مع القرآن - إغواء من كل الجهات
يهيىء حزبه و أتباعه ليصاحبوه في قعر جهنم
يزين لهم كل فساد
ويهيىء لهم كل غواية
لا يترك نسل آدم لحظة
يأتيهم من كل الجهات
يصدهم عن الصراط و يعلم مدى ضعفهم أمام الإغراءات
و بالرغم من كل ذلك الحقد المعلن إلا أن أتباعه عبر التاريخ هم الأكثرية و من نجوا من فتنته هم الأقلية ممن اعتصموا بحبل الملك و عصوا الشيطان و الهوى و التمسوا صراط الله فدخلوا في رضوانه
و هؤلاء هم أهل الرضوان جعلنا الله منهم و رزقنا في الدنيا و الآخرة صحبتهم .
و من أطاع سبل الشيطان هم أهل الغواية و النيران أعاذنا الله من صحبتهم و من شرورهم .
{ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } [الأعراف 16و17] .
قال السعدي في تفسيره : أي: قال إبليس - لما أبلس وأيس من رحمة اللّه - { فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأقْعُدَنَّ لَهُمْ } أي: للخلق { صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ } أي: لألزمن الصراط ولأسعى غاية جهدي على صد الناس عنه وعدم سلوكهم إياه.
{ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ } أي: من جميع الجهات والجوانب، ومن كل طريق يتمكن فيه من إدراك بعض مقصوده فيهم.
ولما علم الخبيث أنهم ضعفاء قد تغلب الغفلة على كثير منهم، وكان جازما ببذل مجهوده على إغوائهم، ظن وصدَّق ظنه فقال: { وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } فإن القيام بالشكر من سلوك الصراط المستقيم، وهو يريد صدهم عنه، وعدم قيامهم به، قال تعالى: { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } .
وإنما نبهنا اللّه على ما قال وعزم على فعله، لنأخذ منه حذرنا ونستعد لعدونا، ونحترز منه بعلمنا، بالطريق التي يأتي منها، ومداخله التي ينفذ منها، فله تعالى علينا بذلك، أكمل نعمة.
فاللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم و اعصمنا من إغواء الشياطين
أبو الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: