ارتباط العقيدة بالسلوك في سورة الماعون
عليك أيها الطالب لطريق الحق الحقيق بالاطاعة والاتباع ان تهذب ظاهرك وباطنك عن مطلق الرذائل المنافية للعدالة الإلهية، وتُخلي سرَّك وسريرتك عن الالتفات الى ما سوى الحق، لتكون صلاتك منك ميلًا حقيقيا الى الله ومعراًجا معنويًا موصلًا الى توحيده وإياك إياك المراء والمجادلة مع بني نوعك والاستكبار عليهم، واظهار الثروة والسيادة فيما بينهم بالمال والجاه، فإنها تميت قلبك، وتزيد في هواك، وتبعدك عن مولاك، وبالجملة تضرك في أولاك وأخراك
مما لا شك فيه أن علم المقاصد والمناسبات هو من مهمات الأمور التي ينبغي للمتدبر أن يعطيها حقها من الاهتمام والنظر، إذ أن هذين العلمين يجيبان عن أسئلةٍ مهمة مثل:
ما هو مراد الله عز وجل من عزل هذه الطائفة من الكلام عن غيرها وجمعها في سورةٍ واحدة؟
ما هي دلالة تسمية هذه الطائفة بهذا الإسم؟
ما مناسبة تتابع المعاني في هذه السورة، وما هو سر حركتها بهذا الشكل في السورة؟
هذه المسائل وأجوبتها تعطي بُعدًا آخر للكلام، إذ أن وضع الكلام في مكانٍ بعينه ينشأُ معاني جديدة فيه تختبئ خلف الروابط التي تنشأ بين هذا الكلام وبين ما بعده وما قبله.
ولو أننا سألنا أنفسنا هذه الأسئلة ونحن نقرأ سورة الماعون؛ ما هو مقصد السورة وما هي القرائن التي دلت على ذلك، وما مناسبة الإسم للمقصد؟
المتأمل الناظر في السورة يرى أنها ابتدأت بالحديث عن التكذيب بالدين، وهو الإسلام أو الجزاء، ثم اتبع هذا الأمر بخمسة من الأوصاف والأخلاق:
الأول: زجر اليتيم ودفعه.
الثاني: عدم الحض على طعام المسكين.
الثالث: السهو عن الصلاة، وجاءت هذه الصفة متوسطة بقية الصفات لمناسبات عديدة.
الرابع: المراءاة في العبادة.
الخامس: منع المساعدة والخير عن الناس.
فما هي مناسبة كل ما سبق من الأخلاق للتكذيب بالدين؟
الذي ظهر لنا بعد البحث والتأمل في السورة والاطلاع على ما كتبه أهل العلم فيها، أن السورة جاءت:
- لتربط العقيدة بالسلوك، وهذا واضح إذ أن ذكر مجموعة من الأخلاق المتعلقة بالسلوك بعد ذكر أمرٍ له علاقة بالعقيدة (وهو الدخول في الإسلام أو الإيمان باليوم الآخر) إشارةٌ إلى أن الثاني دليلٌ على الأول وأمرٌ لازم له ومرتبطٌ به أشد الارتباط.
- ولتحوِّل الداخلين في الإسلام إلى أشخاصٍ مستقيمي السلوك مع الآخرين، وكأنها تحمل رسالة للمسلمين مفادها: إن لم تتحلوا بمكارم الأخلاق فهذا نقص في إسلامكم ونقص في إيمانكم باليوم الآخر، إذ لا يمكن لعاقلٍ أن يوقن يقينًا جازمًا مستقرًا عميقًا باليوم الآخر وبما أعد الله له من الجزاء على مثل هذه الأعمال ثم لا يُقْبِل عليها.
- ولتُعطي مفهومًا متكاملًا للإسلام على قول من فَسَّر الدين بالإسلام، فالإسلام ليس قاصرًا على العبادات والشرائع التعبدية من صلاة وصيام وزكاة فحسب، بل إن مفهومه يمتد ويتوسع ليشمل الإحسان إلى الخلق إضافةً لما سبق من العبادات، فلو أن رجلًا مِنَّا لا يعرف هذه السورة ثم تلوت عليه قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} [الماعون: 1]، وسألته: ماذا تتوقع أن يأتي بعدها؟ لأجاب غالبًا بأن الذي يكذب بالدين هو الذي يترك الصلاة أو الصيام أوو الزكاة أو الحج وما شابه، إلا أن الحديث جاء بخلاف ذلك ليتكلم عن الإحسان إلى الخلق! فهي هنا تصحح مفهومًا خاطئًا وقع به كثيرٌ من الناس مِن قَصْر الدين على العبادات المحضة وإهمال الإحسان إلى الخلق.
- كما أنها جاءت لتعطي بُعدًا عمليًا للإيمان باليوم الآخر على قول من فَسَّر الدين بالجزاء: فليس الإيمان باليوم الآخر فكرةً باهتةً جامدة مستقرة في أذهان المسلمين، لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، ولا تحض على الإحسان للخلق، بل هي شجرة طيبة أصلها مستقر في القلب، بينما تمتد فروعها إلى الخلق إحسانًا وإكرامًا وعونًا، وإلى الخالق إخلاصًا وتوجهًا.
- كما أنها تحمل رسالةً للمؤمنين مفادها: إياكم أن تعتقدوا أن مجرد إقراركم باللسان بأنكم تدينون بالإسلام وبأنكم تعتقدون أن هناك يومًا سيُحاسب الناس فيه على أعمالهم، أنَّ إقراركم هذا يكفي، لا؛ بل حتى يصدقه عملكم لا في الشرائع التعبدية فحسب بل في إحسانكم للخلق من يتيمٍ ومسكين وغير ذلك ممن يحتاج أي عونٍ منكم، حينها تستكملون الإيمان، وإلا فلا فرق في هذا السياق بينكم وبين من لا يؤمن بإسلام ولا حساب ولا عقاب.
وإن هذه الصفات كلها من شأن المكذِّب بالحساب والجزاء لأنه لا يرجو أن يجازى على ما يقدم لهؤلاء، فتنزهوا أيها المؤمنون عنها، فليست هي من صفاتكم في أصل إيمانكم الذي بايعتم عليه.
فهذه السورة القصيرة المكونة من سبع آيات تعالج حقيقةً ضخمة تكاد تبدل المفهوم السائد للإيمان والكفر تبديلاً كاملاً، فحقيقة الدين ليست كلمة تقال باللسان وإنما هي تحوُّلٌ في القلب يدفعه إلى البر بإخوانه في البشرية المحتاجين للرعاية والعناية، والله لا يريد من الناس كلمات، وإنما يريد منهم أعمالا تصدقها وإلا فهي هباء، لا وزن لها عنده ولا اعتبار.
وإلى نحو هذا أشار البقاعي حين قال في النظم: "مقصودها: التنبيه على أن التكذيب بالبعث لأجل الجزاء أبو الخبائث، فإنه يجرئ المكذب على مساوئ الأخلاق ومنكرات الأعمال حتى تكون الاستهانة بالعِظام خُلُقًا له، فيصير ممن ليس له خلاق، وكُلٌّ من أسمائها الأربعة في غاية الظهور في الدلالة على ذلك بتأمل السورة لتعرف هذه الأشياء المذكورة، فهي ناهيةٌ عن المنكرات بتصريحها، داعيةٌ إلى المعالي بإفهامها وتلويحها"
هذا ما ظهر لنا بعد الاجتهاد، وربما أصبنا وربما أخطأنا، فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا من أنفسنا.
ما مناسبة ذكر هذين الخلقين هنا (دعُّ اليتيم، وعدم الحض على طعام المسكين)؟
اعلم أن الله ذكر في تعريف من يكذب بالدين وصفين أحدهما من باب الأفعال وهو دع اليتيم، والثاني من باب التروك وهو عدم الحض على طعام المسكين.
واقتصر على هاتين الصفتين واستغنى بذكرهما عن ذكر سائر القبائح، كون هاتين القبيحتين كما أنهما منكرتان بحسب الشرع، فهما أيضا مستنكرتان بحسب المروءة والإنسانية، فكأن هذا المكذب بالدين لم يتجرد من الشريعة فحسب بل تجرد من كل ما يمتُّ للإنسانية بصلة، وقدَّم دع اليتيم لأن من يبخل باللين في عمله وهو لا يكلفه شيئًا لأشد بخلًا بماله أن يبذله، ناهيك عن أمر الناس بالإحساس بالمحتاجين.
والأهم من هذا كله أن هذين الصنفين ممن لا يرجى منهما جزاءٌ في الدنيا على الإحسان إليهما، فكان الدافع الحقيقي وراء ذلك الإحسان هو الامتثال لأوامر الله من جهة والإيمان بأن جزاء هذا الإحسان سيكون يوم القيامة من الله عز وجل من جهة أخرى، فلما أعرض هذا عن التصديق بوعد الله لم يقدم إلى هؤلاء إحسانًا لأنه لا يرجو من الله جزاء.
والجامع بين هاتين الصفتين ليس الشُح والمنع المادي، وإنما الشُح المعنوي العاطفي، فهو لا يأبه بالآخرين ولا يقيم لهم وزنا ولا يبذل لهم ولا حتى مشاعر طيبة، فإن اليتيم لا يحتاج بذلا وإنما يحتاج عطفًا وحنانًا، وهذا لا يحتاج كلفة وإنما يحتاج إحساسًا بمعاناته وتقديرًا لحاله، وكذلك الحث على الإطعام لا يحتاج كلفة وإنما يحتاج إحساسًا بمعاناة هؤلاء، والآية لم تأت على ذكر صدقته وإن كان فيها إشارة إلى أنه لم يمنح، ولكنها ذكرت عدم حث الآخرين على الإنفاق، وهذا أيضا دليل على انعدامِ إحساسه بالآخرين، والشحِ الذي سيطر عليه حتى منعه من بذل الإحسان المعنوي، وأما الإحسان المادي فقد ذُكر في آخر السورة في الحديث عن منع الماعون.
ما مناسبة ذكر الدع مع اليتيم والطعام مع المسكين؟
ذكر الدع وهو الزجر والدفع الشديد مع اليتيم دون الإطعام لأن اليتيم قد يكون غنيًا مكتفيًا من المال، إلا أن الحاجة الأبرز التي يحتاجها هي العناية والرعاية والعطف، وأما المسكين فحاجته الأساسية فيما يقيم أوده، فهو قوي قادر إلا أنه قد قُدر عليه رزقه فاحتاج إلى من يطعمه لا إلى من يرعاه.
ما دلالة تعيير المكذب بعدم الحض لا بعدم الإطعام نفسه؟
السؤال بشكل آخر: لِمَ لَمْ يقل "فذلك الذي يدع اليتيم ولا يطعم المسكين" وإنما أنكر عليه عدم الحض على طعام المسكين؟
وفي الحقيقة فإن إطعام المسكين علاوة على أنه مشمول من باب أولى في الحض على طعامه إذ لا يعقل من رجل يهتم لأمر المساكين فيأمر غيره أمرا مؤكدا بإطعامهم سواء كان مستطيعا أم غير مستطيع، لا يعقل منه أن لا يكون هو أصلا من أولئك الباذلين إحسانهم للمساكين، إلا أن هذه العبارة تطوي تحتها معان ومعان تغنيك عن طوال المجلدات في التكافل الاجتماعي والرحمة بالمستضعفين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحساس بالمحتاجين، والمتتبع لهذا المعنى يجده كثيرا في كتاب الله عز وجل: {وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} [الفجر: 18]، {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد جزء من الآية: 17]
ما دلالة الفصل هنا في الكلام بالفاء؟ وما مناسبة ذكر الصلاة هنا؟
لسائل أن يسأل، لِمَ لَمْ يكن الكلام على النحو التالي: أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين، ويسهو عن صلاته، ويرائي، ويمنع الماعون؟
إلا أن الكلام انقطع فجأة هنا عن تعداد الصفات، وجاء بجملةٍ اسميةٍ يتوعد الله فيها عز وجل المصلين الساهين عن صلاتهم، بعد الفاء الفصيحة، وتقدير الكلام: إذا كان الأمر كذلك فويلٌ، أو إذا علمت أنه متصف بهذه الصفات فويلٌ، وفي هذا مناسبات فيما يظهر لنا:
1- منها: أن الترتيب على النحو السابق مناكدٌ للفصاحة
2- ومنها: أنه أتبع الكلام على حال المكذب مع الخالق بعد أن ذكر حاله مع الخلق.
3- ومنها وهو أهم: إبرازٌ ولفتٌ نظر لأهمية النقطة التي تم القطع عندها، ولا تَعْجَبْ أخي المتدبر لكتاب الله عز وجل من مجيء الصلاة ههنا بهذا الشكل في مكان القطع، فأيُّ عبادة تستحق الإبراز والاهتمام مثل الصلاة؟!
وذكر الصلاة هنا خاصة يحمل عدة رسائل:
الأولى: أن السهو عن الصلاة سواء كان تركها بالكلية أو التقصير الشديد فيها إنما ينشأ عن ضعف الشعور بالدين، فكلما تعاظم الشعور باليوم الآخر وبالانتماء لدين الله عز وجل في نفس المسلم كان أشد إقامةً للصلاة، ولهذا كانت الصلاة من أهم ركائز الدين، ولم يأت وعيد في ترك عبادة مثل الصلاة، ولا يفارق الرجل المِلَّة بترك عبادةٍ إلا الصلاة، وليس هذا موضع تفصيل، لكن تأمل كم في المناسبات من علوم!
الثانية: كما أن وجودها متوسطة للأخلاق إشارة إلى أنها الحارس الأمين لهذه الأخلاق، والحصن الذي يحفظك من السقوط في سوء الخلق، لتذكيرها الدائم بالله عز وجل:{وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري} [طه جزء من الآية: 14]
الثالثة: هي التكامل في دين الله عز وجل بين العبادات المجردة والإحسان للخلق، وتثبيت هذا الأمر في أذهان وعقول الناس كلما قرؤوا مثل هذه الآيات والسور، فالقرآن إنما جاء لتصحيح المفاهيم ومن هداه الله لمثل هذا الأمر، عرف قيمة القرآن وأهميته في صياغة العقول والمفاهيم لضمان حياة مطمئنة، وآخرةٍ في جنة.
ما مناسبة الجمع بين الرياء ومنع الماعون هنا ؟
أتبع ذكر السهو عن الصلاة بصفتين:
الأولى: في حق الله وهي الرياء
الثانية: في حق الناس وهي منع الخير
فكأن الله تعالى يقول: هذا الذي كذَّب بالدين وضيع صلاته أعطى ما كان ينبغي لي للخلق، ومنع حق الخلق عنهم، فكأنه لا يعامل الخلق والرب جل وعلى إلا على العكس، فلا هم أدوا حق ربهم ولا حق خلقه، وهذا شديد الارتباط بما سبق أيضا، فكلما تعمق الشعور بالآخرة وازداد وكلما تعمق شعور الانتماء لدين الله عز وجل وصار فاعلا هُدي العبد لإعطاء كل ذي حق حقه، فهذا الإيمان بعموم الدين وبالجزاء خاصة هو الذي يصحح سلوك ابن آدم فيعطي كل ذي حق حقه.
ومما ينبغي التنبيه عليه أن ذم الرياء هنا ليس قاصرًا على الصلاة، وإنما هو الرياء بعمومه في كل الأعمال، ولا يخفى على عاقل ما للإيمان باليوم الآخر من أثر في قلع جذور الرياء من قلب العبد.
ما المراد بالماعون هنا، وما هي دلالة استخدام هذه الكلمة بالذات ؟
الميم والعين والنون كما ذكر ابن فارس: هو أصل يدل على سهولةٍ في جريان أو جري، والماعون على وزن فاعول من معن، والظاهر أن المراد به كل ما يسهل بذله عادةً فلا يمنع منه الطالب ولا يكترث معطيه، وقيل في تفسيرها أقوال منها: أنها العطية عامة، أو ما يستعان به في البيت من فأس ونحوه، وقيل أنها الزكاة لسهولة أدائها وقلة نسبتها في المال، وكلها يحتملها السياق ووزن اللفظة، وهذا باب مهم من أبواب إعجاز القرآن فانظر يا رعاك الله كم من المعاني طوي تحت هذه الكلمة التي لا تعدو خمسة حروف، فصار المعنى: أن هؤلاء القوم الذين كذبوا بالجزاء والحساب انعكس تكذيبهم هذا على أخلاقهم حتى بلغ بهم الأمر أن يخرجوا عن مألوف الناس من إعطاء ما يعطى عادة دون تكلف أو مشقة، وصاروا إلى شح مطاع ومنع للخير عن الناس.
إذا كان اليقين باليوم الآخر هو المحرك الدافع لحسن الخلق، فكيف نعمق الشعور باليوم الآخر في أنفسنا بخطوات عملية حتى تحسن أخلاقنا وسلوكنا؟
لا شك أن كل المدخنين يعلمون علما يقينيا جازمًا أن التدخين مضر بصحتهم أشد الضرر، ومع ذلك فهم لا يقلعون عنه، إذ أن شعورهم هذا لم يصل إلى الدرجة الكافية التي يتحول فيها إلى شعور مؤثر فعال.
قس على ذلك شعورنا باليوم الآخر، كلنا نعلم علما يقينيا جازما أننا مبعوثون مدينون، لكن كيف نحول هذا الشعور إلى شعور فعال مؤثر؟
كلمة السر هنا (قيام الليل)، إذ أن تكرار القرآن بهذه الهيئة والطريقة (في ليل، في انقطاع، في وقوف، بصوت جهري) له أشد الأثر في تعميق الشعور باليوم الآخر خاصة وأن صفحات المصحف مملوء عن آخره بمشاهد متنوعة عديدة ليوم القيامة ولأحداثه التفصيلية، وكلما تلى العبد هذه الصور والمشاهد وعرضها على قلبه كلما ازداد هذا الشعور عمقًا وصار أكثر حضورًا وتأثيرًا، وكل هذا بعد الإخلاص لله تعالى والتضرع إليه بسؤاله الهداية.
ختاما..
وهنا يحسن بنا أن ننقل ما كتبه الشيخ علوان في تفسيره في خاتمة السورة حيث قال: "عليك أيها الطالب لطريق الحق الحقيق بالاطاعة والاتباع ان تهذب ظاهرك وباطنك عن مطلق الرذائل المنافية للعدالة الإلهية، وتُخلي سرَّك وسريرتك عن الالتفات الى ما سوى الحق، لتكون صلاتك منك ميلًا حقيقيا الى الله ومعراًجا معنويًا موصلًا الى توحيده وإياك إياك المراء والمجادلة مع بني نوعك والاستكبار عليهم، واظهار الثروة والسيادة فيما بينهم بالمال والجاه، فإنها تميت قلبك، وتزيد في هواك، وتبعدك عن مولاك، وبالجملة تضرك في أولاك وأخراك"
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنَّا سيئها، لا يصرف عنَّا سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، نحن بك وإليك، تباركت وتعاليت، نستغفرك ونتوب إليك.
فراس الحبال
- التصنيف: