مع القرآن - الخلوف بدلت الشريعة

منذ 2016-03-16

بعد تحريف اليهود و قتلهم الأنبياء أرسل تعالى السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام إلى بني إسرائيل برسالة تحمل بين طياتها النور و الهدى و الموعظة لكل متق لله مؤمن به و برسله و كتبه .
و تبعه الحواريون على ما جاء به و أوفوا بعهدهم مع الله و لازال أتباع عيسى على ذلك حتى دب التحريف و التغيير و التحاكم لغير شريعته الغراء التي هي امتداد طبيعي للأصول التي نزلت على جميع الرسل .
فلما غيروا و بدلوا ضلوا و أضلوا و فسقوا و مرقوا .
رسالة واضحة لأمة محمد صلى الله عليه و سلم حتى تتمسك بشريعتها بلا تغيير و لا تبديل .
فهل وعت أمة محمد صلى الله عليه و سلم هذا الدرس و اعتبرت ؟؟؟
الواقع يقول أن الخلوف قد بدلت و غيرت و تحاكمت إلى غير شرع ربها و إلى الله المشتكى .
قال تعالى :
{ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ * وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } [المائدة 46 ، 47] .
قال السعدي في تفسيره : أي: وأتبعنا هؤلاء الأنبياءَ والمرسلين، الذين يحكمون بالتوراة، بعبدنا ورسولنا عيسى ابن مريم، روحِ الله وكلمتِه التي ألقاها إلى مريم.
بعثه الله مصدقا لما بين يديه من التوراة، فهو شاهد لموسى ولما جاء به من التوراة بالحق والصدق، ومؤيد لدعوته، وحاكم بشريعته، وموافق له في أكثر الأمور الشرعية.
وقد يكون عيسى عليه السلام أخف في بعض الأحكام، كما قال تعالى عنه أنه قال لبني إسرائيل: { وَلأحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ } .
{ وَآتَيْنَاهُ الإنْجِيلَ } الكتاب العظيم المتمم للتوراة. { فِيهِ هُدًى وَنُورٌ } يهدي إلى الصراط المستقيم، ويبين الحق من الباطل. { وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ } بتثبيتها والشهادة لها والموافقة. { وَهُدًى وَمَوْعِظَة لِّلْمُتَّقِينَ } فإنهم الذين ينتفعون بالهدى، ويتعظون بالمواعظ، ويرتدعون عما لا يليق.
{ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنجِيلِ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فِيهِ } أي: يلزمهم التقيد بكتابهم، ولا يجوز لهم العدول عنه. { وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .
أبو الهيثم

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 2,222
المقال السابق
عدالة تشمل الجميع
المقال التالي
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً