لا تشددوا فتهلكوا
شددوا على أنفسهم و فرضوا عليها ما ليس من دين الله حتى خرج بعضهم من الدين و كاد البعض الآخر أن يخرج بسبب بدع التنطع و التشديد .
و هذا يعني عدم الاختراع في دين الله بزيادة تشديد أو زيادة تمييع .
فلا نحل حراماً و لا نحرم حلالاً و إنماهو التزام بأمر الله و نهيه و اقتصاد و اقتصار على ما ثبت في شرع الله المطهر كتاباً و سنة .
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: « » . [رواه البخاري] .
قال ابن حجر في فتح الباري :
المراد من ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني " .. إلى أن قال " ( وقوله فليس مني ): إن كانت الرغبة بضرب من التأويل يُعذر صاحبه فيه، فمعنى ليس مني أي على طريقتي ولا يلزم أن يخرج عن الملة، وإن كان إعراضاً وتنطعاً يفضي إلى اعتقاد أرجحية عمله، فليس مني ليس على ملتي، لأن اعتقاد ذلك نوع من الكفر " .أ هـ
و عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم: « » [ رواه أبو داود و أبو يعلي و قال ابن تيمية له شواهد في الصحيح] [و ضعفه الألباني] .
قال ابن تيمية: (ففيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشدد في الدين بالزيادة على المشروع.
والتشديد: تارة يكون باتخاذ ما ليس بواجب، ولا مستحب: بمنزلة الواجب والمستحب في العبادات، وتارة باتخاذ ما ليس بمحرم، ولا مكروه بمنزلة المحرم والمكروه، في الطيبات؛ وعلل ذلك بأنَّ الذين شددوا على أنفسهم من النصارى، شدَّد الله عليهم لذلك، حتى آل الأمر إلى ما هم عليه من الرهبانية المبتدعة) [ اقتضاء الصراط المستقيم] .
فاللهم أحينا على الكتاب و السنة و توفنا عليهما و أنت راض عنا غير غضبان .
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: