ميل الزنادقة والرافضة للعلمانية عبر التاريخ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وفي المنتسبين إلى الإسلام من عامة الطوائف منافقون كثيرون في الخاصة والعامة. ويسمون "الزنادقة" .
لم تكن وظيفة الدولة في الإسلام منذ بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قيام الدول العلمانية ، لم يعرفوا للإسلام وظيفة إلا إقامة الدين والشريعة وحمل الناس عليها وتعليمهم إياها وترغيبهم فيها، وإقامتهم لها في الدماء والأموال والأعراض، مع التقنين منها ـ أو الحكم المباشر منها ـ والاجتهاد على وفقها.
ولم يعرف المسلمون عبر التاريخ غير هذا، ولم يعرفوا فصل الدين عن الدولة إلا على يد التتار ومن انحاز إليهم من الزنادقة والرافضة، وقد أوضح العلماء حكمهم وأنهم كمانعي الزكاة والخوارج، لايقبل منهم انتساب إلى الإسلام حتى يقيموا شريعة رب العالمين..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: « وفي المنتسبين إلى الإسلام من عامة الطوائف منافقون كثيرون في الخاصة والعامة. ويسمون "الزنادقة" .
وقد اختلف العلماء في قبول توبتهم في الظاهر لكون ذلك لا يعلم إذ هم دائمًا يظهرون الإسلام. وهؤلاء يكثرون في المتفلسفة: من المنجمين ونحوهم. ثم في الأطباء. ثم في الكُتّاب أقل من ذلك. ويوجدون في المتصوفة والمتفقهة وفي المقاتلة والأمراء وفي العامة أيضًا.
ولكن يوجدون كثيرًا في نِحل أهل البدع؛ لا سيما الرافضة، ففيهم من الزنادقة والمنافقين ما ليس في أحدٍ من أهل النِحل. ولهذا كانت الخرمية والباطنية والقرامطة والإسماعيلية والنصيرية ونحوهم من المنافقين الزنادقة: منتسبةٌ إلى الرافضة.
وهؤلاء المنافقون في هذه الأوقات لكثير منهم ميلٌ إلى دولة هؤلاء التتار؛ لكونهم لا يلزمونهم شريعة الإسلام؛ بل يتركونهم وما هم عليه، وبعضهم إنما ينفرون عن التتار لفساد سيرتهم في الدنيا واستيلائهم على الأموال واجترائهم على الدماء والسبي؛ لا لأجل الدين. فهذا ضرب النفاق الأكبر». مجموع الفتاوى (28/ 435).
- التصنيف: