من طبائع البشر

منذ 2016-11-29

أسأل الله أن يقينًا من العزة بالإثم، ومن حظ النفس، ومن رؤية النفس، ومن الغضب.. إلا له وحده لله

من طبائع البشر -إلا من رحم الله - أن يغضبوا لأنفسهم وإن كثيرًا منهم لتأخذهم العزة بالإثم ويدفعهم النيل منهم لمزيد من العناد فتتحول السجالات إلى انتصارٍ للنفس يتبعه بغيٌ متبادل نتيجة تلك الآفة التي تتسرب إلى جل القلوب إلا قليلًا، آفة حظ النفس، ولا يكاد أحد ينجو من تلك الآفة إلا من انتبه إليها وتتبع بواعثها وتذكر أن قدوته ما انتقم لنفسه قط ولكن أن تنتهك حرمة من حرمات الله فينتصر النبي صلى الله عليه وسلم لله.
وبذلك التتبع والحرص على تجريد المشاعر وردود الأفعال لتكون خالصة لله وحده وليس لنفسه فيها نصيب، يكون تنزل العون من الله ويعصم المرء من شرور نفسه وحظوظها وتصبح غضبته لله لا لها، هذا ما على المرء أما ما على خصومه فهو ألا يضغطوا على بواعث تلك الحظوظ وألا يعينوا المرء على نفسه أو يعينوا شيطانه عليه، ولقد روي أن بعض السلف كانوا ينهون عن الإكثار من قول المرء لأخيه: اتق الله؛ كي لا تأخذه العزة بالإثم ويهون عنده مدلول النصيحة أو تأتي بنتيجة عكسية.
أسأل الله أن يقينًا من العزة بالإثم، ومن حظ النفس، ومن رؤية النفس، ومن الغضب.. إلا له وحده لله
 

Editorial notes: من كتابي طرقات على باب التدبر
  • 2
  • 0
  • 2,379

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً