مع القرآن - أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ

منذ 2017-09-06

أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ (208) ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)

يوسوس الشيطان لأتباعه باستعجال عذاب الله تحدياً للخالق سبحانه , و يخفي عنهم و ينسيهم أن ما هم فيه إنما هو إمهال من الله , فإذا نزل قضاء الله فلا راد لقضاءه , فمهما طال الإمهال و مهما طال العمر ستأتي ساعة الحساب و الجزاء لا محالة , و ساعتها سينسى النعيم , و لن يتذكر متذكر إلا ما هو فيه من فرح أو كدر , و ساعتها لن تنفعهم وسوسة الشياطين و إنما تنفع كلمات الله التي عمل بها العاملون فنجوا من عذابه و دخلوا في رضوانه , أما الشياطين و أتباعهم فلا سلطان لهم على وحي و لا حق معهم يرتجى .

{أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (204) أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ (208) ذِكْرَىٰ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209) وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210)وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)} [الشعراء]

قال السعدي في تفسيره :

" {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ} "

أَغَرَّ هؤلاء إمهالي , فيستعجلون نزول العذاب عليهم من السماء؟

" { أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ } "

" {ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ } "

أفعلمت - أيها الرسول - إن مَتَّعناهم بالحياة سنين طويلة بتأخير آجالهم , ثم نزل بهم العذاب الموعود؟

" {مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} "

ما أغنى عنهم تمتعهم بطول العمر , وطيب العيش , إذا لم يتوبوا من شركهم؟ فعذاب الله واقع بهم عاجلًا أم آجلًا.

" {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ} "

" {ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ} "

وما أهلكنا مِن قرية من القرى في الأمم جميعًا, إلا بعد أن نرسل إليهم رسلًا ينذرونهم, تذكرة لهم وتنبيهًا على ما فيه نجاتهم, وما كنا ظالمين فنعذب أمة قبل أن نرسل إليها رسولًا.

" {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} "

" {وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} "

" {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} "

وما تَنَزَّلَتْ بالقرآن على محمد الشياطين- كما يزعم الكفرة- ولا يصح منهم ذلك , وما يستطيعونه؛ لأنهم عن استماع القرآن من السماء محجوبون مرجومون بالشهب.

" {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ} "

فلا تعبد مع الله معبودًا غيره, فينزل بك من العذاب ما نزل بهؤلاء الذين عبدوا مع الله غيره.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 0
  • 0
  • 7,825
المقال السابق
كَذَٰلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
المقال التالي
وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً