الاستعانة بالصلاة (1)

منذ 2017-04-13

« عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ، قال : حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم بدر ، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف ، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا ، فاستقبل القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" . فما زال يهتف بربه مادًّا يديه ، مستقبلَ القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه . فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله " كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك»

في القرآن الكريم أوامر إلهية كثيرة ، وهي واجبة الفهم ، وواجبة التنفيذ . بل القرآن الكريم كله واجب الفهم ، وواجب التنفيذ . 
واجب الفهم لقول الله عز وجل : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ }  ([1]) .
وواجب التنفيذ لقوله سبحانه : { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ([2]) . 
فقد أوجب الله عز وجل رحمته لمن اتقاه واتبع كتابه . لأن كلمة ( لعل) من الله واجبة ([3]) . 
ومن هذه الأوامر الإلهية الواجبة التنفيذ ، أمره عز وجل لنا أن نستعين بالصبر والصلاة . فقد قال الله سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } ([4]) .
ونحن في هذه الحياة تمر بنا أحداث وأقدار ، وتعترينا شدائد ونوائب ، وكذلك لكل منا في هذه الحياة مطالب ورغائب ، يرجو تحقيقها ويأمل الحصول عليها والفوز بها . وقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين أن يستعينوا بالصبر والصلاة على كلا الأمرين وفي كلتا الحالتين : فلم يذكر في الآية الكريمة ما يستعان عليه بالصبر والصلاة ، ليشمل هذا الإطلاق وهذا الإجمال كلَّ أمر من أمور الدنيا والآخرة . وقد جاء ذلك مفصلا ومبينا في آيات أخرى من القرآن الكريم ، كما جاء تفصيله وتوضيحه في السنة المطهرة كذلك . 
وقد أمرنا الله عز وجل أن نستعين بالصبر والصلاة على التكاليف التي كلفنا بها ، والتي فيها سعادتنا في الدنيا والآخرة ، وأن نستعين بهما في كل ما يعرض للمسلم من شدائد ونوائب ، وما يرجو تحصيله من مطالب ورغائب . فالآيات التي تلي الأمر بالاستعانة بالصبر والصلاة هي قول الله عز وجل :
{ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ (157)}  ([5]) .
ويقول علماء البلاغة إن آيات القرآن يأخذ بعضها بعناق بعض ، أيْ أنّ كل آية وثيقة الصلة بما قبلها وما بعدها . فقوله تعالى : { وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ } عقب قوله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }. يفهم منه ويؤخذ منه أن أول شيء وأهم شيء نستعين عليه بالصبر والصلاة هو الجهاد في سبيل الله ، لأن في الجهاد قتلا واستشهادا . 
ولمّا كان النبي صلى الله عليه وسلم أوفي مظهر للقرآن الكريم ، وأشد الناس مسارعة إلى تنفيذ أوامر ربه جل وعلا ، فقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله الاستعانة بالصلاة في الجهاد : 
ففي غزوة بدر ، جمع الله بين نبيه صلى الله عليه وسلم وبين عدوه على غير ميعاد . إذْ خرج النبي صلى الله عليه وسلم وبعضُ أصحابه لعير قريش ، لا لقتال جيش . ولكنّ أبا سفيان – وكان على رأس قافلة قريش -  استطاع الهرب والنجاة بالقافلة . وكان الله عز وجل وعد نبيه صلى الله عليه وسلم إحدى الطائفتين : إما العير وإما النفير . وقد فاتت العير فلم يبق إلا النفير . وقد اختار الله عز وجل لنبيه وللمؤمنين النفير لحكم كثيرة وغايات عظيمة سجلها القرآن الكريم في قوله تعالى : { وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبْطِلَ البَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ} ([6]) .
في هذه الغزوة – غزوة بدر – جمع الله بين المؤمنين وبين الكافرين على غير ميعاد كما قال سبحانه { إِذْ أَنْتُمْ بِالعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالعُدْوَةِ القُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي المِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ } ([7])
فلم يكن المسلمون على استعداد لحرب ، بينما كان المشركون على أتم استعداد . وكان المسلمون قلة والمشركون كثرة . فماذا كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظات الحاسمة من تاريخ الإنسانية ؟! 
كان منه صلى الله عليه وسلم ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد  « عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما ، قال : حدثني عمر بن الخطاب قال : لما كان يوم بدر ، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف ، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا ، فاستقبل القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" . فما زال يهتف بربه مادًّا يديه ، مستقبلَ القبلة ، حتى سقط رداؤه عن منكبيه . فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله  " كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك» ([8] ) . فأنزل الله عز وجل :     { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ } فأمده الله بالملائكة  .
لم تكن استغاثة رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بالدعاء والتضرع إلى الله والابتهال فحسب ، بل كانت بالصلاة كذلك . فقد روى أبو يعلى والبيهقي في الدلائل عن علي رضي الله عنه قال : « ما كان فينا فارسٌ يومَ بدر غير المقداد ، ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم ، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تحت شجرة حتى أصبح » ([9]) . 
وقد كان من شأنه صلى الله عليه وسلم الإسراع إلى الصلاة إذا نزل به أمر . فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى " . وفي سنن أبي داود عن حذيفة كذلك ، قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة»  ([10]) .
وكان من ثمرات هذه الاستغاثة إمدادُ الله عز وجل المؤمنين بالملائكة ، كما غـشــاهم النعاس أمنة منه ، وأنزل عليهم المطر لغايات كثيرة . وقد سجل القرآن الكريم بأسلوبه المعجز هذه الاستغاثة وثمراتها ، وذلك في قول الله عز وجل : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى المَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14) }  ([11]) . 
هذا مثل من أمثلة استعانة النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة ، وبيانٌ عملي لنا لنقتدي به ونتأسى به صلى الله عليه وسلم . وقد سجله الله عز وجل لنا في القرآن الكريم ليبقى تبصرة وعبرة لمن شاء أن يعتبر ، وتذكيرا لمن شــــاء أن يذكر، كما قال سبحانه : {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }  ([12]) . 
كذلك فإن من بيانه العملي صلى الله عليه وسلم في تنفيذ أمر ربه بالاستعانة بالصلاة ، ما سبق ذكره من أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة . وفزعه صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وشدة مسارعته إليها ، إنما لتفويض الأمر إلى الله عز وجل ليكشف برحمته وحكمته ما نزل بنبيه صلى الله عليه وسلم من كرب وما حزبه من أمر . 
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، كما قال الله عز وجل : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} ([13]) .
فما منا من أحد إلا تنزل به أمور وتلم به أحداث وتعتريه شدائد . وسبيل الخلاص منها والنجاة من شرورها وآثارها أن نفزع إلى الصلاة ، تنفيذا لأمر الله عز وجل من جهة ، واقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم من جهة أخرى . والله المستعان وبالله التوفيق . 

صلاة الاستخارة

رأينا فيما تقدم كيفية الاستعانة بالصلاة فيما نزل من الأمور ، وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيانه العملي في ذلك ، أما هديه صلى الله عليه وسلم في الاستعانة بالصلاة فيما يستقبل من الأمور فقد علمنا صلى الله عليه وسلم الاستخارة في الأمور كلها . فقد أخرج البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن . يقول : إذا هَمّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل :  " اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إنْ كنت تعلم أنّ هذا الأمر – ويسميه باسمه – خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه ، وإنْ كنت تعلم أنّ هذا الأمرَ شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني وأصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به " » .
[أخرجه البخاري في باب قيام الليل ص 70 ج 2 ، وفي كتاب الدعوات ص 101 ج 8 ، وفي كتاب التوحيد ص 141 ج 9 ( مطابع الشعب سنة 1378 ﻫ ) ] . 
[ جاء في كتاب الكلم الطيب لابن تيمية ص 76 ، بتحقيق المحدث محمد ناصر الدين الألبانى ، تعليقا على هذا الحديث : فيه بعد قوله :" وعاقبة أمري " أو قال " عاجل أمري وآجله " على الشك من الراوي . فلعل المصنف هو الذي ضم هذه الزيادة إلى السياق الأول ورفع منها الشك المذكور ، ليكون الداعي على يقين أنه أتى باللفظ النبوي لم يفته منه شيء – قال : ولا بأس بذلك عندي ، والله أعلم . اﻫ ]
وفي كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب لابن قيم الجوزية : جاء في مسند الإمام أحمد " من سعادة ابن آدم استخارة الله ، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله ، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله ، ومن شقوه ابن آدم سخطه بما قضى الله " . 
هذا وصلاة الاستخارة ودعاء الاستخارة معناهما والغاية منهما تفويض الأمر إلى الله عز وجل ، ليختار لنا بعلمه وقدرته وفضله العظيم ما فيه سعادتنا في الدنيا والآخرة . 

-------------------------------------- 

([1]) الآية 29 من سورة ص  . 

([2]) الآية 155 من سورة الأنعام . 

([3]) ( لعل ) حرف ترج إذا كانت من البشر ولكنها إذا أسندت إلى الله كانت واجبة التنفيذ . 

([4]) الآية 153 من سورة البقرة

([5]) الآيات 154 - 157 من سورة البقرة . 

([6]) الآيتان 7 – 8 من سورة الأنفال . 

([7]) الآية 42 من سورة الأنفال . 

([8]) في مختصر تفسير المنار : رواه مسلم وأبو داود والترمذى وابن المنذر وابن أبى حاتم وغيرهم . 

([9]) مختصر تفسير المنار كذلك . 

([10])    المرجع السابق . 

([11])    الآيات من 9 - 14 من سورة الأنفال . 

([12])    الآية 37 من سورة ق

([13])    الآية 21 من سورة الأحزاب . 

 

 

  • 0
  • 0
  • 7,958

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً