مناقشات عائلية - 22- أنا أشجع منك يا أمي !

منذ 2016-11-22

- وإذا بالابن يجيب بصوت يرتعش من الخوف فيه شيء من البكاء: أمي أمي أمي ...أنا محبوس في المصعد وهو معلق قريب من طابقنا أمي أمي أخرجيني فضلا ...أخرجيني.

- الابن: سأذهب إلى جدتي يا أمي فضلا ؟
- الأم : لا بأس اذهب، ولكن حين هم الابن بالانصراف قالت له: مهلا مهلا, خذ الهاتف النقال معك .
- الابن مندهشا: ولم هذه المرة بالذات سمحت لي بذلك ؟!
- الأم وهي لا تعلم السبب تحديدا: بلا سبب لعلي أتصل بك لأمر عارض، فذهب وبعد ساعتين تقريبا أي بعد العشاء اتصلت الأم بالابن قائلة: يكفي  تعال إلى البيت .
- الابن: ألا تتركينني قليلا فضلا ؟ وإذا بالاتصال ينقطع بسبب ضعف شحن نقال الأم؛ فقد سهت عن تزويده بالطاقة، وبعد قليل انقطع التيار الكهربي فانتظرت الأم بعض الوقت، فلما لم يعد التيار الكهربي حاولت الأم الاتصال بالجدة؛ لتحبس الابن عندها حتى عودة التيار الكهربي؛ ولكن  بسبب ضعف شحن النقال انقطع الاتصال أكثر من مرة، ولم تستطع الأم إيصال المراد، الأم تحاول الاتصال على نقال الابن وإذا به يجيبها بوضوح !
- الأم: أين أنت يا بني ؟
- الابن: أسفل أمام البيت يا أمي.
- الأم : التيار الكهربي منقطع احذر، وهنا ينقطع الاتصال!!
* الأم تتوقع أن يصعد الابن الدرج مستخدما ضوء النقال، وبعد وقت غلبها القلق وإذا بالتيار الكهربي يعود فجأة، ثم ما لبث أن عاود التيار الكهربي الانقطاع ثانية، ولما يصل الابن بعدُ؛ وهنا يشتد قلق الأم؛ الأم تحاول الاتصال مرة أخرى، وللنقال صوت الجوع إلى الطاقة !!!
- وإذا بالابن يجيب بصوت  يرتعش من الخوف فيه شيء من البكاء: أمي أمي  أمي ...أنا محبوس في المصعد وهو معلق قريب من طابقنا أمي  أمي أخرجيني فضلا ...أخرجيني.
- الأم تحاول تثبيته وقد اضطرب قلبها: لا تخش شيئا يا بني، إياك أن تخاف, قل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، يا بني: أنت مستجاب الدعوة أليس كذلك ؟ هيا ادع الله أن يعود التيار الكهربي سريعا، وأنا سأدعو معك، فقط لا تخش شيئا اطمئن اطمئن .. وهنا انقطع الاتصال ..
- الأم لنفسها بقلق شديد: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، ماذا أفعل ؟! ماذا أفعل ؟! تحاول الاتصال مرة تلو الأخرى ... ولكن النقال أبى  أن يعمل ألبتة ...الله المستعان الله المستعان

 

* وخلف باب تقف الأم تدعو وتتوسل إليه أن يغنيها بفضله عن خلقه، وإذا بصوت الحارس فجأة ودون توقع  يسأل الابن : أين أنت يا بني تحديدا ؟
- الابن بصوت واضح تسمعه الأم : أنا هنا يا عم ...هنا.
- الرجل يفتح باب المصعد ويخرجه بسلام الابن يشكره: جزاك الله خيرا يا عم.
-الابن يجري نحو المسكن مسرورا وفي منتصف الطريق، وقبل أن يصل، يأتي التيار الكهربائي فجأة؛ فيضيء المكان !
- الأم فرحة برحمة الله وفضله تكاد تبكي تردد: الحمد لله .. الحمد لله ...
- الابن يدخل من الباب مندفعا لأحضان الأم: أمي أمي مالك يا أمي علام البكاء؟! فأنا الصغير أشجع منك، قالها بفجر.
- الأم مبتسمة : .....!!!

 

أم هانئ

  • 1
  • 0
  • 2,061
المقال السابق
21 - سلبية ولكنها شديدة الإيجابية ...!
المقال التالي
23 - ثبت الأجر إن شاء الله أم ذهب الأجر عياذا بالله ؟!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً