مع القرآن - وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ

منذ 2017-08-08

{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }  [النور 45]

ينزل سبحانه المطر فينبت من أصناف الأعشاب و الثمار و مختلف أنواع النباتات ما يستحق العجب و الانبهار من اختلاف الألوان و الأطعمة و الروائح و الفوائد و الاستخدامات .

كذا خلق سبحانه كل دواب الأرض من ماء فكما ينمو جنين الإنسان من ماء الرجل ينمو جنين الحيوان و سائر أنواع الدواب من ماء الذكر , و من لا يتوالد فإنما ينمو من رطوبات مائية أيضاً , ثم تجد منها الزواحف و منها الأنعام و منها من طغى و تجبر و قال أنه من الله أكبر , فسبحان من خلق الإنسان من ماء مهين ثم أمهله و أمهله و إذا تاب استقبله .

قال تعالى :

{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }  [النور 45]

قال السعدي في تفسيره :

ينبه عباده على ما يشاهدونه، أنه خلق جميع الدواب التي على وجه الأرض، {مِنْ مَاءٍ } أي: مادتها كلها الماء، كما قال تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }

فالحيوانات التي تتوالد، مادتها ماء النطفة، حين يلقح الذكر الأنثى. والحيوانات التي تتولد من الأرض، لا تتولد إلا من الرطوبات المائية، كالحشرات لا يوجد منها شيء، يتولد من غير ماء أبدا، فالمادة واحدة، ولكن الخلقة مختلفة من وجوه كثيرة، { فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ } كالحية ونحوها،  { وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ } كالآدميين، وكثير من الطيور، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ } كبهيمة الأنعام ونحوها. فاختلافها -مع أن الأصل واحد- يدل على نفوذ مشيئة الله، وعموم قدرته، ولهذا قال: { يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } أي: من المخلوقات، على ما يشاؤه من الصفات،  {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }  كما أنزل المطر على الأرض، وهو لقاح واحد، والأم واحدة، وهي الأرض، والأولاد مختلفو الأصناف والأوصاف { وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 5
  • 3
  • 36,885
المقال السابق
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
المقال التالي
لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً