هوية مصر.. رسالة حب وتحذير إلى الثوار الشرفاء

منذ 2011-03-12

بفضل الله تبارك وتعالى ثم جهاد ملايين المصريين الأحرار، غادر المستبد العنيد كرسيه كارهاً ومكرهاً مشفوعاً بالصًّغار والذلة اللائقين بأمثاله، من المتفرعنين المتغطرسين، الذين يسومون شعوبهم سوء العذاب، ويتحالفون مع أعداء الأمة في الخارج وأدواتهم في الداخل.


بفضل الله تبارك وتعالى ثم جهاد ملايين المصريين الأحرار، غادر المستبد العنيد كرسيه كارهاً ومكرهاً مشفوعاً بالصًّغار والذلة اللائقين بأمثاله، من المتفرعنين المتغطرسين، الذين يسومون شعوبهم سوء العذاب، ويتحالفون مع أعداء الأمة في الخارج وأدواتهم في الداخل.

وليس هنالك شك في روعة هذا الإنجاز الباهر، وأنه حلم كان خيالاً وأصبح حقيقة نالت تأييد المحبين لمصر وأهلها، واضطرت الأعداء إلى التسليم والخنوع أمام إرادة شعب حر كريم ثار لكرامته وحقوقه المسلوبة وثرواته المنهوبة على أيدي عصابة علي بابا وشركائه المجرمين. غير أن الاحتفاء بالحدث العظيم، لا ينبغي له أن يحجب رؤية التحديات التي تحيق بالثورة المصرية النظيفة، التي صُنِعَتْ بأيدٍ مصرية 100%.ولا نعني هنا الخوف المشروع من سرقة الإنجاز من قِبَل متربصين أو خلايا عميلة نائمة، فذاك خطر تنبه إليه الشباب بكل يقظة وما زالوا يحرسون ثورتهم بعيون مفتوحة ووعي رفيع أذهل القريب والبعيد.وإنما المقصود برسالة المحبة هذه، أعمق من الخطر المباشر الذي يمكن وأده ما دام صانعو الحدث الكبير يقظين والشعب كله يساندهم حتى بلوغ الغايات المنشودة كاملةً غير منقوصة. فالخطر الأكبر هو انتهاز أعداء مصر المناخ الضبابي السائد، لفرض رؤيتهم الفاسدة لهوية مصر، من دون ضجيج ولا صخب!! ولأن الحق تبارك وتعالى نهانا عن أن نبخس الناس أشياءهم، وأَمَرَنا بأن نشهد بالحق وأن نذكر الفضل لأصحابه، فإننا نؤكد أننا لسنا أول من تنبه إلى هذه القضية المحورية، فقد كان السبق في ذلك لعدد من علماء ودعاة السلفيين في أرض الكنانة-وبخاصة في مدينة الإسكندرية ثاني أكبر المدن المصرية-، وقد جاءت مبادرتهم النبيلة في وقت مبكر، قبل وضوح رؤية الأحداث وحسم نتيجة الاحتجاجات ورحيل رأس النظام !! فقد حذرت الدعوة السلفية هناك من المساس بالمادة الثانية من الدستور المصري، التي تنص على أن "الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع". ودعت إلى تفعيلها بـمراجعة كافَّة التشريعات المخالفة للشريعة.


وقال السلفيون في ختام مؤتمر حاشد عقدوه مساء يوم الثلاثاء 5/3/1432 الموافق 8/2/2011م وحضره نحو 100 ألف شخص بينهم عشرات من الشيوخ والدعاة، بهدف التأكيد على هوية مصر الإسلامية في ظل الإعداد لتعديل الدستور و"تحرش البعض" بالمادة الثانية منه، قالوا: إن الأُمَّةَ لم تَخترْ هذه المادةَ لتَبقى حَبيسةَ الأوراقِ لـمُدَّةِ أكثر مِن ثلاثين سنة! وانتهى اللقاء الضخم إلى إطلاق حملة لجمع توقيعات مليونية للتأكيد على عدم المساس بالقضية الأم. كما تصدر توصيات المؤتمر الذي تحدث فيه كل من: د.محمد إسماعيل المقدم، ود.ياسر برهامي، ود.سعيد عبدالعظيم، ود.أحمد فريد، التأكيد على هوية مِصر؛ "كدَولةٍ إسلاميةٍ مرجعيةُ التشريع فيها إلى الشريعة الإسلامية"، وأن هذه مسألة "تُـحَتِّمُها عقيدةُ الأُمَّة وعَقْدُها الاجتماعيُّ، فضلاً عن دُستورها وتاريخِها عبر خمسة عشر قرنًا"، واعتبروا أن كل ما يخالف الشريعة الإسلامية في نصوص التشريع باطل. إن هذا الخطر حقيقي وليس متوهماً ولا مبالَغاً فيه.فهنالك غلاة القبط من أتباع شنودة الذي ظل يراهن على شريكه في إثارة الفتنة الطائفية: نظام مبارك الذي كشفت الوقائع ضلوع كبار أركانه في تفجير كنيسة الإسكندرية الذي سرعان ما ألقى وزره على حركة حماس الفلسطينية!! وهنالك بقايا النظام البائد الذي كانت مهمته الأساسية على مدى ثلاثة عقود طمس هوية مصر جنباً إلى جنب مع نهب ثرواتها والتنكيل برموزها الممانعة لتغيير هوية بلدهم بالبطش والإكراه.


أما اليهود والصليبيون الجدد فليس حرصهم على مسخ هوية مصر بخفي ولا موارب!! إن تجاهل هذا الخطر المفزع أو التهوين من شأنه، لا يعني سوى إزالة نظام مبارك وتجديد مهمته القذرة التي يجب أن تكون أو الساقطين معه!!

ألا هل بلغت!!
اللهم فاشهد

11/3/1432 هـ
 

المصدر: مهند خليل - موقع المسلم
  • 0
  • 0
  • 2,782

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً