إن اليهود قوم بهت
لقد تحقق للفلسطينيين المحاصرين في غزة نتيجة للأحداث التي صاحبت أسطول الحرية دعماً شعبياً عالمياً ما كانوا ليحلموا به، وعلى النقيض من ذلك نكب الصهاينة في فلسطين المحتلة نكبة لم يتوقعوها على الإطلاق ...
سيدنا عبد الله بن سلام من خيار الصحابة -رضوان الله عليهم-، كان
اسمه الحصين ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما أسلم غير اسمه إلى
عبد الله، وسيدنا عبد الله بن سلام كان يهوديا ابن يهودي، وهو من بني
إسرائيل من بني قينقاع من ذرية سيدنا يوسف بن يعقوب -عليهما السلام-،
وكان رضي الله عنه من أحبار اليهود وعلمائهم وسيداً من سادتهم، ولما
هاجر الرسول -عليه السلام- إلى المدينة المنورة جاءه ابن سلام وأسلم
ثم عاد إلى بيته ودعا أهل بيته إلى الإسلام فأسلموا، وكتم ابن سلام
إسلامه، ثم جاء إلى الرسول -عليه السلام- وقال له: إن اليهود قوم بهت
(يقول ابن منظور في لسان العرب: بهت فلان فلاناً إذا كذب عليه، وباهته
استقبله بأمر يقذفه به وهو منه بريء) وإني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك
وتغيبني عنهم ثم تسألهم عني حتى يخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا
بإسلامي، فإنهم إن علموا به بهتوني وعابوني، ولما فعل الرسول -عليه
السلام- وسألهم أي رجل الحصين بن سلام فيكم؟
قالوا: سيدنا وابن سيدنا وحبرنا وعالمنا، فخرج عليهم ابن سلام وقال فإني أشهد أنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأؤمن به وأصدقه وأعرفه، فقالوا: كذبت، فقال ابن سلام: ألم أخبرك يا رسول الله أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور؟
في أحداث أسطول الحرية كان واضحاً بهت اليهود -قاتلهم الله ولعنهم-، نخبة قواتهم تفتك بالعزل ثم يتباكون على ما حصل لهم من ركاب مرمرة -سفينة الإغاثة- وأنهم لم يفعلوا ما فعلوا إلا دفاعاً عن النفس، وهم مطمئنون إلى أن الحكومة الأمريكية ستقف إلى جانبهم بل حتى لو نشر جورج واشنطن وخرج من قبره وكان من ضمن ركاب أسطول الحرية رافعاً العلم الأمريكي، مثلما فعل ادوارد بيك السفير الأمريكي السابق في موريتانيا، لوقفت الحكومة الأمريكية إلى جانب اليهود في فلسطين المحتلة خوفاً وهلعاً وذعراً ورعباً من سادتهم الحقيقيين زعماء أيباك (AIPAC) (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية) وليس من زعماء الجامعة العربية المفتوحة.
لقد تحقق للفلسطينيين المحاصرين في غزة نتيجة للأحداث التي صاحبت أسطول الحرية دعماً شعبياً عالمياً ما كانوا ليحلموا به، وعلى النقيض من ذلك نكب الصهاينة في فلسطين المحتلة نكبة لم يتوقعوها على الإطلاق خاصة من حلفائهم الغربيين الذين رضخوا للاحتجاجات العنيفة التي قادتها شعوبهم الحرة، لقد عرف الجميع أن اليهود قوم بهت، نسأل الله أن يستمر هذا الدعم الفاعل والمؤثر من شعوب العالم.
- التصنيف: