وصية فتاة من سوريا

منذ 2016-01-21

لا أنتظرُ صلاحًا أو معتصمًا؛ فعراقٌ قبلي غصبوها

لو كانَ دمي قطراتٍ خُزِنَت في جوف الأرضْ

لو كانت أُمي غانيةً تعرض في شاشات الغربْ

أو كان أبي عابدَ أوثانٍ في أقصى الشرقْ

لانتفضَ العالم حقًّا.. وبكى كلُّ الناس لأجلي

وتنادَوا للمعركة الكبرى كي يُهزم صرح البغيْ

لكنِّي أحمل إسمًا عربيًّا وأبي رجلٌ كسر الذلّْ

أُمي أيضًا يا للعارْ.. عربيَّةْ!!

ولدَينا دينٌ يدعو للعزةْ

فلماذا يبكي العالمُ.. كيف تراودهُ النخوةُ.. أو يتألَّمْ؟

قد قالت أعيُنهم: تلك شعوبٌ لا تعنينا

ماتوا.. قُتلوا.. يحيون بذلٍّ أو فقرٍ.. لا بأسْ

ما دُمنا نحيا وَفق إرادتنا.. نستعبدُ مَن شئنا

ونمنُّ على من شئنا بعضًا من إحسانْ..

ليس جديدًا أن أبصر هذا الزورَ وهذا الكيدْ

فالمشهدُ في ذاكرتي يتجدَّدْ

هذا المتوحشُ مصاصُ الدمّْ

من يزعم أن حضارتَهُ تحمي الإنسانَ..

وأن له قلبًا يألمْ؟

يعطي السكينَ لقتلي بيدٍ..

ثم الأخرى تلقي أعمدةً لمخيمْ

لا أنتظرُ صلاحًا أو معتصمًا

فعراقٌ قبلي غصبوها

ليبيا صرخت.. يمنٌ ثارتْ

وفلسطينُ زمانًا تتوجعْ

وهويةُ إخوانٍ في بورما.. كوسوفا قبلًا.. والبوسنةُ..

كشميرُ وشيشانٌ.. ما اهتزَّ العالم يومًا..

ما سُلَّ السيف ليهويَ فوق الظلمِ

ويحييْ الإنسانْ..

كلاَّ لا يمكن أبدًا ما دام جميع الأهلِ سُكارى وضحايا

وقليلٌ جدًّا أحياءْ

من أجلي.. لا.. فقد اعتدتُ الموتَ

وقد صرت وقودًا للنصر القادم رغمَ الأشلاءْ

من أجلِ بقايا عربٍ قد يأتيهم طوفانُ الموت قريبًا..

من أجل صغارٍ حلَموا يومًا بحياةْ

لا تنتظروا القادمْ

هبُّوا الآن لأنفسكم.. يكفي عارُ الصمتْ..

قد آن أوان الفهمِ بأنَّا لا نعني أحدًا

دمنا.. عزتنا.. أو أوردةُ الحريةْ..

إلا حينَ نصدِّق أنا أقوى

ونقدمُ إثباتًا بالمعنى

يا كلَّ أبيٍّ ينظر للتاريخِ

يتوق لمجدٍ وحضارةْ:

كُفَّ الآن عن الشكوى

حاول أن تفهم سرَّ الكون

كيف المطرُ يجيء وكيف السيلُ..

وكن أنت الغيثَ وكن ذاك الموجْ

وافهم هذا العالمَ حقًّا

فغدًا إن أحسنت الصنعْ..

جاءك يسعى فجرُ النَّصرْ.

فاطمة عبد المقصود

  • 8
  • 0
  • 3,381

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً