مع القرآن - مردوا على النفاق
لا يصيب المؤمن من نصر أو فوز أو فرح إلا أحزنهم وغمهم.
مردوا على النفاق: تمرنوا عليه، واستمروا وازدادوا فيه طغيانًا فلا يمس المؤمن ضر أو حزن إلا فرحوا واغتبطوا؛ بل وعايروا المؤمن أنهم لم يمسهم ما مسه.
ولا يصيب المؤمن من نصر أو فوز أو فرح إلا أحزنهم وغمهم.
ولا يرفع كافر أو عدو للإسلام رأسًا بعداوة إلا تعاونوا معه و تضامنوا.
ولا يطلب المؤمن منهم معونة أو نصرة إلا خذلوه.
انتبه منهم و احذرهم:
قال تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} [التوبة:101].
قال السعدي: "يقول تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ} أيضًا منافقون {مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} أي: تمرنوا عليه، واستمروا وازدادوا فيه طغيانًا.
{لا تَعْلَمُهُمْ} بأعيانهم فتعاقبهم، أو تعاملهم بمقتضى نفاقهم، لما للّه في ذلك من الحكمة الباهرة.
{نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} يحتمل أن التثنية على بابها، وأن عذابهم عذاب في الدنيا، وعذاب في الآخرة.
ففي الدنيا ما ينالهم من الهم والحزن والكراهة لما يصيب المؤمنين من الفتح والنصر، وفي الآخرة عذاب النار وبئس القرار.
ويحتمل أن المراد سنغلظ عليهم العذاب، ونضاعفه عليهم ونكرره".
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.