مع القرآن - سخر لك الجميع لتعبد لا لتشرك

منذ 2017-03-12

خلق الإنسان وأبدع في تكوينه وجعل سبحانه بداية هذا المخلوق العنيد من نطفةٍ قذرة لا حول لها ولا قوة، وخلق من أجله الأنعام وسائر المنافع لينتفع بها وتساعده على عبادة الله وتوحيده لا لينشغل بها عن العبادة.

خلق سبحانه السماوات بأجرامها الهائلة التي لا نهاية للسنوات الضوئية لسمائها الأولى فقط فما بالك بما فوقها متباعد عنها من باقي السماوات السبع وفوق كل ذلك الكرسي ثم العرش والله فوق الجميع، والأرض وما فيها من نعم والكواكب وما فيها من عجب كل ذلك من خلق الله الذي لا يساويه شريك ممن يصرف له العبيد بغبائهم الدعاء والعبادة والشكر.

خلق الإنسان وأبدع في تكوينه وجعل سبحانه بداية هذا المخلوق العنيد من نطفةٍ قذرة لا حول لها ولا قوة، وخلق من أجله الأنعام وسائر المنافع  لينتفع بها وتساعده على عبادة الله وتوحيده لا لينشغل بها عن العبادة.

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ * وَالأنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ}  [النحل: 3 -6 ].


قال السعدي في تفسيره: هذه السورة سورة النحل  تسمى سورة النعم، فإن الله ذكر في  أولها أصول النعم وقواعدها، وفي آخرها متمماتها ومكملاتها، فأخبر أنه خلق السماوات والأرض بالحق، ليستدل بهما العباد على عظمة خالقهما، وما له من نعوت الكمال ويعلموا أنه خلقهما مسكنا لعباده الذين يعبدونه، بما يأمرهم به في الشرائع التي أنزلها على ألسنة رسله، ولهذا نزه نفسه عن شرك المشركين به فقال: { {تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} } أي: تنزه وتعاظم عن شركهم فإنه الإله حقا، الذي لا تنبغي العبادة والحب والذل إلا له تعالى، ولما ذكر خلق السماوات والأرض  ذكر خلق ما فيهما.

وبدأ بأشرف ذلك وهو الإنسان فقال: { {خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ} } لم يزل يدبرها ويرقيها وينميها حتى صارت بشرا تاما كامل الأعضاء الظاهرة والباطنة، قد غمره بنعمه الغزيرة، حتى إذا استتم فخر بنفسه وأعجب بها {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ}  يحتمل أن المراد: فإذا هو خصيم لربه، يكفر به، ويجادل رسله، ويكذب بآياته. ونسي خلقه الأول وما أنعم الله عليه به، من النعم فاستعان بها على معاصيه، ويحتمل أن المعنى: أن الله أنشأ الآدمي من نطفة، ثم لم يزل ينقله من طور، إلى طور حتى صار عاقلا متكلما، ذا ذهن ورأي: يخاصم ويجادل، فليشكر العبد ربه الذي أوصله إلى هذه الحال التي ليس في إمكانه القدرة على شيء منها.

{وَالأنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ}  أي: لأجلكم، ولأجل منافعكم ومصالحكم، من جملة منافعها العظيمة أن لكم {فِيهَا دِفْءٌ} مما تتخذون من أصوافها وأوبارها، وأشعارها، وجلودها، من الثياب والفرش والبيوت.

 {وَ} لكم فيها {مَنَافِعُ} غير ذلك {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ}  أي: في وقت راحتها وسكونها ووقت حركتها وسرحها، وذلك أن جمالها لا يعود إليها منه شيء فإنكم أنتم الذين تتجملون بها، كما تتجملون بثيابكم وأولادكم وأموالكم، وتعجبون بذلك .


#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 737
المقال السابق
أمر الله أتى
المقال التالي
ماذا لو أمسك المطر؟

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً