خلافة أبي بكر الصديق - (15) فتوحات الشام في عهد أبي بكر الصديق (1 - 2)

منذ 2017-04-17

وتعود بدايات السياسية التوسعية في تلك المنطقة إلى عصر الرسالة، وكانت هذه الرؤية حاضرة في ذهن أبي بكر الحريص على انتهاج سياسة النبي التوسعية....

يكاد يتفق الباحثون في تاريخ الفتوح الإسلامية على أن بلاد الشام كانت في مقدمة اهتمامات الخليفة أبي بكر الصديق الهادفة إلى التوسع عبر المناطق المألوفة للعرب جغرافيًا، وكانت هذه البلاد أكثرها التصاقًا بذاكرة العربي التاجر، حيث سعى إليها في رحلة الصيف، أو سمع الكثير عنها من رجال القوافل، ورواة الأخبار.

 

التفكير في فتح بلاد الشام:

وتعود بدايات السياسية التوسعية في تلك المنطقة إلى عصر الرسالة، وكانت هذه الرؤية حاضرة في ذهن أبي بكر الحريص على انتهاج سياسة النبي التوسعية، منذ بداية عهده، وإذا كانت ملامح هذه السياسة قد ظهرت أولًا في العراق، فإن الجبهة الشامية قد استقطبت الجانب الأكبر من اهتمامات أبي بكر، وبخاصة بعد انتصارات المسلمين في العراق.

 

التعبئة لفتوح الشام:

وتمت خطة التحرك نحو بلاد الشام في السنة الثانية عشرة للهجرة، بعد مشاورات أجراها أبو بكر مع كبار الصحابة من أهل الحل والعقد، ثم قام بتعبئة المسلمين لغزو هذه البلاد. وكان رد فعل عامة المسلمين الفوري الصمت، وذلك بفعل هيبة غزو البيزنطيين، حتى قام خالد بن سعيد بن العاص الأموي، فتقبل الفكرة، فكان أول من خرج إلى بلاد الشام بعد أن عقد له أبو بكر لواء، هو أول لواء عقده لحرب الشام.

 

تحمست بعض القبائل في سياق هذه الحملة التعبوية، للمشاركة في عملية فتوح بلاد الشام، وأرسلت مقاتليها إلى المدينة، ومع ذلك ظلت الاستجابة بالمشاركة ضعيفة، مما دفع أبا بكر إلى استنفار قبائل اليمن، فجاءه المتطوعون من حمير ومذحج [1].

 

يخبرنا البلاذري أن أبا بكر سارع فور انتهائه من قمع قبائل الردة بتعبئة قبائل نجد، والحجاز، واليمن لغزو بلاد الشام، وسعى لتشجيعها بالغنائم العظيمة، "فسارع الناس إليه بين محتسب وطامع" [2]، وهذا يعني أن بعض القبائل كانت تدفعهم غريزة العزو والغنيمة، وفق تقاليد الغزو المعروفة في المجتمع العربي، وأن أبا بكر لجأ إلى هذه الوسيلة التشجيعية بعد أن لمس ضعف الاستجابة العربية لمشروعه، مما يدل على أن بعض العرب كان الإسلام لا يزال ضعيفًا في قلوبهم، كما أن منع أبي بكر المرتدين من المشاركة في حرب الفتوح -وهم أكثر العرب- قد أثر على ذلك.

 

ومهما يكن من أمر، فإن حركة الفتوح الإسلامية لبلاد الشام، نوقشت بين أهل الحل والعقد، ثم عرضت على عامة المسلمين، ووضعت الخطوط العريضة لها أثناء انعقاد اجتماع كبار الصحابة.

 

جيوش فتوح الشام:

بعد أن استكملت التجهيزات وتمت الاستعدادات، عين أبو بكر الصديق قادة الجيوش التي قرر أن يرسلها إلى بلاد الشام، وهي على الشكل التالي:

 

الجيش الأول:

عقد أبو بكر قيادة هذا الجيش إلى خالد بن سعيد بن العاص الأموي، وحدد له دمشق كهدف، ويتراوح عدده بين ثلاثة وأربعة آلاف مقاتل، وقد أبدى عمر بن الخطاب تحفظًا على قيادة خالد، لموقف اتخذه من بيعة أبي بكر، فأعفاه الخليفة بعد أن اقتنع برأي عمر، واسترد منه اللواء، وعين مكانه يزيد بن أبي سفيان، وهو أموي أيضًا، وربما أراد أبو بكر من ذلك، حظ التوازن في توزيع المسؤوليات بين الأسر القرشية، إنما حفظ لخالد مكانته، وعينه قائدًا لقوات احتياطية تتمركز في تيماء، ويكون تابعًا لأبي عبيدة، وذلك قبل أن ينطلق هذا الأخير إلى بلاد الشام [3].

 

وأردف أبو بكر ربيعة بن الأسود بن عامر مددًا ليزيد، فأضحى عدد قواته سبعة آلاف مقاتل، وحدد لقائده طريق زحفه وهو: وادي القرى - تبوك – الجابية (من أعمال دمشق) - دمشق، وزوده بتعليمات مهمة تشكل مخططًا واضحًا للتعبئة، وتحدد السياسة الإسلامية العامة لقادة جيوش الفتوح، وتوضح المعطيات التالية:

 

- عدم إلزام القائد نفسه وأصحابه بما يؤثر على مسيره، وإعطاء كل جندي حقه مع الراحة الضرورية لأفراد الجيش للمحافظة على قدرتهم القتالية، على أن يشاورهم في الأمر للوصول إلى قرار سليم؛ لأن ذلك يرفع من روحهم المعنوية، كما أن عليه ألا يكون شديدًا على مرءوسيه حتى لا يضعف روحهم المعنوية.

 

- تأمين العدل لمرءوسيه، وإبعاد الشر والظلم عنهم في وقت السلم حتى يلازموه في وقت الحرب.

 

- تنفيذ المبادرة وإعادة تجميع القوات، وعدم الفرار عند لقاء العدو؛ لأن ذلك يغضب الله.

 

- تجنب قتل الأولاد والشيوخ والأطفال ونقض العهود والعذر في حال الانتصار؛ لأن ذلك يؤدي إلى بث الطمأنينة في نفوس سكان المناطق المفتوحة، ويدفعهم إلى الالتزام بما عاهدوا عليه، وفي ذلك كسب كبير للمسلمين.

 

- عدم التعرض لرجال الدين في الأديرة، على أن يخير الأعداء المشركون الموالون للشيطان، بين القتل أو الدخول في الإسلام أو الجزية، وفي ذلك كسب معنوي ومادي.

 

انطلق هذا الجيش في "23 رجب 12هـ/ 3 أكتوبر 633م" سالكًا الطريق المحدد له [4].

 

الجيش الثاني:

عين أبو بكر شرحبيل بن حسنة قائدًا للجيش الثاني، وهدفه بصرى عاصمة حوران، ويتراوح عدده بين ثلاثة وأربعة آلاف مقاتل على أن يسلك طريق معان - الكرك (شرق الأردن) – مأدبًا - البلقاء- بصرى، وأوصاه بمثل ما أوصى به يزيد، وزاد عليها خصالًا هي: "أوصيك بالصلاة في وقتها، وبالصبر يوم البأس حتى تظفر أو تُقتل، وبعيادة المرضى، وبحضور الجنائز، وذكر الله كثيرًا على كل حال".

 

خرج هذا الجيش من المدينة في "27 رجب/ 7 أكتوبر 633م"، سالكًا الطريق المحدد له، وشكل الجناح الأيسر للجيش الثالث، والجناح الأيمن للجيش الرابع، ولم يصادف أثناء زحفه مقاومة تذكر، وعندما وصل إلى بصرى ضرب عليها حصارًا مركزًا، استمر حتى قدوم خالد بن الوليد من العراق.

 

الجيش الثالث:

يقوده أبو عبيدة بن الجراح وهدفه حمص، ويتراوح عدده بين ثلاثة وأربعة آلاف مقاتل، على أن يسلك طريق وادي القرى - الحجر- ذات المنار – زيزاء – مآب – الجابية - حمص، وأوصى أبو بكر قائده بمثل ما أوصى به عمرو بن العاص، وأضاف قائلًا له: "فإنه ليس يأتيهم مدد إلا أمددناك بمثلهم أو ضعفهم، وليس بكم والحمد لله قلة ولا ذلة، فلا أعرفن من جبنتم عنهم ولا ما خفتم منهم".

 

يتضمن هذا النص مفهومًا واضحًا للتعبئة العسكرية بما حدده الخليفة من قدرة على الإمداد الصحيح في الوقت المناسب بما يزيد على إمداد العدو، وأضاف إلى التعبئة المادية، تعبئة معنوية عندما أكد لأفراد الجيش أنهم في عدة وعدد حسن، وهم فرسان ذوو بصيرة، وقدرة على القتال، وما بهم خوف ولا جبن، مما يدفعهم إلى ملاقاة عدوهم بقلوب قاسية لا تعرف المسالمة ولا اللين.

 

وأضاف أبو بكر: "فبث خيلك في القرى والسواد، ولا تحاصر مدينة من مدنهم حتى يأتيك أمري"، والواضح أن في هذا الأمر علاقة بالتوزيع السكاني في بلاد الشام، وأن أبا بكر أراد أن يجنب قادته صدامًا كبيرًا مع العدو في المرحلة الأولى من الفتوح، ويدل ذلك على:

 

- أن غالبية سكان مدن بلاد الشام كانوا متحالفين مع البيزنطيين، ويعارضون الانتشار الإسلامي في ربوع بلادهم.

 

- أن سكان القرى والسواد كانوا أقرب إلى صداقة المسلمين وأقل عداوة، وذلك بفعل طبيعتهم البدوية التي تنسجم مع طبيعة العربي المسلم.

 

- إدراك أبي بكر لطبيعة التوزع السكاني في بلاد الشام، وتوجهات سكانها.

 

- نية أبي بكر بمد سلطانه على القبائل العربية التي كان بعضها يعيش في مناطق التخوم الشامية مع الجزيرة العربية، أو في القرى المنتشرة بين الحجاز والشام, وينسجم هذا التوجه مع الهدف الأساسي للفتوح ألا وهو نشر الإسلام بين العرب أولًا، وسواهم من الأمم بعد ذلك.

 

ويذكر في هذا المقام أن سكان بلاد الشام كانوا على نوعين من الناحية القومية، عربًا وغير عرب، أما العرب فهم بدو القبائل الرحل، وأنصاف الرحل الذين استقروا في القرى، والسواد المتاخمة للجزيرة العربية، وهؤلاء هم الذين أشار إليهم أبو بكر، وأما غير العرب، وأعني بهم سكان المدن، فقد كانوا يتكلمون خليطًا من اللغات، وإن توزع بعض العرب بينهم.

 

خرج الجيش الثالث إلى وجهته في "7 شعبان/ 17 أكتوبر 633م"، وصادف أثناء زحفه قوة للعدو في بلدة مآب، فقاتلها وهزمها، وسيطر على الجابية، ورابط فيها استعدادًا للزحف نحو حمص.

 

الجيش الرابع:

كان الجيش الرابع بقيادة عمرو بن العاص، وهدفه فلسطين، ويتراوح عدده بين ستة وسبعة آلاف مقاتل، على أن يسلك طريق ساحل البحر الأحمر حتى العقبة، فوادي القرى فالبحر الميت وصولًا بيت المقدس، وأعطاه أبو بكر توجيهات دينية وسياسية وعكسرية تعد نموذجًا في التفكير لرجل الدولة، فقال له:

 

"لا تسلك الطريق الذي سار عليه يزيد وشرحبيل بن حسنة، بل طريق إيلياء (اسم بيت المقدس) حتى تصل إلى فلسطين، ابعث العيون ليأتوك بالأخبار عن أبي عبيدة لمساعدته إذا كان يريد ذلك، وإلا فأنت لقتال فلسطين، قدم الفرسان لأبي عبيدة، والجيش إثر الجيش، إذا طلب منك ذلك، أكرم من معك ولا تتعال عليهم وانصحهم، شاور أولي الأمر.. اعمل على حراسة القوات وحمايتها، أوصيك بالمعاملة الحسنة لمن معك"، واستعمله على القبائل العربية الضارية على طريقه، وهي بلي وعذرة وسائر قضاعة، ومن سقط هناك من العرب، وأمره بندبهم إلى الجهاد.

 

خرج الجيش الرابع من المدينة في "3 محرم 13هـ/ 10 مارس 634م"، واصطدم أثناء تقدمه بقوات بيزنطية منتشرة في المنطقة، فهزمها وفتح جانبًا من فلسطين الشرقية والجنوبية، ثم توجه إلى بيت المقدس [5].

 

الجيش الخامس:

بقيادة عكرمة بن أبي جهل، أبقاه في المدينة كاحتياط، ويبلغ عديده نحو ستة آلاف مقاتل.

 

تعقيب على خطة أبي بكر:

الواضح أنه لم تكن مهمة هذه الجيوش القيام بعمليات عسكرية واسعة ضد البيزنطيين، بل كانت أبسط من ذلك إلى حد بعيد، وهي محاولة إدخال السكان العرب في شمال الجزيرة العربية في المجال الإسلامي، ومن أجل ذلك أرسلت جيوش منفصلة، لكن عليها أن تعمل متساندة بناء لأوامر الخليفة، بحيث إذا اجتمع جيشان، أو أكثر في منطقة واحدة، فإنها تنضوي تحت إمرة قائد واحد.

 

إن قراءة متأنية لخطة أبي بكر على الجبهة الشامية تطلعنا على الأمور التالية:

 

- استحالة تعيين قائد عام لهذه الجيوش نظرًا لصعوبة الاتصال فيما بينها، إذ كانت تعمل مستقلة بعضها عن بعض، وكانت المسافة الفاصلة بين مناطق عملياتها لا تدع مجالًا للتفكير في أعمال مشتركة، ولم يكن في وسع المرء أن يتنبأ بالضرورة بأن المسألة ستنتهي باصطدامات كبرى مع الجيوش البيزنطية النظامية.

 

- إن عدد أفراد الجيش الواحد كان قليلًا جدًا بالمقارنة مع عدد أفراد كل جيش من جيوش العدو، على الرغم من أن الجيوش الإسلامية لم تكن ثابتة فيما يتصل بحجمها وتركيبها، بل كانت تتلقى تعزيزات على نحو متواصل.

 

- إن الجيوش البيزنطية كانت مجهزة بأحدث معدات القتال ووسائله، ومهيأة للحرب بأحدث أساليبها، وكانت تقاتل على أرض تحتلها، وبالقرب من خطوط تموينها، ومركز قيادتها.

 

- تقضي الضرورة العسكرية على المسلمين المقاتلين على أرض بلاد الشام، بألا يتوغلوا فيها قبل أن تتمكن القوة الزاحفة إلى فلسطين من تثبيت أقدامها هناك.

 

- إن الخطة المضادة من قبل البيزنطيين الذين ردوا على التهديد بتعبئة الجيوش التي كانت تزداد حجمًا في نمو مطرد؛ وهي وحدها التي فرضت التنسيق على قوات المسلمين، وطرحت مسألة القيادة العامة في حال العمليات المشتركة.

 

- إن تخصيص قادة الجيوش الإسلامية بالكور أو الأجناد يتضمن الإشارة إلى تقسيم بلاد الشام الإداري في حاضره البيزنطي ومستقبله الإسلامي، فدل بذلك على أن هذه البلاد عندما كانت تحت الحكم البيزنطي كانت منقسمة إلى هذه الأجناد الأربعة، ويمكن أن نميز في وقائع فتوح الشام نمطين من المواجهات العسكرية: اصطدامات متفرقة خاضها الأمراء منفردين مع جندهم حتى وطئوا أرض بلاد الشام أو حين توغلوا فيها، ومعارك كبرى خاضتها الجيوش الإسلامية مجتمعة في مواقع فاصلة، انتهت إلى سيطرة المسلمين على هذه البلاد.

 

رد الفعل البيزنطي:

انطلقت الجيوش الإسلامية من قاعدتها في المدينة باتجاه أهدافها المحددة، في أوقات مختلفة كما أشرنا، وقد شعرت القبائل العربية المتنصرة، والمتحالفة مع بيزنطية بهذا الزحف، فخشيت من اجتياح إسلامي لقراها وأراضيها، كما خشي سكان المدن من توغل إسلامي في عمق بلاد الشام مما يشكل تهديدًا لهم، فكتبوا إلى الإمبراطور البيزنطي هرقل يعلمونه بالأوضاع المستجدة، ويطلبون منه مساعدة عاجلة لصد الزحف الإسلامي.

 

كان هرقل آنذاك في فلسطين أو في دمشق، فدعا إلى عقد اجتماع مع مستشاريه، وأركان حربه للتشاور، وأدرك في الوقت نفسه مدى جدية المسلمين في تقدمهم باتجاه بلاد الشام في هذه المرحلة التي تختلف في التخطيط والأداء عن الحملات السابقة، لذلك عرض على المجتمعين تجنب القتال، وعقد صلح معهم، إذ إن إعطاءهم نصف خراج البلاد، والاحتفاظ بالنصف الآخر، أفضل من خسارة خراج البلاد بكامله.

 

غير أن المجتمعين عارضوا هذا الرأي، فنزل عندئذ على رأيهم، على الرغم من أنه كان أكثرهم تقديرًا لخطر المسلمين على ملكه ودولته، كما كان أكثرهم ذعرًا وخوفًا، حتى أنه رجل عن فلسطين، واستقر بعيدًا في أنطاكية في أقصى طرف بلاد الشام الشمالي، ليوجه الجيوش منها، ويبعث بتعليماته إلى قادته، ويدير العمليات العسكرية.

 

كان للبيزنطيين في بلاد الشام جيشان كبيران، يتمركز الأول في فلسطين، ويبلغ عديده سبعين ألف مقاتل، ويتمركز الثاني في أنطاكية، ويبلغ عديده مائتي ألف مقاتل معظمهم من الأرمن والروم.

  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] الطبري: ج3 ص383، 384، 387، ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق ج2 ص61، 62. بيضون، إبراهيم: ملامح التيارات السياسية في القرن الأول الهجري ص59، 60.

[2] فتوح البلدان: ص115.

[3] الطبري: ج3 ص387، 388.

[4] انظر هذه التعليمات عند الواقدي: ج1 ص8، ابن عساكر: ج2 ص75- 77.  كمال: الطريق إلى دمشق ص176.

[5] الواقدي: ج1 ص15، 16. كمال: ص186، 221.

  • 23
  • 2
  • 76,302
المقال السابق
(14) فتوحات العراق في عهد أبي بكر الصديق (2 - 2)
المقال التالي
(16) فتوحات الشام في عهد أبي بكر الصديق (2 - 2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً