الناس أم الله
كلنا يوقن أن الله مطلع على الظاهر والباطن والسر والعلن ,بالرغم من ذلك إذا تغلبت النفس وغلب الهوى تجد ابن آدم يستخفي من الناس بجرائمه ولا يردعه إطلاع الملك سبحانه عليه.
كلنا يوقن أن الله مطلع على الظاهر والباطن والسر والعلن ,بالرغم من ذلك إذا تغلبت النفس وغلب الهوى تجد ابن آدم يستخفي من الناس بجرائمه ولا يردعه إطلاع الملك سبحانه عليه.
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّـهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108]
قال الإمام الطبري في تفسيره : يعني جل ثناؤه بقوله: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ} ، يستخفي هؤلاء الذين يختانون أنفسهم ما أتوا من الخيانة، وركبوا من العار والمعصية من الناس الذين لا يقدرون لهم على شيء، إلا ذكرهم بقبيح ما أتوا من فعلهم، وشنيع ما ركبوا من جرمهم إذا اطلعوا عليه، حياءً منهم وحذرًا من قبيح الأحدوثة {وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّـهِ} الذي هو مطلع عليهم، لا يخفى عليه شيء من أعمالهم، وبيده العقاب والنكال وتعجيل العذاب ، وهو أحق أن يستحى منه من غيره، وأولى أن يعظم بأن لا يراهم حيث يكرهون أن يراهم أحدٌ من خلقه {وَهُوَ مَعَهُمْ} يعني: والله شاهدهم {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ}، يقول: حين يسوون ليلًا ما لا يرضى من القول، فيغيرونه عن وجهه، ويكذبون فيه.
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: