بيوت الله.. بين جفاء المسلمين واعتداء المعتدين

منذ 2010-03-09

ما دخل أعداء الله أرض مسلمة محتلين، إلا اتجهوا أول أمرهم إلى المسجد، فقد عرفوا سرّ قوة المسلم، فاعتدوا عليه {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا}.

 

ليس بناءً عادياً..

أساسه تقوى من الله و رضوان {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ}
أبوابه باطنها فيها الرحمة و ظاهرها من قبلها فضل الله، أفلست تقول حين تدخله كما قال رسولنا الكريم عليه أفضل صلاة و أتم تسليم ( بسم الله و السلام على رسول الله، اللهم إغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب رحمتك) و إذا أردت الخروج قلت (اللهم اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب فضلك) .

بناءٌ أذن الله عز و جل برفعه، ملؤه ذكر و تسبيح للخالق العظيم {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}، عمّاره قوم يحبهم الله... قوم متطهرون .

تعلوه مئذنة تقف شامخة تعانق السحاب، كأنها اصبع سبابة تشهد لله بالوحدانية. و قبة تغمر من تحتها بالسكينة و الخشوع، و يقف بداخله منبر تقال فيه كلمات حق، كلمات تذكير للغافلين، و بشرى للمتقين، يؤمر عليه بالمعروف و يُنهى عن المنكر. و هناك حيث تتجه وجوه الخاشعين شطر المسجد الحرام، يقف محراب يتقدم المسجد .

أرض هذا البناء لامستها جباه العبيد ساجدين لمولاهم بخشوع، و احتضنت دموع الخشية و التوبة و الخوف و الندم و الرجاء. جدرانه شهدت أسرار المحبين، و خشوع الخائفين، و توسلات الراجين.

فلا عجب إن كان من يعمر هذا البناء قد وصفوا بقول الله جل و علا: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ}، {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}.

هذه هي المساجد في دين الإسلام، كلما عظم قدر الله عندك، عظم قدر بيوته في قلبك. و لكن الناظر إلى حالها في يومنا، ينتابه العجب... و يجهش بالبكاء إن كان ذا قلب ينبض بالحياة .


مساجد خلت من المصلين، يرفع المؤذن فيها الأذان ثم يمضي إلى مسجد آخر ليجد من يصلي معهم صلاة الجماعة، و أخرى تقفل أبوابها بعد الصلاة، قد حُرمت من دروس العلم و حلقات الذكر، و مساجد حوّلها الظلمة إلى فخاخ يصطاد بها الصالحين، ليؤخذوا منها إلى غياهب السجون .
و مساجد وضعت في قفص الإتهام، فجعلوها سبباً للفوضى، زعموا، فمُنع من الصلاة فيها من لا يملك بطاقة إشتراك و تصريح دخول!!
و مساجد مهجورة لا يذكرها أحد، و قد كانت يوماً عامرة بالمصلين .
و مساجد يُعتدى عليها ليلاً و نهاراً، سراً و جهراً، و لا تجد مسلماً يتحرك لنصرتها .

 


و ما دخل أعداء الله أرض مسلمة محتلين، إلا اتجهوا أول أمرهم إلى المسجد، فقد عرفوا سرّ قوة المسلم، فاعتدوا عليه {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا}.

و لتُسأل مساجد الأندلس و البوسنة و كوسوفو و فلسطين و العراق و افغانستان و الهند و تايلند و الصين... و غيرها كثير، لتسأل عما أصابها و ما فعل فيها و ما سفك فيها من دماء: اتخذوها متاحف، و أخرى كنائس و معابد يعبد فيها غير الله، و أخرى ترتكب فيها المحرمات!! و ابناء الإسلام يُبصرون و يصمتون، أو ألهتهم الدنيا فما رأوا و لا أبصروا!!

هذا حال مساجدنا اليوم يا أمة المساجد، يحارُ المتأمل من أعظم جرماً: جاهلٌ قدرها معتدٍ عليها، أم عارفٌ فضلها هاجرٌ لها!!


هذه مساجدنا...
و إن كانت آذان المسلمين و قلوبهم قد صُمّت عن تلبية نداء الصلاة، فستبقى كلماته: حي على الصلاة، حي على الفلاح حُجة عليهم يوم الحساب .
و إن كانت مآذنها قد أخرست، فإن الكون كله يردد الله أكبر، الله أكبر .

 

هداية

  • 1
  • 0
  • 6,468
  • الشافعى احمد

      منذ
    فضيله الشيخ محمد حسين يعقوب لقد تابعت حلقه الامس من فضفضه والتى تحدثت فيها عن السنه العاشره للبعثه ووفاه ابى طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت فى بدايه الحلقه اريد ان اسئلكم عن قلوبكم واحوالها و اريد ان اهيا قلوبكم للوفاه وللموت واستقبال الموت وتكلمت فى اخر الحلقه عن فلسفه الموت ومن يدرك حقيقه الموت وان بالموت ينتقل العبد الى مكان اوسع وانعم فهو ينتقل من مكان الى مكان وكيف نحب الموت شيخنا الوالد الحبيب صاحب العمامه البيضاء واللحيه البيضاء والقميص الابيض والقلب الابيض نور على نور ان فلسفه الموت وحب الموت فلا يحب الموت ودخول القبر احد الا من عرف الله سبحانه وتعالى وفهم عنه سبحانه واصبح على يقين تام وكامل لا شك فيه انه بالموت وخروجه من هذه الحياه الدنيا يذهب ليس الى القبر وهذه الحفره التى تحت الارض لا ولكنه سيذهب للقاء الله والوقوف بين يديه لقاء المحب بالحبيب اما هذا القبر فليس هو مسكنه بعد الموت بل هو مسكن هذا الجسد الذى جاء من التراب ولابد له ولا محاله ان يفنى ويتحلل حتى يصير تراب مره اخرى وهذا واقع تشهد به كل المقابر التى على وجه الارض من مات منذ خمسمائه سنه اصبح جسده الان عباره عن تراب ابيض داخل القماش والكفن فالقبر هو عباره عن مكان يحفظ فيه بقايا الانسان الذى يتحلل اما هذه الروح التى تسكن هذا الجسد هى الاصل فى الانسان وهى لاتموت ولاتفنى ولا تحلل ولا تبلى والانسان يعيش ويحيا بروحه وليس بجسده فالموت وانتقال المؤمن من دار الدنيا الى دار اخرى بعد الموت لا يتمناها ولا يرجوا ويسعى لها ويبحث عنها الا من علم وفهم عن الله سبحانه وتعالى فاصبح حب الله ومحبته من معرفته به تملء قلبه وكيانه وجسده وروحه ودمه وعقله فاصبح يعيش هذا المؤمن بالله ومع الله وفى الله واصبح فى عباده وطاعته وجميع احواله يرى الله سبحانه وتعالى بلغ منزله الاحسان يعبد الله كانه يراه فان لم يكن يراه فهعو يعلم علمن اليقين علم لاشك فيه ان الله سبحانه وتعالى يراه وينظر له فاصبح فى حاله دائمه من الخشوع والاخبات والانابه والانكسار لله فكلما ذهب واين ولى وجهه فهو ير الله امامه اصبح حب الله يشغل ويملء قلبه فلا مكان لاحد فى قلبه مع الله اصبح ينظر بنور من الله ويمشى بنور من الله ويتكلم بنور من الله ويسمع بنور من الله فضيله الشيخ محمد ان حب العبد لله وبلوغ العبد فى التفكير والادراك والفهم ان يجعل حب الله هو شغله الشاغل هذا باب لا يفتحه الله لعبد من عباده الا اذا وجد صدق واخلاص العبد فى طلب المحبه فان ابواب الله كلها مغلقه لمن اراد ان يدخل له منها الا اذا هو سبحانه اذن وفتحت الباب لعباده فكثير يدعى حب الله ومحبه الله وماكلهومشربه من الحرام فهذا ادعاء اما ان يحب العبد الله سبحانه ويقول بلسان الحال والمقال والفعل احب ربى ولا اريد احد سواه فلا زوجه ولا اولاد ولا مال ولا شهوات ولا دنيا ولا كبير ولا صغير فى قلبه الا الله ومحبه الله فهذا فتح من الله له لمحبته هو سبحانه فيذداد كل يوم حبا له وقربا منه وكل ذالك بسب معرفته وفهمه وعلمه عنه سبحانه الذى هو سبحانه فتح له ايضا هذا الباب باب المعرفه عنه والعلم عنه فالعبد لايعلم شىء ولا يفقه شىء ولا يدرك شىء عن الله حتى يفتح الله له ويعلمه ويفهمه عنه سبحانه كما جاء فى الحديث من يريد الله به خير يفقه فى الدين وقال ايضا وما تشاؤن الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء فى رحمته فان العبد الذى يحب الله حبا حقيقيا بقلبه ولسانه وجوارحه هذا يشتاق للموت ان لم يبحث عنه لانه سيكون هو المعبر الذى سيعبر عليه للقاء الله ولقاء الحبيب والانس به فى كنفه ورحمته ولو كان قتل النفس حلال وازهاق الروح حلال لقتل نفسه وازهق روحه بيده وهو يبتسم وفى قمه السعاده والسرور والانشراح من اشتياقه له ولقائه قالت رابعه العدويه فى حب الله ليتك تحلو والحياه مريره وليتك ترضى والانام غضاب وليت الذى بين وبينك عامر وبينى وبين العالمين خراب اذا صح منك الود فالكل هين وكل الذى فوق التراب فهذا هو المحب الذى يتمنى ان يكون الله سبحانه وتعالى راضى عنه وهوغيب عن رؤيه عينه وكل من حوله من الذين يراهم ويشاهدهم ويلمسهم غضاب وحزانا منه فهو لايهمه ولا تفرق معه ولا ينظر لا حد الا له سبحانه ورضاه ومحبته اصبح لا يرى احد فى الوجود غيره هو وربه سبحانه وتعالى ليس بغضا فيهمولا كرها فيهم ولا فظاظه ولا غلظه ولا قسوه ولا جفاء منه ولكن هو علم عن الله ما جعله يرى الله وحكمته وعظمته وسلطانه وقوته ورحمته ولطفه فى كل شىء حوله فاصبح لا يرى الا هو ولا يسمع الا عنه هو ولا يتكلم الا به هو سبحانه

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً