كلامٌ مختصر..

منذ 2017-02-04

نرفض العمالة والخيانة، ثم نقاوم ونقدم دماءنا، لكن الثمرة يأخذها آخرون بدون طلقة رصاص

ومن مختصر الكلام أن أهل السُنة في العراق لم يشتركوا في العملية السياسية إبان الاحتلال الأمريكي؛ فأخذ الشيعة البلاد بمؤسساتها وسلّمت لهم أمريكا مهمة تكوين الجيش ليكون شيعيًا طائفيًا ينفذ المخطط الأمريكي..
ثم سلّم كلٌ من الشيعة والأمريكيون العراق إلى إيران!
وبعد أن انسحب أهل السُنة من العملية السياسية قاوموا المحتل الأمريكي حتى مرّغوا أنفه، ولكنهم بعد أن مرّغوا أنفه تكتل عليهم الأمريكيون والشيعة العراقيون وصحوات السُنة الجهال، حتى حاصروا المقاومة بعد بطولتها.
وبعد أن أُرهقت أمريكا من المقاومة السُنية انسحبت مسلّمةً البلاد للمندوب الشيعي الطائفي ليقوم بمجازره وإجرامه البشع في حقدٍ أسود لا مثيل له.
العجب العجيب أن الإيرانيين اليوم في ملاسناتهم ضد ترامب يذكّرونه بأنه قد تمرغ أنف أمريكا في العراق! ولم يذكروا طبعًا أنه على يد أهل السُنة..
الخلاصة أننا نرفض العمالة والخيانة، ثم نقاوم ونقدم دماءنا، لكن الثمرة يأخذها آخرون بدون طلقة رصاص؛ فلما قاومنا الأمريكيين وطردناهم من العراق استلمها الشيعة ثم ذبحوا السُنة ثم تفاخروا بهزيمة أمريكا!!
هنا يبقى الدرس الكبير، أنه ليس المهم أن تقاوم وتجاهد فقط، لكن المهم أن تعرف سياق ما تبذل، وإلى أين يفضي، وإمكانية الإستمرار، والقدرة على الإستثمار وقطف الثمرة، وأن يكون عندك بعد الخطوة خطوةً أخرى وعندك قدرة على تنفيذها.. بدلًا من أن تعقب البطولات العظيمة استجداءً سياسي من لصوص وأفاقين، وبدلًا من أن تبذل ثم يسرق آخر بلادك بل وبطولاتك.
وبدون هذا فبطولة الميدان شخصيةٌ لصاحبها، جزئيةٌ لفاعلها، تسقط ثمرتها في حِجْر عدوّ آخر ليقْوى ضدنا.. فهل نعتبر؟!
 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 1
  • 0
  • 1,185

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً