إنما النصر صبر ساعة

منذ 2017-02-18

أول ركائز النصر هي في التعلق بالله، وترك التعلق بالمخلوقين، كما في قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال من الآية:9].

المعركة الدائرة الآن في مصر هي حرب إرادات، وتحتاج هذه المعركة كأهم ما تحتاجه إلى توفر سلاح الصبر والإيمان.

فالباطل في حقيقته بيته كبيت العنكبوت لِما فيه من عوامل الوهن والهشاشة، ولكن يعمل إعلام الباطل على تضخيمه ومحاولة جعله يبدو قويًا، ولكن في حقيقة الأمر هو أهون من بيت العنكبوت.

في هذا الصراع مناط مجريات النصر والغلبة يتعلق بما في (القلوب) من إيمان وصبر وتوكل على الله وثقة بنصره للمؤمنين... وليس بموازين القوى المادية وحدها، كما في قوله عز وجل في سورة الأنفال {وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ} [الأنفال من الآية:11]، وقوله: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال من الآية:12].

لذا فأول ركائز النصر هي في التعلق بالله، وترك التعلق بالمخلوقين، كما في قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال من الآية:9].

وفي هذه المعركة لا بد من استشعار معية الله فهو المعين وهو الناصر سبحانه وتعالى، فبعض الدلالات التربوية من قوله تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال من الآية:19] تعطي إشارة ورسالة للصف المسلم وهي (أنكم إنما تحاربون الكافرين بإيمانكم وعصيانهم، فإذا استويتم في العصيان غلبوكم).

وأخيرًا فعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، فربما الطريق به شوائب ولا بد من التمحيص وتجرد الراية، فيقول عز وجل: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال من الآية:5].، فربما كان فيما تكره خير لك، فَطِبْ بذلك نفسًا... ولكن لا يعني ذلك السكوت أو الإقرار بالباطل والرضى بالظلم وعدم الخذ على يد الظالم... بل يعني الحركة بكل قوة لإقرار الحق وتغيير الباطل، والوقوف الوقفة الصحيحة من أعداء الله عز وجل.

_________

- مستفاد من الوسم التربوي على تويتر #هدايات_الأنفال

محمد المصري

معلم وباحث إسلامي مهتم بالقضايا التربوية والاجتماعية ،وله عديد من الدراسات في مجال الشريعة والعقيدة والتربية الإسلامية.

  • 2
  • 0
  • 2,240

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً