استشارات د.محمد علي يوسف - قد أثقلتنى الذنوب

منذ 2016-01-25

قد أثقلتنى الذنوب وصرت أوقن أنه لا فائدة منى؛ ولا أمل في إصلاحى؛ كلما حاولت فشلت؛ وكلما تبت عدت. لا فائدة مني ولا أمل ولا توبة؛ ماذا أفعل؟

يا عزيزي انفض عنك غبار اليأس وازدراء النفس واستمع إلى علاج حبيبك صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلا وَلَهُ ذَنْبٌ يَعْتادُهُ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبٌ هُوَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لا يُفَارِقُهُ حَتَّى يُفَارِقَ»[1]، (لاحظ الكلمة جيدا .... مؤمن).

تأمل... هذا عبد مؤمن بشهادة الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ لكنه مع ذلك يزِّل ويخطيء؛ وتتكرر نفس الأخطاء.
الحل لخصه النبى صلى الله عليه وسلم بعد ذلك حين ذكر ما ينبغي أن تكون عليه صفة المؤمن تجاه الذنب الذى ضعف أمامه واعتاده الفينة بعد الفينة؛ لقد لخص تلك الصفات فى جملة جامعة رائعة؛ جمعت صفات أربعة تتوازن سويا فقال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ مُفْتَنًا تَوَّابًا نَسِيًّا إِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ».

فمفتنا تعدلها توابا... هو عرضة للفتن وقد يقع فيها لكنه يسارع بالتوبة.
وهو نسيٌّ يقع فى الغفلة ويعتريه النسيان كما اعترى أباه الأول عليه السلام.
لكنه في النهاية يقبل التذكرة والنصح ويتذكر...

حينئذ لا يعد ما هو عليه إصرارا ولا فجورا؛ ما دامت جذوة الندم متقدة والرغبة في الإصلاح والتغيير لم تزل حية؛ لكنه الضعف البشري وعلى المؤمن أن يحاول اكتساب القوة في مواجهته ولا يكون ذلك إلا باستمدادها ممن لا حول ولا قوة إلا به..

يا عزيزي لا تكره نفسك وضع الأشياء في نصابها؛ ولا تجعل شيئا يحول بينك وبين ربك حتى لو كان تقصيرك وضعفك؛ والأهم إياك واليأس والإحباط فهما أعظم أماني شيطانك ومطالبه من ذنبك.
إياك ..

______________________

[1] أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/304)، وصححه الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (2276)، ولكن تعقبه الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف رحمه الله في جزئه "حديث (ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة) في الميزان"؛ وبيَّن أن الحديث ضعيف.

  • 2
  • 1
  • 7,568
المقال السابق
أفكر جديًا في الانتحار
 

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً