مع القرآن - فَلَا تَخَافُوهُمْ
عندما يتمكن الإيمان من قلب العبد المؤمن لا تزحزحه الجبال الرواسي عن دينه و لو خوفه و هدده كل أهل الأرض و هنا يزن الإيمان وزن الجبال بل تطيش الجبال إذا ما وزنت أمام هذا الإيمان الراسخ .
وفي ضوء الصراع الدائم بين الحق و الباطل ..يخوف الشيطان أولياءه و متبعيه ويستغل لحظات ضعف الإيمان أو انعدامه في اقتناص الإيمان من القلوب و تغليب الخوف من العباد على الخوف من الله .
فانتبه و احذر ...قال تعالى :
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [175 آل عمران] .
قال السعدي في تفسيره : { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه } أي: إن ترهيب من رهب من المشركين، وقال: إنهم جمعوا لكم، داع من دعاة الشيطان، يخوف أولياءه الذين عدم إيمانهم، أو ضعف.
{ فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } أي: فلا تخافوا المشركين أولياء الشيطان، فإن نواصيهم بيد الله، لا يتصرفون إلا بقدره، بل خافوا الله الذي ينصر أولياءه الخائفين منه المستجيبين لدعوته.
وفي هذه الآية وجوب الخوف من الله وحده، وأنه من لوازم الإيمان، فعلى قدر إيمان العبد يكون خوفه من الله، والخوف المحمود: ما حجز العبد عن محارم الله.
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: