مع القرآن - أتباع الوهم

منذ 2016-12-13

مجرد ظنون وأوهام لا ترقى للصمود، فلا خالق للكون إلا الله حتى باعتراف المشركين

آيات الله المبهرة ونظام الكون المحكم يدل دلالةً واضحةً على أن كل متبوعٍ  من دون الله مجرد أوهامٍ لعقولٍ قاصرةٍ أبت أن تفهم وفطر منتكسة أبت أن تنقاد.
مجرد ظنون وأوهام لا ترقى للصمود، فلا خالق للكون إلا الله حتى باعتراف المشركين ولا يعلم أسرار الكون بما فيه إلا الخالق ولن يضع له نظامًا مُحكمًا إلا هو ولن يشرع للخلق ما يتماشى مع نواميس الكون فيحقق مصالحهم الدينية والدنيوية إلا الخالق سبحانه أما ظنون أهل الهوى  فهي ناتجةٌ عن قصورٍ في العقول وخراب في الأفئدة.
{ أَلَا إِنَّ لِلَّـهِ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ ۗ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ شُرَكَاءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ * هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} [يونس: 66 - 67] .
قال السعدي في تفسيره: يخبر تعالى أن له ما في السماوات والأرض، خلقًًا وملكًا وعبيدًا، يتصرف فيهم بما شاء من أحكامه، فالجميع مماليك لله، مسخرون، مدبرون، لا يستحقون شيئًا من العبادة، وليسوا شركاء لله بوجه الوجوه، ولهذا قال: {وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ شُرَكَاءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ} الذي لا يغني من الحق شيئًا {وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} في ذلك، خرص كذب وإفك وبهتان.
فإن كانوا صادقين في أنها شركاء لله، فليظهروا من أوصافها ما تستحق به مثقال ذرة من العبادة، فلن يستطيعوا، فهل منهم أحد يخلق شيئًا أو يرزق، أو يملك شيئًا من المخلوقات، أو يدبر الليل والنهار، الذي جعله الله قيامًا للناس؟.
و{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا}  في النوم والراحة بسبب الظلمة، التي تغشى وجه الأرض، فلو استمر الضياء، لما قروا، ولما سكنوا.
{وَ} جعل الله {النَّهَارَ مُبْصِرًا} أي: مضيئًا، يبصر به الخلق، فيتصرفون في معايشهم، ومصالح دينهم ودنياهم.
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} عن الله، سمع فهم، وقبول، واسترشاد، لا سمع تعنت وعناد، فإن في ذلك لآيات، لقوم يسمعون، يستدلون بها على أنه وحده المعبود وأنه الإله الحق، وأن إلهية ما سواه باطلة، وأنه الرؤوف الرحيم العليم الحكيم.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • -1
  • 0
  • 6,484
المقال السابق
كن من هؤلاء
المقال التالي
أقوالهم لا تلتصق بمؤمن

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً