مع القرآن - تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ
سرعان ما يدخل أهل الغرب في الإسلام بمجرد إزالة التشويش و التشويه عن أذهانهم و عرض القرآن و السنة عليهم دون حائل أو وسيلة صد عن سبيل الله .
السبب أن القرآن و السنة يحويان المنهج المتكامل الذي يتأكد لكل ذي عقل سليم أنه الحق .
فكيف بمسلم تربى وسط مسلمين أن يكفر بآيات الله و أحكامه أو يهاجمها أو حتى لا يتبناها .
في الغالب الأعم السبب هو أن سماعه للقرآن ومرور السنة على مسامعه إنما هو مرور الكرام بلا تفكر أو محاولة تأمل و فهم أو حتى أدنى اهتمام .
وهنا يتجلى التحذير الرباني للصحابة و معهم سائر الأمة ....فإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم عاش بين ظهراني الصحابة فسنته باقية إلى يوم القيامة .
قال الله :
{ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [آل عمران 101] .
قال السعدي :
ثم ذكر تعالى السبب الأعظم والموجب الأكبر لثبات المؤمنين على إيمانهم، وعدم تزلزلهم عن إيقانهم، وأن ذلك من أبعد الأشياء، فقال: { وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله } أي: الرسول بين أظهركم يتلو عليكم آيات ربكم كل وقت، وهي الآيات البينات التي توجب القطع بموجبها والجزم بمقتضاها وعدم الشك فيما دلت عليه بوجه من الوجوه، خصوصا والمبين لها أفضل الخلق وأعلمهم وأفصحهم وأنصحهم وأرأفهم بالمؤمنين، الحريص على هداية الخلق وإرشادهم بكل طريق يقدر عليه، فصلوات الله وسلامه عليه، فلقد نصح وبلغ البلاغ المبين، فلم يبق في نفوس القائلين مقالا ولم يترك لجائل في طلب الخير مجالا ثم أخبر أن من اعتصم به فتوكل عليه وامتنع بقوته ورحمته عن كل شر، واستعان به على كل خير { فقد هدي إلى صراط مستقيم } موصل له إلى غاية المرغوب، لأنه جمع بين اتباع الرسول في أقواله وأفعاله وأحواله وبين الاعتصام بالله.
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: