مع القرآن - اختبار من الله

منذ 2016-04-06

إياك أن تغتر بسهولة الوصول للحرام، فإنما أنت في ابتلاء واختبار، فاحرص أن يرى الله منك خيرًا واحذر من الوقوع في الفتنة.

حرم الله شيئًا ثم اختبر العباد بسهولة الوصول إليه..
والحكمة: {لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}.
والعقاب: {فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وما أسهل الوصول للحرام بأشكاله المتنوعة في زماننا الحاضر

وخلاصة الدرس: إياك أن تغتر بسهولة الوصول للحرام، فإنما أنت في ابتلاء واختبار، فاحرص أن يرى الله منك خيرًا واحذر من الوقوع في الفتنة.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللهُ مِنْهُ ۗ وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} [المائدة:94-95].

قال السعدي في تفسيره: "هذا من منن الله على عباده، أن أخبرهم بما سيفعل قضاء وقدرًا، ليطيعوه ويقدموا على بصيرة، ويهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} لا بد أن يختبر الله إيمانكم.

{لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ} أي: بشيء غير كثير، فتكون محنة يسيرة، تخفيفا منه تعالى ولطفًا، وذلك الصيد الذي يبتليكم الله به {تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} أي: تتمكنون من صيده، ليتم بذلك الابتلاء، لا غير مقدور عليه بيد ولا رمح، فلا يبقى للابتلاء فائدة.

ثم ذكر الحكمة في ذلك الابتلاء، فقال: {لِيَعْلَمَ اللهُ} علمًا ظاهرًا للخلق يترتب عليه الثواب والعقاب {مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} فيكف عما نهى الله عنه مع قدرته عليه وتمكنه، فيثيبه الثواب الجزيل، ممن لا يخافه بالغيب، فلا يرتدع عن معصية تعرض له فيصطاد ما تمكن منه {فَمَنِ اعْتَدَىٰ} منكم {بَعْدَ ذَٰلِكَ} البيان، الذي قطع الحجج، وأوضح السبيل، {فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} أي: مؤلم موجع، لا يقدر على وصفه إلا الله، لأنه لا عذر لذلك المعتدي، والاعتبار بمن يخافه بالغيب، وعدم حضور الناس عنده. وأما إظهار مخافة الله عند الناس، فقد يكون ذلك لأجل مخافة الناس، فلا يثاب على ذلك".

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 0
  • 3,222
المقال السابق
ليس عليهم جناح قبل التحريم
المقال التالي
جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً