دليل المسلم الجديد - (32) الموت وحسن الخاتمة

منذ 2016-08-21

مهما بذل الإنسان من أسباب الصحة والنشاط فهو ميت، وأينما كان فإن الموت يدركه، وحيثما فرَّ من الموت فإنه سيجده مقابل وجهه.

الحمد لله
هناك العديد من الأمور الهامة التي يجب على المسلم أن يدركها فيما يتعلق بالموت وسيتم بيانها فيما يلي:

1. كلُّ نفس ذائقة الموت:
وهذه حقيقة يجب أن نعلمها، فليس أحدٌ بناجٍ من الموت، طال عمره أو قصر، صحيحاً كان أو مريضاً، غنيّاً كان أو فقيراً.
قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:185]، وقال الله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت:57].

وقال الله عز وجل: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35].

ولو كانت الدنيا تدوم لأحدٍ: لأدامها الله تعالى لأنبيائه وأوليائه وأصفيائه عليهم الصلاة والسلام، فأين هم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؟ وأين هم الصدِّيقون والشهداء رضي الله تعالى عنهم؟ وأين هم الصحابة والتابعون رضي الله تعالى عنهم؟ كلهم ذاقوا الموت -إلا عيسى عليه الصلاة والسلام وسيذوقه في آخر المطاف-.

قال  الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} ) [الأنبياء:34].

وقال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر:30].

2. لا مهرب من الموت:
ومهما بذل الإنسان من أسباب الصحة والنشاط فهو ميت، وأينما كان فإن الموت يدركه، وحيثما فرَّ من الموت فإنه سيجده مقابل وجهه.

قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الجمعة:8].

وقال الله تعالى : {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء:78].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "أي: أينما كنتم يدرككم الموت، فكونوا في طاعة الله تعالى، وحيث أمركم الله فهو خير لكم، فإن الموت لا بد منه، ولا محيد عنه، ثم إلى الله سبحانه المرجع، فمن كان مطيعا له جازاه أفضل الجزاء، ووافاه أتم الثواب" (تفسير ابن كثير: [6 / 291]).

وقال رحمه الله تعالى: "أنتم صائرون إلى الموت لا محالة، ولا ينجو منه أحد منكم ، كما قال الله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وِالإكْرَامِ}" (تفسير ابن كثير: [2 / 360]).

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق:19]: "وقوله {بِالْحَقِّ}: أي: أن الموت حق، كما جاء في الحديث: «الموت حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ» (متفق عليه)، فهي تأتي بالحق، وتأتي أيضاً بحق اليقين، فإن الإنسان عند الموت يشاهد ما تُوُعِّد به، وما وُعِدَ به؛ لأنه إن كان مؤمناً: بُشِّر بالجنة، وإن كان كافراً: بُشِّر بالنار -أعاذنا الله تعالى منها-.
{ذَلِكَ} أي: الموت.
{مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} اختلف المفسرون في "ما" هل هي نافية فيكون المعنى: ذلك الذي لا تحيد منه، ولا تنفك منه ، أو أنها موصولة فيكون المعنى: ذلك الذي كنت تحيد منه، ولكن لا مفر منه، فعلى الأول يكون معنى الآية: ذلك الذي لا تحيد منه ، بل لابد منه، وقد قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}.
وتأمل يا أخي: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} ولم يقل "فإنه يدرككم"، وما ظنك بشيء تفر منه وهو يلاقيك؟ إن فرارك منه يعني دنوك منه في الواقع، فلو كنت فارّاً من شيء وهو يقابلك، فكلما أسرعت في الجري أسرعت في ملاقاته، ولهذا قال تعالى: {فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}، وفي الآية الأخرى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} [النساء:78]؛ لأنه ذكر في هذه الآية أن الإنسان مهما كان في تحصنه فإن الموت سوف يدركه على كل حال، وهنا يقول تعالى: {ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}.
وعلى المعنى الثاني، أي: ذلك الذي كنت تحيد منه وتفر منه في حياتك، قد وصلك وأدركك، وعلى كل حال: ففي الآية التحذير من التهاون بالأعمال الصالحة، والتكاسل عن التوبة، وأن الإنسان يجب أن يبادر؛ لأنه لا يدري متى يأتيه الموت" (تفسير القرآن من الحجرات إلى الحديد، ص 95 ، 96).

قالَ الشاعر:

الموت بابٌ وكل الناسِ داخله *** الا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدارُ جَنَّةُ خُلدٍ إِن عَمِلتَ بِما *** يُرضي الإِلَهَ وَإِن قَصَّرتَ فَالنارُ

3. تذكر الموت خير لا شر
إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بالإكثار من ذِكر الموت؟! ألم تعلم أن في ذلك خيراً عظيماً لمن فعل ذلك حتى يكون مستعدّاً للقاء ربه، ويكثر من الأعمال الصالحة قبل أن يفجأه الموت؟! وهل تعلم أن نسيان الموت والغفلة عنه تؤدي إلى التعلق بالدنيا، وتسويف التوبة، والتكاسل عن الطاعات؟!

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ -يَعْنِي: الْمَوْتَ» رواه الترمذي (2307) والنسائي (1824) وابن ماجه (4258) وصححه الألباني في (صحيح الترمذي).

وننبه هنا إلى أن المراد بذكر الموت هو الذكر القاطع عن الانهماك في لذات الدينا وشواغلها، والحامل على الاستعداد للموت والقبر، وليس المراد بالذكر هنا الذكر السلبي الذي يوشك أن يقطع الإنسان عن مصالحه في معاشه ومعاده، ويصيبه بالإحباط أو الجبرية في أفعاله.

قال الشيخ عطية سالم رحمه الله تعالى: "المراد بذلك أن تكثر من ذكر الموت لتستعد له، لا لتكدر صفوك في الدنيا وتقول: أنا سأموت، لماذا أعمل؟! ثم يضيق صدرك؛ لا، المراد: أكثروا من تذكُّره في نفوسكم، من أجل أن تستعدوا له" (شرح بلوغ المرام [4/2]).

وقال بعض العلماء: "مَن أكثر ذكر الموت أكرمه الله تعالى بثلاث: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي ذكر الموت ابتلي بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضا، والتكاسل بالعبادة".

فينبغي أن يكون تذكرك للموت سبباً لقيامك بالطاعات، ومحفِّزاً على سرعة التوبة، ولا تجعل خوفك من الموت يسبب لك قلقاً، ولا وساوس، ولا يُقعدك عن العمل والطاعات، ولا يمنعك من الكسب، ولا يجعلك تقوم بحقوق نفسك وأسرتك، وإلا كان هذا التذكر عليك، لا لك.

ولا تنس مع ذِكرك للموت، بل إكثارك منه، أن تحسن الظن بربك تعالى، وأنه لا يظلم الناس شيئاً، وأنه تعالى يضاعف الحسنات، ويعفو ويصفح، ويقبل من عباده المسيئين توبتهم وإنابتهم، فاحذر أشد الحذر من القنوط من رحمة الله تعالى، واجمع في قلبك بين الخوف من الله سبحانه وبين رجائه تعالى، فالخوف والرجاء للمؤمن كالجناحين للطائر، فلا يغني أحدهما عن الآخر، وهذا هو حال الأنبياء والأولياء والصالحين عليهم الصلاة والسلام.
قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90].

وقال الله سبحانه: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة:16].

وقال الله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:9].

فلا تسأل نفسك متى تموت؟ بل على أي شيء تموت؟ على خير أم شر؟ على طاعة أم معصية؟ على الإسلام أم على الكفر؟ وبما أن الإنسان لا يدري متى يموت فإن هذا يدفعه لأن يكون متأهباً دائما للموت استعداداً للقاء ربه على أحسن حال.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: "ولهذا نقول: أنت لا تسأل متى تموت، ولا أين تموت؛ لأن هذا أمر لا يحتاج إلى سؤال، أمر مفروغ منه، ولابد أن يكون، ومهما طالت بك الدنيا، فكأنما بقيت يوماً واحداً، بل كما قال الله تعالى هنا: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات:46]، ولكن السؤال الذي يجب أن يرِد على النفس، ويجب أن يكون لديك جواب عليه هو: على أي حال تموت؟! ولست أريد على أي حال تموت هل أنت غني أو فقير، أو قوي أو ضعيف، أو ذو عيال أو عقيم، بل على أي حال تموت في العمل، فإذا كنت تسائل نفسك هذا السؤال، فلابد أن تستعد؛ لأنك لا تدري متى يفجَؤُك الموت، كم من إنسان خرج يقود سيارته ورجع به محمولاً على الأكتاف، وكم من إنسان خرج من أهله يقول هيئوا لي طعام الغداء أو العشاء ولكن لم يأكله، وكم من إنسان لبس قيمصه وزر أزرته ولم يفكها إلا الغاسل يغسله ، هذا أمر مشاهد بحوادث بغتة، فانظر الآن وفكِّر على أي حال تموت، ولهذا ينبغي لك أن تكثر من الاستغفار ما استطعت، فإن الاستغفار فيه من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً" (لقاءات الباب المفتوح :اللقاء رقم 17).

حسن الخاتمة
أولاً: حسن الخاتمة هو: أن يُوفق العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة، ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته» (رواه الإمام أحمد [11625] والترمذي [2142] وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة [1334]).

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ قِيلَ وَمَا عَسَلُهُ قَالَ يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ» (رواه أحمد [17330] وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة [1114]).
ولحسن الخاتمة علامات، منها ما يعرفه العبد المحتضر عند احتضاره، ومنها ما يظهر للناس.

ثانياً: أما العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته فهي ما يبشر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلا منه تعالى، كما قال جل وعلا: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} [فصلت:30]، وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم (انظر تفسير ابن سعدي [1256]).

ومما يدل على هذا أيضا ما رواه البخاري (6507) ومسلم (2683) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت، فكلنا نكره الموت؟ فقال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه».

وقال النووي رحمه الله تعالى: "معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعًا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة، حيث ينكشف الحال للمحتضر، ويظهر له ما هو صائر إليه".

أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة، وقد تتبعها العلماء رحمهم الله تعالى باستقراء النصوص الواردة في ذلك فمن هذه العلامات:
1- النطق بالشهادة عند الموت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» (رواه أبو داوود [3116]، وصححه الألباني في صحيح أبي داوود [2673]).

2- الموت برشح الجبين، أي: أن يكون على جبينه عرق عند الموت، لما رواه بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «موت المؤمن بعرق الجبين» (رواه أحمد [22513] والترمذي [980] والنسائي [1828] وصححه الألباني في صحيح الترمذي).

3- الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر» (رواه أحمد [6546] والترمذي [1074] قال الألباني: الحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح).

4- الموت غازياً في سبيل الله ؛ لقول الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمةٍ من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر الـمؤمنين}، وقال صلى الله عليه وسلم: «من قتل في سبيل الله فهو شهيد ، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد» (مسلم : [1915]).

5- الموت بالطاعون لقوله صلى الله عليه وسلم: «الطاعون شهادة كل مسلم» (رواه البخاري [2830] ومسلم [1916]) وعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الطَّاعُونِ فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُصِيبُهُ إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ إِلا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» (رواه البخاري [3474]).

6- الموت بداء البطن ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « ... ومن مات في البطن فهو شهيد» (رواه مسلم [1915]).

7- الموت بسبب الهدم والغرق ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الشهداء خمسة : المطعون ، والمبطون ، والغرق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله» (أخرجه البخاري [2829] ومسلم [191]).

8- موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو وهي حامل به، ومن أدلة ذلك ما رواه أبو داود (3111) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والمرأة تموت بجُمع شهيد» قال الخطابي: معناه أن تموت وفي بطنها ولد اهـ عون المعبود
وروى الإمام أحمد (17341) عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبر عن الشهداء، فذكر منهم: «والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة (يجرها ولدها بسُرَرِه إلى الجنة)» (صححه الألباني في كتاب الجنائز ص 39).
السرة: ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة ، والسرر ما تقطعه.

9- الموت بالحرق وذات الجنب والسل ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «القتل في سبيل الله شهادة ، والطاعون شهادة ، والغرق شهادة، والبطن شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة» (قال وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس والحرق والسل) قال الألباني: حسن صحيح، صحيح الترغيب والترهيب (1396).

10- الموت دفاعاً عن الدين أو المال أو النفس لقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل دون ما له فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد» (رواه الترمذي [1421]).

وروى البخاري (2480) ومسلم (141) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ».

11- الموت رباطاً في سبيل الله تعالى، لما رواه مسلم (1913) عن سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأُمن الفتان».

12- ومن علامات حسن الخاتمة الموت على عمل صالح، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة» رواه الإمام أحمد (22813) وصححه الألباني في كتاب الجنائز ص43. انظر كتاب الجنائز (ص34) للألباني رحمه الله تعالى.

وهذه العلامات هي من البشائر الحسنة التي تدل على حسن الخاتمة، ولكننا مع ذلك لا نجزم لشخص ما بعينه أنه من أهل الجنة إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة كالخلفاء الأربعة..

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الخاتمة والله تعالى أعلى وأعلم.

  • 30
  • 4
  • 92,354
المقال السابق
(31) الأدلة على صحة دين الإسلام
المقال التالي
[33] القبر أول منازل الآخرة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً