راية الإسلام - إياك وترك راية الإسلام (12)
وجوب استعادة الراية
وحديث الطائفة المنصورة يكمل حديث حذيفة، فحديث حذيفة ينهى عن اللحاق بالدعاة على أبواب جهنم، القوميين (القومية المتطرفة) والعلمانيين، ويأمر بترك الفرق التي تقوم عليها سلطات علمانية تنحي الشرعية، وقومية تنحي ولاء الإسلام، فأمر بتركها ولو أن يعض على أصل شجرة.
وحديث الطائفة المنصورة يكمل بقية التكليف فهو خبرٌ وأمر، خبرٌ عن حالةٍ واقعة، وأمر باللحاق بها دائمًا.
ولو انقطعت السلطة الشرعية الممكّنة القائمة على الشريعة والولاء الإسلامي، فإن الله تعالى من رحمته قد ضمن لنا بقاء طائفةٍ منصورة..
هذه الطائفة ليست جماعة بعينها أو فرقة بعينها بل هي ـ كما قال أهل العلم ـ موجودة على ثغور شتى، ما بين علم وجهاد ودعوة وكفاح أو نضالٍ سياسي وغيره.. ومسمى الطائفة المنصورة يشمل ذلك كله بما فيها جماعات العمل الإسلامي الراشدة.. كلٌ في محله.
فكما أمر تعالى بالتمسك بكتابه وضمن حفظه ولو انحرف من انحرف، فكذلك أمر تعالى بالتزام ولاء المسلمين، وضمن بقاء طائفة على الحق، مع اختلاف محالّها، ولو انفض عن حقيقة الإسلام وشريعته وولائه من انفض، فلن يضر أحدٌ ربَ العالمين شيئًا.
فلا يخدعنك أحد بإحدى الضلالتين:
1) من يقول أن الفرق هي الجماعات العاملة لعودة الإسلام وأن الراية الصحيحة هي راية العلمانية والقومية!
2) والضلالة الثانية أن يقول لك قائلٌ بالعزلة عن الأمة بأي حجة.
فلا نجاة مع العلمانية والإباحية بل هي عين الهلكة، ومنها نفِرّ..
ولا نجاة لمنعزلين إذ ستفترسهم الحياة المعاصرة والجموع وسيفترس نظام الدولة الحديث أبناءهم..
كما أنه من مرض القلوب النظر للجميع على أنهم هلكى أو الكبر على الخلق، فلا بد من التمسك بالحق ورحمة الخلق؛ فالتزِم راية الإسلام وإياك وتركها ولو كنت غريبًا أو تنوعت الضلالات، فابقى على الطريق، وقد ضمن تعالى لك على الطريق مؤنسين لك من الطائفة المنصورة، وقد ضمن تعالى لمن على الطريق النصرَ والتوفيقَ ولو خَذل من خَذل، ولو بعد حين، والله الموفق والحمد لله رب العالمين.
- التصنيف: