ( الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ) . قال الرازي في مختار الصحاح: "و ف ى : الوَفَاءُ ضد الغدر يقال وَفَى بعهده وَفَاءً و أَوْفَى بمعنى و وَفَى الشيء يَفِي بالكسر وُفِيَّا على فُعُول أي تمَّ وكثُر و الوَفِيُّ الوافي و أَوْفَى على الشيء أشرف و وَافَاهُ حقَّهُ و وَفَّاهُ تَوْفِيَةً بمعنى أي أعطاه وافِيا و اسْتَوْفَى حقَّه و تَوَفَّاهُ بمعنى وتَوَّفاه الله أي قبض روحه و الوَفَاةُ الموت و وَافَى فلان أتى و تَوَافَى القوم تَتَامُّوا" قال المناوي في التوقيف على مهمات التعاريف 730 "الوفاة استخلاص الحق من حيث وضع أن الله نفخ الروح وأودع به النفس ليستوفيها بعد أجل من حيث أودعها فكان ذلك توفيا تفعلا من الوفاء وهو أداء الحق ذكره الحرالي وقال أبو البقاء الوفاة الموت وأصله توفية الشيء إذا أخذته كله" لذلك احبتي في الله ومصداقا لقوله تعالى : ( انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون ) , ان اللغة العربية هي مفتاح الحل في هذه القضية وان علماء الامة والمفسرين جزاهم الله خيرا عنا , هم بشر ( وكل ابن ادم خطاء ) , وقد قاموا بتفسير الاية بناية على الاحاديث الموضوعة لكي لا يتناقض الحديث مع النص القراني. وهذه بعض الامثلة : قال الطبري جامع البيان في تأويل القرآن 6-455 وما بعدها : اختلف أهل التأويل في معنى"الوفاة" التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية. فقال بعضهم هل وفاة النوم وكان معنى الكلام على مذهبهم : اني منيمك ورافعك في نومك. قال البغوي في معالم التنزيل 2-45-46 (اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ) اختلفوا في بعض التوفي هاهنا، قال الحسن والكلبي وابن جريج: إني قابضك ورافعك في الدنيا إليِّ من غير موت، يدل عليه قوله تعالى: " فلما توفيتني "( 117 -المائدة ) أي قبضتني إلى السماء وأنا حي، لأن قومه إنما تنصروا بعد رفعه إلى السماء لا بعد موته، فعلى هذا للتوفي تأويلان، أحدهما: إني رافعك إلي وافيًا لم ينالوا منك شيئا، من قولهم توفيت كذا واستوفيته إذا أخذته تامًا والآخر: أني مستلمك من قولهم توفيت منه كذا أي تسلمته، وقال الربيع بن أنس: المراد بالتوفي النوم وكل ذي عين نائم وكان عيسى قد نام فرفعه الله نائما إلى السماء، معناه: أني منومك ورافعك إلي كما قال الله تعالى: " وهو الذي يتوفاكم بالليل "( 60 -الأنعام ) أي ينيمكم." وقال بعضهم: المراد بالتوفي الموت، روى عن علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معناه: أني مميتك يدل عليه قوله تعالى: " قل يتوفاكم ملك الموت "( 11 -السجدة ) (فيه انقطاع) فعلى هذا له تأويلان: أحدهما ما قاله وهب: توفى الله عيسى ثلاث ساعات من النهار ثم رفعه الله إليه وقال محمد بن إسحاق: إن النصارى يزعمون أن الله تعالى توفاه سبع ساعات من النهار ثم أحياه ورفعه، والآخر ما قاله الضحاك وجماعة: إن في هذه الآية تقديمًا وتأخيرًا معناه أني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد إنزالك من السماء. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، أخبرنا علي بن الجعد، أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفس محمد بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عادلا يكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" . ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في نزول عيسى عليه السلام قال: "وتهلك في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون" . وقيل للحسين بن الفضل هل تجد نزول عيسى في القرآن؟ قال نعم: { وَكَهْلا } ولم يكتهل في الدنيا وإنما معناه وكهلا بعد نزوله من السماء." وبذلك اثبتنا لكم احبتي في الله ان العلماء والمفسرين قاموا بتفسير الاية بما لا يتعارض مع الحديث, وذلك لحبهم في الاسلام وليس قصدا منهم ولكن عندما نرى انهم اخطأوا يجب علينا تصحيح المسار فليس احد منا معصوم. عدنان ابراهيم : اما في مطلع العصر الحديث اختلفت هذه الرؤيا فوجدنا جماعة من كبار علماء وأئمة الاسلام لهم اجتهاد في هذه المسألة التي ظللنا ودأبنا على اعتقاد انها من اصول الاعتقاد من مسائل الديانة زعموا وادعوا انه هو الموافق لكتاب الله تبارك وتعالى ولسنن الله الماضية في انبياءه ورسله . وفي راسهم الامام المجدد مفتي مصر محمد عبده رحمه الله، انكر ان يكون عيسى رفع بروحه ونفسه وانكر عودته في اخر الزمان واتبعه على ذلك الامام السلفي المجدد محمد رشيد رضى في تفسير المنار وادعى رحمة الله عليه انها عقيدة نصرانية . ظل النصاري يدأبون على اقناع المسلمين بها حتى نجحوا في ذلك, فتسللت الى نصوصهم الدينية , مخالفة نصوص كتاب الله تبارك وتعالى , بعد ذلك اتى شيخ الازهر الشيخ الامام الاكبر مصطفى المراغي وأكد الاشتهاد عينه, عيسى لم يرفع حياَ ولن يعود في اخر الدنيا , تبعه الشيخ الاكبر محمود شلتوت رحمه الله , في فتواه الشهيرة المطولة التي نشرها في الرسالة وهي مطبوعة الى ايام الناس هذه. ثم رأينا الامام المجتهد الشيخ محمد ابو زهرة رحمه الله في لواء الاسلام عدد ذي الحجة سنة 1963, ينكر هذه العقيدة ولا يعدها من عقائد الاسلام, ينكر ان عيسى رفع حيا تاما وافيا , وينكر عودته في اخر الزمان وفي نفس العدد الشيخ العلامة الداعية محمد الغزالي رحمه الله , واتى بادلة زائدة وانكر العقيدتين جميعا , على ان الشيخ الغزالي عاد بعد ذلك في التفسير الموضوعي للقران الكريم وفتح باب لاحتمال ان ينزل عيسى, مع تأكيده انه توفي وفاه طبيعية مات كما يموت الانبياء لم يرفع حيا كما نعتقد لكن يمكن ان يعود في اخر الزمان لم يجزم به كما يريد بعض الناس ان يفهمونا كأنه تردد للامانة العلمية , الدكتور المؤرخ الاسلامي احمد شلبي رحمه الله له بحث ايضا في هذه المسألة لخص به اطراف اقوال هؤلاء او جملة ناتعة منهم, في كتابه مقارنة الاديان الجزء الخاص بالديانة المسيحية او النصرانية , العلامة الازهري مفسر القران الكريم الدكتور محمد محمود حجازي انكر ذلك في تفسيره , عيسى لم يرفع حيا , ولن يعود في اخر الزمان , والى غير هؤلاء الدكتور حسن الترابي ولا يزال حيا قال ذلك ايضا . قد يسأل سائل ماذا في قوله تعالى : وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا تفسير ابن كثير: و قوله تعالى : وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا إثبات منه لعبوديته لله عز وجل ، وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويموت ويبعث كسائر الخلائق ، ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد ، صلوات الله وسلامه عليه. وان هذه الايه تتحدث عن مجريات الامور التي حدثت للمسيح فهذه الكلمات قد نطق بها المسيح عليه السلام وهو لا يزال طفلا, دفاعا وردا عن امه الصديقة مريم عليها السلام وهذا إقرار من المسيح بعبوديته لله عز وجل، وأنه مخلوق من خلق الله يولد من بطن أمه ويخرج من فرجها ويموت كسائر خلق الله ويبعث مثل غيرة من الخلائق، ولكن له السلامة في هذه الأحوال التي هي أشق ما يكون على العباد ولكن من يفهم ومن يعقل .لانه عندما تحدث المسيح عليه السلام عن مولدة قال (والسلام علي يوم ولدت) فكانت كلمه ( ولدت ) في الماضي لان المولد قد تم بالفعل أما عندما تحدث عن الموت والبعث فقال (ويوم اموت ويوم ابعث حيا ) أى لم يأتي حديثه هنا في الماضي لان الموت لم يتم وكذلك البعث ولذلك جاء حديثه عن الموت والبعث بصيغه تدل على المستقبل . المهدي المنتظر حول تفسير الاعتقاد بالمهدي: و الاعتقاد بالمهدي المنتظر نجده في كثير من الأديان السماوية وغير السماوية والفلسفات والمذاهب، فقالت به بعض فرق اليهود ،وبعض فرق المسيحيين، كما قال به المغول وورد في الديانات المصريه القديمه وفى كتب الصينيين وعقائد الهنود وفى الاساطير الفارسيه القديمه...(دراسه الفرق الاسلاميه ص 398). وقد فسرت بعض الفلسفات هذه الظاهرة بتصور قيم العدل والحق والمساواة...دون السعي لتحقيقها اى أنها من باب"التمني" ، غير أن لهذه الظاهرة ( بالاضافه إلي هذه الدلالة السالبة) دلاله ايجابيه هي الاعتقاد بان النصر النهائي هو لقيم العدل والحق والمساواة...مع السعي لتحقيقها اى أنها من باب الرجاء أيضا إذ أن كلاهما خصائص وملكات إنسانيه ثابتة رغم تغير مضمونها. اذا تم اثبات عدم صحة احد من الموضوعين الاولين ( الدجال وعودة عيسى ), فما حاجتنا الى المهدي , ان ظهور المهدي المنتظر مرتبط ارتباطا وثيقا بظهور الدجال وعودة عيسى انهم كالمثلث اذا سقط موضوع لا يتم الموضوع الاخر , انها علاقة تفاضل وتكامل , ان المهدي المنتظر هي عقيدة اسلامية اتفق عليها المسلمون سنة وشيعة, وسقوطها له تاثير على الشيعة اكثر من السنة خصوصا الشيعة الامامية الاثنا عشريا , والتي تعتقد بوجوب الايمان بالمهدي اعتقاد من اصول الدين وانه الامام المختفي والمتمم لأئمتهم والذي دخل السرداب, وسيظهر في اخر الزمان . في القران: لم ترد في القرآن كلمة مهدي وإنما وردت كلمتي مهتدي وهادي. في السنة : لم ترد أحاديث عن المهدي المنتظر في صحيح البخاري ،ويرى البعض عدم وروده في صحيح مسلم ، بينما يرى آخرون انه ورد فيه بحديث لم يصرح فيه باسمه ،حملوه على أن المراد منه المهدي.ولكن وردت أحاديث عنه في كتب الحديث الأخرى( أحمد و الترمذي وابن ماجه ابوداؤد...) ا/من حيث إفراد الراوي أو مشاركه غيره: يرى بعض العلماء أن الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر هي أحاديث أحاد يقول سعد الدين التفتزانى( ومما يلحق بباب الامامه خروج المهدي ونزول الساعة وهما من اشتراط الساعة وقد وردت في هذا الباب أخبار صحاح وان كانت أحادا) (شرح المقاصد، ج1، ص 214).) يقول محمد الغزالي( والأحاديث التي اقتبسنا نتفا منها هي أحاديث أحاد وبعضها صحاح)( السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث، دار الشروق، 1989، ص134).) وهناك من يرى أنها متواترة تواتر معنوي ( والتواتر المعنوي هو ما اختلفت ألفاظ الرواة فيه ولكنها تتفق على قدر مشترك ويصح أن تروى ألفاظه بطريقه الآحاد حتى تبلغ الرواة حد التواتر) ورد في شرح عقيدة الشيخ الاسفارينى الحنبلي ( كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت التواتر المعنوي) ( ج2، ص 194)غير أنه يجب ملاحظه أن شرط التواتر أن تكون أحاديث الآحاد التى بلغت مبلغ التواتر صحيحة، وهذا الشرط غير متوافر في كل هذه الأحاديث. ب/ من حيث عدالة الراوي: هناك رأيين حول أحاديث المهدي من حيث عدالة الراوي: الأول: أن بعض هذه الأحاديث صحيح والأخر ضعيف: يقول ابن القيم في كتابه المنار المنيف في الصحيح والضعيف"وهذه الأحاديث أربعه أقسام: صحاح وحسان و غرائب وموضوعه"ويقول الشوكانى" الأحاديث التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنجبر وهى متواترة بلا شك". وهذا هو الراى الراجح. الثاني: أن كل الأحاديث الواردة عن المهدي غير صحيحة: ينقل ابن خلدون هذا الموقف عن بعض العلماء ويعقب بقوله( فهذه جمله الأحاديث التي خرجها ألائمه في شان المهدي وخروجه في آخر الزمان وهى كما رأيت لم يخلص منها النقد إلا القليل والأقل منه)( المقدمة، دار إحياء التراث العربي ، ص311. وفى تعليق عبد الرحمن محمد عثمان على كتاب تحفه الاحوذى " يرى الكثيرون من العلماء أن كل ما ورد من أحاديث عن المهدي إنما هي موضع شك وإنها لا تصح عن الرسول بل أنها من وضع الشيعة". وهذا الراى فيما نرى خاطىء. ثانيا: من حيث الدلالة: وهناك من يرى أن الأحاديث الواردة في المهدي ظنيه الدلالة (ما اشتملت على لفظ أو أكثر يحتمل أكثر من معنى واحد ) من جهة المقصود بالمهدي المنتظر بناءا على اختلاف العلماء في المقصود بالمهدي ينقل ابن القيم أربعه أقوال في المهدي: احدهما انه المسيح بن مريم استنادا إلي الحديث لا مهدي إلا عيسى ويرى أن هذا الحديث لا يصح..الثاني انه المهدي الذي ولى من بني العباس ..الثالث: انه من آل البيت.. الرابع انه محمد بن الحسن العسكري ( رأى الشيعة)( المنار المنيف، ج 1،ص 289.) المهدي من كلمة هدى سيظهر في اخر الزمان ويلتف حوله المسلمون, وسيكون امام الزمان والذي سيهدينا لكن اذا كان للمهدي اهمية فائقة بهاذا الشكل فلماذا لم يذكر في القران الذي هو هدى ورحمة بالعالمين , الله عز وجل الذي هدانا في كتابه الكريم الى ابسط الامور وعلمنا اليس من الحري ان يذكر المهدي وظهوره. يقول العلامة المحدث الشيخ ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ : إن كثيراً من المسلمين قد انحرفوا عن الصواب في هذا الموضوع فمنهم من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لن تقوم إلا بخروج المهدي ، وهذه خرافة وضلال ألقاها الشيطان في قلوب كثير من العامة ، وليس في شيء من أحاديث المهدي ما يشعر بذلك مطلقاً بل هي كلها لا تخرج عن أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر برجل من أهل بيته ووصفه بصفات بارزة من أهمها أنه يحكم بالإسلام وينشر العدل بين الأنام فهو في الحقيقة من المجددين الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة كما صح عنه صلى الله عليه وسلم. انتهى كلام الشيخ. : يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي هذه القضية فيها خلاف كبير بين العلماء ، فهناك من أنكر المهدي ، وقد ضعف ابن خلدون الأحاديث التي وردت في المهدي ، و لم يرد في الصحيحين شيء عنه ، لا في البخاري ولا في مسلم ، ولا في السنن، بحيث لا يخالف فيها أحد ، وقد أنكر الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رئيس المحاكم الشرعية الأسبق في قطر قيام المهدي ، وألف كتابا في هذا في مطلع القرن الخامس عشر الهجري ، وقد راجعته فيه أنا والشيخ ناصر الدين الألباني في ه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً