ظاهرة اﻹعجاب بين الشباب والفتيات في وسائل التواصل

منذ 2016-01-02

يكثر في برنامج انستقرام وغيره استعراض بعض الشباب والتميع في الصور والمقاطع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبعض منهم يدعي الاستقامة.

بسم الله الرحمن الرحيم

يكثر في برنامج انستقرام وغيره استعراض بعض الشباب والتميع في الصور والمقاطع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وبعض منهم يدعي الاستقامة.

أقول وبالله التوفيق: ذلك من نقص الرجولة أو عدمها، ودليل على اضطراب في الشخصية وبيان على خلل في التربية: فمن يعرض نفسه في حالات يكون فيها فتنة لكثير من الفتيات والشباب، فالرجولة ليست من نصيبه، ولم أتكلم بهذا الكلام إلا بعد ما رأيت من التحدث بين الشباب والفتيات بلا سبب شرعي بكل أريحية من غزل ومدح، ومطالبة بالأرقام علنًا، وتنزيل صور أخرى، ومدح لخلقته ومعلوم أن هذه المقدمات من طرق الوصول إلى الحرام. وإذا كان هذا الأمر علنًا والكل يشاهد فكيف يكون الخفاء!

انتشار ظاهرة الإعجاب بين الشباب وقد ظهرت بشكل واضح خلال هذا البرنامج (انستقرام) الذي يتيح تنزيل الصور مع التعليقات من خلال: كلام لا يقال إلا بين الزوجين!

جاءت السنة ببيان كيفية إيضاح المحبة: «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه»، «إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه»، ولم يقل: تعلق به وتمتع بصوره.

ومن صور التعلق:

الإكثار من الكلام الناعم المنمق المعطر الذي عليه شبهة الذي لا يصح بين طلاب العلم، ولا يفعله أصلا طالب العلم. ومعلوم أن العشق والتعلق إذا صدر ممن يدعي الاستقامة، فإنها رواسب جاهلية لم يتخلص منها ويسمى (الالتزام اﻷجوف).

ومن أبلغ كيد الشيطان وسخريته بالمفتونين بالصور أنه يزين لأحدهم أنه يحب ذلك (الأمرد) أو (غيره) لله تعالى، وأنه يريد له الخير، وخاصة أن كثير من الشباب صاحب نية طيبة يثق بالجميع ويظن أنهم من أهل الخير.

وأيضا غياب النصيحة والتوجيه. والعلاقة المحرمة لا تخفى لأنها مغشوشة وهي لا تخفى على المؤمن، والأفعال والأقوال تُظهر ما يخفيه الشخص.

ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله عن أبي عبد الله بن الجلاء قال:كنت أنظر إلى غلام نصراني حسن الوجه، فمر بي أبو عبد الله البلخي،

فقال: أيش وقوفك؟ فقلت: يا عم! أما ترى هذه الصورة كيف تعذب بالنار!! فضرب بيده بين كتفي وقال: لتجدن غبّها -أي عاقبة هذا الفعل- قال فوجدت غبها بعد أربعين سنة أن أُنسيت القرآن.

والآن في هذه الوسائل أصبح يعرض نفسه على الجميع، ويقول بكل وقاحة: ما رأيكم بي! وهذا والله من انعدام الحياء.

ومن التساهل عند بعض النساء: تصوير الفتاة بعض من جسدها كاليد وغيرها وتضعها، وهكذا بالتدرج. ولهذا الأمر ما بعده، وهذا الفعل محرم. وأيضا الكلام مع الرجل الأجنبي بلا سبب شرعي فهو محرم، وحتى إذا كان بسبب شرعي فإنه يكون بضوابط شرعية.

الوسائل التي تساعد على التعلق بين الشباب محرمة لأنها توصل إلى الحرام والعياذ بالله، ويجب قطعها. ووسائل التواصل ساعدت في ذلك: أحدهم ينزل صورته ويأتيه أصدقاء اللذة بالمدح وشعر الغزل والكلام غير اللائق فيقول: زيدوني ويفرح المغفل!

ومن أسباب انتشار ظاهرة اﻹعجاب بين الشباب وبين الشباب والفتيات:

- فراغ أو نقص القلب مِن حُبِّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

- عدم الإخلاص في محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

- عدم النظر في عواقب الأمور.

- التعلّق بالصور.

- بداية العلاقة لم تكن لله أصلا.

- الالتزام الأجوف هو استقامة الظاهر، والباطن خلاف ذلك.

- الحرية غير المنضبطة التي تخلو من الرقابة والمتابعة بسبب الثقة المفرطة.

قال اﻹمام سعيد بن المسيب رحمه الله: "إذا رأيتم الرجل يلح النظر إلى غلام أمرد فاتهموه". وهذا الفعل يكثر في وسائل التواصل ويثبت ذلك تعليقات الفرد التي تدل على اتباع الهوى وضعف البصيرة.

وقد اجمع العلماء على حرمة النظر إلى اﻷمرد الصبيح أو غيره؛ فالتعلق بالصور والإغراق في التصوير تجعل صاحبها يتخبط:

قال ابن عابدين رحمه الله: "والمراد من كونه صبيحًا: أن يكون بحسب طبع الناظر، ولو كان أسود، لأن الحسن يختلف باختلاف الطبائع".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكذلك مقدمات الفاحشة عند التلذذ بالأمرد ولمسه والنظر إليه، حرام باتفاق المسلمين كما هو كذلك في المرأة الأجنبية".

إذن الشاب أخبرُ بنفسهِ وأعلم، فإن وجد من نفسه ميلًا وانبطاحًا ومخالفةً للشرع في هذه الوسائل وإنها تكون فتنة له فالواجب عليه أن يحمي نفسه (والسلامة لا يعدلها شيء)، وأن يبتعد عن هذه الوسائل فإنها له وسائل حرام لا تواصل!

سعيد آل بحران

  • 4
  • 0
  • 6,833

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً