مع القرآن - بين حلال و حرام

منذ 2017-03-27

{فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . [النحل 114 - 118]

خطاب الرحمن سبحانه ينضح بالرحمة و الرأفة بعباده .
لما أردا الملك سبحانه بيان بعض ما حرم على العباد بدأ خطابه ببيان الحلال الطيب و ذكرهم بشكره على ما تفضل من نعم لا تحصى , و هذا يفيد أن الحلال هو الأصل و أن المحرمات مجرد استثناء .
ثم حرم على عباده كل ما يضرهم في أبدانهم و عقائدهم من الذبائح فالميتة تجلب المضرة للبدن و كذلك الدم المسفوح لما يحملاه من تلوث و مثلهم لحم الخنزير , و كذا ما ذبح لغير الله يحمل الضرر على العقيدة و يفتح الذرائع للشرك الذي سيتسبب في حرمانه من الجنة لو وقع فيه .
{فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} . [النحل 114 - 118]
قال السعدي في تفسيره :
يأمر تعالى عباده بأكل ما رزقهم الله من الحيوانات والحبوب والثمار وغيرها. { حَلالا طَيِّبًا } أي: حالة كونها متصفة بهذين الوصفين بحيث لا تكون مما حرم الله أو أثرا عن غصب ونحوه. فتمتعوا بما خلق الله لكم من غير إسراف ولا تَعَدٍّ. { وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ }  بالاعتراف بها بالقلب والثناء على الله بها وصرفها في طاعة الله. { إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }  أي إن كنتم مخلصين له العبادة، فلا تشكروا إلا إياه، ولا تنسوا المنعم.
{ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ }  الأشياء المضرة تنزيها لكم، وذلك: كـ { الْمَيْتَةَ }  ويدخل في ذلك كل ما كان موته على غير ذكاة مشروعة، ويستثنى من ذلك ميتة الجراد والسمك.
{ وَالدَّمَ }  المسفوح وأما ما يبقى في العروق واللحم فلا يضر.
{ وَلَحْمَ الْخِنزيرِ }  لقذارته وخبثه وذلك شامل للحمه وشحمه وجميع أجزائه. { وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ }  كالذي يذبح للأصنام والقبور ونحوها لأنه مقصود به الشرك.
{ فَمَنِ اضْطُرَّ}  إلى شيء من المحرمات -بأن حملته الضرورة وخاف إن لم يأكل أن يهلك- فلا جناح عليه إذا لم يكن باغيا أو عاديا، أي: إذا لم يرد أكل المحرم وهو غير مضطر، ولا متعد الحلال إلى الحرام، أو متجاوز لما زاد على قدر الضرورة، فهذا الذي حرمه الله من المباحات.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 3,210
المقال السابق
فكفرت بأنعم الله
المقال التالي
الكذب و التلفيق في الحلال و الحرام

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً