وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ
{وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ}[المؤمنون:88]
وهذا المعنى -الذي ذكرته الآية- إذا رسخ في القلب، سكب فيه طمأنينة وسكينة، ورضا وتسليما، وتعلقا بالله تعالى وحده، وانصرافا عن التعلق بالبشر، والخوف منهم أو الطمع فيما في أيديهم.
فالله سبحانه وحده هو القادر أن يجيرك، ويحفظك، و يمنع عنك الشرور والآفات، ويدفع عنك الأضرار والبليات، ويعافيك من كل سوء، لأن بيده ملكوت كل شيء، ومن أجاره الله فهو في حمى منيع، وحصن حصين، لا يستطيع كائن أن يصل إليه بأذى ولو اجتمع عليه من بأقطارها.
أما إذا أراد سبحانه بعبد ضرا أو سوءا فلا راد لما قضاه، ولما معقب لما حكم به، ولا يقدر أحد أن يجير على الله، أو يدفع الضر أو الهلاك عمن أراد إهلاكه.
- فإلى أين يفر العبد من ربه، ولا فرار منه إلا إليه: {فَفِرُّوا إِلَى الله}[الذاريات:50]
- ولا عاصم من أمره إن نزل إلا من رحم: {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ الله إلا مَنْ رَحِمَ}[هود:43]
- ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ الله إلا إِلَيْه}[التوبة:118]
- ولا يعيذ منه إلا هو: « » (رواه مسلم).
- التصنيف: