لا تخنقوا غزة
منذ 2010-02-05
لابد أن تصرخ الشعوب في وجوه القوم بألا يخنقوا غزة، وكل قادر على الضغط أن يستعمل طاقته في فك هذا الحصار الظالم وفي تهيئة المناخ لعيشة كريمة لأهلنا المرابطين.
الإجراءات التعسفية التي يمارسها العالم على أهل غزة، والتي تتوالى في صعيد التضييق على غزة تنذر بكارثة إنسانية كبيرة إذا لم يتداركها الحكماء في الدول العربية والإسلامية، وقد تؤدي إلى مزيد من الضحايا الذين يرتقون من شهداء الحصار، وسينجم عنها لا محالة مزيد من الاحتقان السياسي لدى الفلسطينيين الذين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة في قدرة الأمة الإسلامية والعربية على الحؤول دون تفاقم مشكلاتهم.
جدار وحصار، وثالثة الأثافي، محطة كهرباء غزة الأخيرة التي تقطع تيارها عن هذا الإقليم البائس بأوامر من رئيس السلطة الفلسطينية محمود رضا عباس بحسب ما أكده مصدر مسؤول في المفوضية الأوروبية بالقدس المحتلة كاشفاً النقاب عن أن الاتحاد الأوروبي قد أوقف دفع فاتورة الوقود الصناعي المشغِّل محطةَ كهرباء غزة منذ منتصف نوفمبر 2009 بطلبٍ من سلطة رام الله برئاسة أبو مازن المنتهية ولايته.
الخميس يحل الظلام مخيماً على القطاع الذبيح، وهو الظلام الذي سيعم العالم المنافق بأسره كما يصفه نواب حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث الجميع صامت على الجريمة التي يقول بيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية أنها "تهدِّد حياة المئات من المرضى، خاصة مرضى غسيل الكلى، ومرضى القلب، وحضانات الأطفال، وبتوقف غرف العمليات عن العمل، بل يتعدَّى الأمر إلى إحداث شلل كامل في القطاع الصحي ينذر بكارثة إنسانية كبيرة قد تودي بحياة العشرات وتوقف العديد من الخدمات الصحية والتسبُّب بأضرار كبيرة لا حصر لها".
لن يسامحنا الأهل في غزة ما دمنا صامتين، ولن تحمل بياناتنا ومقالاتنا وأقلامنا الدفء لأبناء الشهداء وأطفال غزة البرآء في برد الشتاء القارس، ولن تعفينا من مسؤوليتنا أو تنجينا من نظرات العتاب في المقل الصغيرة.
إنها مسألة تتعدى كل تحفظات بعض النظم والحكومات على أداء حركة حماس في الحكم، وتتجاوز الخلافات بين شرائح الشعب الفلسطيني؛ فهي مسألة لابد أن تجمعنا، وألا نخجل في تحريك كل مفاعيل الضغط على المعنيين من أجل حلحلة الوضع، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من جهة إلى غزة، والعمل على توفير المناخ الصحي السليم لأبنائها، وعدم الصمت على الإماتة الممنهجة لهذا الشعب الصامد المرابط.
وقد نكون لا نملك الكثير من أجل فك الحصار كأفراد، لكننا كشعوب نستطيع أن نضغط وأن نبقي المسألة حاضرة في كل محفل، وفي كل ميدان، لأن مناهضة القتل البطيء لإخوتنا في فلسطين قضية تشاركية لها أبعادها العادلة المشروعة التي لا ينبغي يخجل أحد من الحديث عنها، وينبغي أن تتضافر فيها الجهود، وتحملها على عاتقها كل القوى الشريفة، لتشعر الجهات المحرضة والمتورطة في تشديد وطأة الحصار والتضييق على أهل غزة أنهم لن يفلتوا بفعلتهم.
لابد أن تصرخ الشعوب في وجوه القوم بألا يخنقوا غزة، وكل قادر على الضغط أن يستعمل طاقته في فك هذا الحصار الظالم وفي تهيئة المناخ لعيشة كريمة لأهلنا المرابطين.
13/2/1431 هـ
المصدر: موقع المسلم
- التصنيف: