أوراق في السيرة و الأخلاق - توطئة

منذ 2016-02-17

إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم هي النموذج الأسمى لغرس القيم؛ وتكوين شخصية المسلم المعاصر وتوجيه مساره الخلقي؛ إذ لا نعلم في تاريخ الإنسانية كلها سيرة لنبي أو عظيم لقيت عناية وحفاوة ورصدا لأدق التفاصيل كمثل الذي لقيته السيرة النبوية على يد الرعيل الأول من الصحابة ثم تابعيهم من العلماء والمؤرخين.

الحمد لله الباريء المصور الخلاق؛ المبتدئ بالنعم قبل الاستحقاق؛ والصلاة والسلام على نبي الصدق المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فهذه سلسلة مقالات سعيت من خلالها جاهدا إلى تجديد النظر  في بعض أحداث السيرة النبوية؛ وأحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم لتسليط الضوء على ما يرزح تحته واقعنا المعاصر من مظاهر وصور لانحراف السلوك والفهم.

إن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم هي النموذج الأسمى لغرس القيم؛ وتكوين شخصية المسلم المعاصر وتوجيه مساره الخلقي؛ إذ لا نعلم في تاريخ الإنسانية كلها سيرة لنبي أو عظيم لقيت عناية وحفاوة ورصدا لأدق التفاصيل كمثل الذي لقيته السيرة النبوية على يد الرعيل الأول من الصحابة ثم تابعيهم من العلماء والمؤرخين.

هذه الميزة الفريدة ترجع بالأساس إلى كون الحياة المحمدية هي المدخل العملي والتنفيذي لمبادئ الشريعة السمحة؛ وهي بوابة الاتباع الحق لمن أسلم وجهه لله امتثالا لقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].

والمتأمل في أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ومواقفه يُدرك حرصه الشديد على بناء الشخصية المسلمة وفق منهج متوازن يستجيب للفطرة السليمة؛ ويُحفز الإرادة الحرة على العطاء والإبداع.

ولذلك تشكل السيرة  النبوية سجلا تربويا حافلا بالقيم والمعايير والمهارات الكفيلة بإحداث نقلة نوعية في الكيان الإنساني.

ما أحوج مجتمعاتنا اليوم إلى قراءة متجددة للكتاب والسنة؛ تنطلق من النص لاستيعاب الواقع والتماس الحلول؛ وتتحرر بها من سلطان التقليد والتعصب المذموم.

أسأل الله تعالى أن يتقبل مني هذا الجهد المتواضع وينفع به سائر المسلمين؛ وأن يكون خالصا لوجهه سبحانه وينفعني به يوم الدين.. إنه سميع مجيب.

حميد بن خيبش

كاتب إسلامي

  • 4
  • 0
  • 9,713
المقال السابق
رسائل من بدر
المقال التالي
والصلح خير.. - قراءة في مكاسب صلح الحديبية-

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً