المنتقى من كلام الدكتور محمد أمين المصري - (3) التربية عملية ميدانية
إن الجهاد اليوم حق على المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها وهو موضوع الساعة، وليس هنالك اليوم بعد الإيمان بالله وأداء الأركان فريضة أكبر من فريضة الجهاد ذلك إنه الوسيلة اليوم لحفظ إيمان المؤمنين، وتركه يؤدي إلى ضياع الفرائض كلها إذ يسمح لأعداء الله بفتنة المسلمين وإخراجهم من دينهم.
إن التربية على حب الدنيا وكراهية الموت غرست في قلوبنا وأحكم غراسها في أعماق نفوسنا، اتفق على ذلك آباؤنا وإخواننا ومعلمونا ومجتمعنا، وعلى ذلك ربينا نحن أيضاً الأبناء ونشأنا الأجيال.
إن التربية القرآنية كانت تربية عملية في ميدان الجهاد لم تتنزل الآيات والأصحاب في قاعة المحاضرات يستمعون كما يستمع شبابنا وقلوبهم لاهية يحتل سويداءها شغلها ومهامها خارج القاعات،ولم تكن تتنزل الآيات الكريمة والأصحاب في خلواتهم مشغولون بجهاد نفوسهم وتربيتها تربية سلبية انعزالية ولكن الآيات الكريمة تنزلت وقلوبهم منصهرة بحوادث المعركة وهي معركة موت واستشهاد ونصر وغلبة وبيع للأنفس لله.
إن ساعة في مثل هذه المواقف تعدل عشرات السنين ومئات السنين في مواقف أخرى لا يطل فيها شبح الموت ولا يخيم سلطانه، إن التربية الحديثة تنادي بالتربية العملية ولكنها هذه التربية التي نتحدث عنها ليست تربية عملية فحسب، ولكنها تربية والنفوس قد بلغت ذروتها في بذل أقصى طاقاتها وأكبر استعداداتها.
ولقد انحرفت هذه الروح الأولى بعد القرون التي هي خير القرون ونمت لدى المسلمين مجاهدات ورياضيات داخلها زيف كبير ومازجها انحراف غير يسير وفارقت المعاني الأولى التي ربي فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمل الرسالة وبث الدعوة والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن التربية الحقيقية هي تربية الجهاد في ميادين القتال ومنذ فارقت الأمة هذه التربية وعوضت عنها معاني أخرى فارقت الهدي الصحيح وفارقت قوتها وعزتها.
إن المسلمين قد انتهى أمرهم إلى ضآلة دون ضآلة أعدائهم الذين لا يؤمنون بالله لسوء التربية التي يتلقونها ولفقدان الهدى القرآني فنشئوا غثاء السيل ونزعت مهابتهم من قلوب عدوهم كما وصف الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ومع كل ذلك فما زال العدو يخشى جانبهم ويرصد أعمالهم ويرقب أنفاسهم.
إن الجهاد اليوم حق على المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها وهو موضوع الساعة، وليس هنالك اليوم بعد الإيمان بالله وأداء الأركان فريضة أكبر من فريضة الجهاد ذلك إنه الوسيلة اليوم لحفظ إيمان المؤمنين، وتركه يؤدي إلى ضياع الفرائض كلها إذ يسمح لأعداء الله بفتنة المسلمين وإخراجهم من دينهم.
- التصنيف:
- المصدر: