مع القرآن - أي هدايةٍ ترجون من وثن
كلها آلهةٌ مظنونةٌ وأوهامٌ مأفونة، أي هدايةٍ ودلالةٍ وبراهين أهداها إياك وثنك، هل أنقذتكم العلمانية أم هداكم هُبل أم رزقكم المسيح أم طمئن قلوبكم الإلحاد، أم حقق لكم الطاغية المتبع ما ترجون من هناءة؟؟؟؟؟؟؟
كلها آلهةٌ مظنونةٌ وأوهامٌ مأفونة، أي هدايةٍ ودلالةٍ وبراهين أهداها إياك وثنك، هل أنقذتكم العلمانية أم هداكم هُبل أم رزقكم المسيح أم طمئن قلوبكم الإلحاد، أم حقق لكم الطاغية المتبع ما ترجون من هناءة؟؟؟؟؟؟؟
هل حققوا لكم السعادة والطمأنينة والهداية التي اتبعتموهم بسببها أم سيدخلونكم الجنة أم سينقذونكم من النار التي اتبعتموهم لينقذوكم منها إن كنتم تؤمنون بجنة أو بنار؟؟؟؟؟
صاحب المنهج الأكمل والأعلى والحماية الحقيقية والعون اليقيني والهداية والطمأنينة في الدارين هو الله وحده فأين أنتم منه ومن شرعه الذي وليتموه ظهوركم وابتعدتم عنه بل حاربه بعضكم وحاول تشويهه وتشويه حامليه والتحذير منه ومنهم ؟؟؟؟!!!!
{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ * قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ قُلِ اللَّـهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ۗ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [ يونس: 34 - 36] .
قال السعدي في تفسيره :
يقول تعالى - مبينًا عجز آلهة المشركين، وعدم اتصافها بما يوجب اتخاذها آلهة مع الله- {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ} أي: يبتديه {ثُمَّ يُعِيدُهُ} وهذا استفهام بمعنى النفي والتقرير، أي: ما منهم أحد يبدأ الخلق ثم يعيده، وهي أضعف من ذلك وأعجز، {قُلِ اللَّـهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} من غير مشارك ولا معاون له على ذلك.
{فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} أي: تصرفون، وتنحرفون عن عبادة المنفرد بالابتداء، والإعادة إلى عبادة من لا يخلق شيئًا وهم يخلقون.
{قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} ببيانه وإرشاده، أو بإلهامه وتوفيقه.
{قُلِ اللَّـهُ} وحده {يَهْدِي لِلْحَقِّ} بالأدلة والبراهين، وبالإلهام والتوفيق، والإعانة إلى سلوك أقوم طريق.
{أَمَّن لَّا يَهِدِّي} أي: لا يهتدي {إِلَّا أَن يُهْدَىٰ} لعدم علمه، ولضلاله، وهي شركاؤهم، التي لا تهدي ولا تهتدي إلا أن تهدى {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} أي: أيّ شيء جعلكم تحكمون هذا الحكم الباطل، بصحة عبادة أحد مع الله، بعد ظهور الحجة والبرهان، أنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده.
فإذا تبين أنه ليس في آلهتهم التي يعبدون مع الله أوصافا معنوية، ولا أوصافا فعلية، تقتضي أن تعبد مع الله، بل هي متصفة بالنقائص الموجبة لبطلان إلهيتها، فلأي شيء جعلت مع الله آلهة؟
فالجواب: أن هذا من تزيين الشيطان للإنسان، أقبح البهتان، وأضل الضلال، حتى اعتقد ذلك وألفه، وظنه حقًا، وهو لا شيء.
ولهذا قال: وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء أي: ما يتبعون في الحقيقة شركاء لله، فإنه ليس لله شريك أصلا عقلا ولا نقلا وإنما يتبعون الظن و {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} فسموها آلهة، وعبدوها مع الله، {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّـهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ} [النجم جزء من الآية: 23]، {إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} وسيجازيهم على ذلك بالعقوبة البليغة.
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف:
- المصدر: