نعمة العافية
ثوانٍ معدودة بل ربما جزء من الثانية شكَّلت الفارق بين حادث مميت وبين النجاة!
عائد من عملي بالأمس على طريق القاهرة-المنصورة أقود بسرعة متوسطة كعادتي وإذ باندفاع شديد من خلفي اهتزت له السيارة حتى ظننت أن سيارة مسرعة قد اصطدمت بي!
سيطرتُ على عجلة القيادة بصعوبة ونظرتُ في المرآة لأرى البقعة التي مررت بها منذ ثوانٍ وقد سقطت عليها شجيرة بسبب الرياح على ما يبدو ؛ تفادتها السيارة التي خلفي بأعجوبة حتى مالت على سيارتي بشدة وسببت ذلك الاندفاع العنيف الذي شعرت به من خلفي.
ثوانٍ معدودة بل ربما جزء من الثانية شكَّلت الفارق بين حادث مميت وبين النجاة!
بين الموت والحياة وبين المصيبة والعافية.
لكل أجل كتاب ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها؛ هذه حقائق ينبغي ترسيخها في القلوب جنبًا إلى جنب مع حقيقة أخرى مهمة كثيرًا ما نغفل عنها وتأتي مثل تلك الأشياء لتذكرنا بها: حقيقة أن اللطيف سبحانه ينجيك في كل يوم وربما في كل لحظة من أشياء قد تعلمها وقد لا تعلمها وقليلًا ما نشكره على تلك النعمة (نعمة المعافاة والنجاة).
{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ * قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ ۚ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ * لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ ۚ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [سورة اﻷنعام:63- 67].
- التصنيف: