إخلاص أهل الباطل
المخلصون، لا يطلبون ذِكرا فذِكر الله لهم لهم كافٍ وشافٍ، هم بين الناس أخفياء؛ ولكنهم تقاة تستضاء بهم الظُلَم؛ فتضيء بهم القلوب والبلاد، ويصنع الله تعالى بهم قدره ويتنقذ بهم أمة محمد. لم تُعدم أمة محمد المخلصون وقد بقي دورهم يتوق لهم
عندما يحدثونك أن حاكما أو رمزا فكريا أو ثقافيا أو غيره من الرموز هو صنيعة غربية أو يهودية لتغيير أفكار الناس وتغريبهم عن دينهم وصنع بطولات وهمية ليمر العدو من خلالها وقهر أمة لصالح سيادة أشخاص أو فئات أو كيان صهيوني لقيط، أو غير ذلك..
فتذكر عندئذ كم هم مخلصون..!
نعم كم كان أهل الباطل مخلصين له؛ حيث توارَوْا هم وقدّموا أشخاصا يكتسبون الأضواء ويأخذون الشهرة ويستمتعون بما شاؤوا من الدنيا، من أجل تمكين عقائد صانعيهم..!
وقد توارى الصانعون وأشرفوا فقط على (تحقيق الأهداف)، آملين تحقيقها وإن لم تُذكر أشخاصهم.
هنا تعرف أن الإخلاص ليس دروشة..! وليس مقصورا فيما يعرضه أصحاب الدروشة، ينتسبون للشرع ولا يفهمونه ويتكلمون عن الإخلاص ولا يتقنونه، يدندنون به ولا يعرفون مجالاته، يتجنب بعضهم الرياء في أداء الصلاة ـ زاعما ـ لكنهم يحاربون على دور وذِكر وشهرة أشخاصهم وأُطرهم وإن سقط الإسلام في بلادهم بل سقطت بلادهم وأهدوها للكافرين والملاحدة على طبق من فضة في غلاف هدايا مزركشة..
نعم أخلَص أهل الباطل لِما أرادوا وخططوا فنفَذ مرادهم في أمة تدور حول نفسها وتضيع مقدراتها، وبدلا من الكرامة هتفت شعوبها اليوم (عاوزين عيش) فألقمها الطغاة بعض الخبز فسكتوا..!
الإخلاص حياة ومأخذ، ممارسة وواقع، موقف ولو مكلِّف، صدْق ولو غاب صاحبه عن الأضواء وتوارى عن الشهرة..
أما ضياع البلاد في مصر والشام، وأمس الأندلس والقوقاز وتركستان، وغدا نخشاه، نخشاه لندرة الإخلاص الذي يعني الجدية والعمل والمأخذ الجاد وتواري النفوس لصالح المضمون والهدف، وتأخير الأشخاص من أجل الراية..
المخلصون، لا يطلبون ذِكرا فذِكر الله لهم لهم كافٍ وشافٍ، هم بين الناس أخفياء؛ ولكنهم تقاة تستضاء بهم الظُلَم؛ فتضيء بهم القلوب والبلاد، ويصنع الله تعالى بهم قدره ويتنقذ بهم أمة محمد.
لم تُعدم أمة محمد المخلصون وقد بقي دورهم يتوق لهم
(أما صلاح الدين فالأخبار عنه لها شجون
رجل الشؤون العسكرية والمهارة والفنون
وسلوا الصليبيين عنه سلوا القلاع سلوا الحصون
تنبئكم ودموعهن على الخدود وفى العيون
أن الرجال إذا نووا صنع العجائب يصنعون
واليوم دور المخلصين فأين أين المخلصون..؟!)
- التصنيف: