في داخلنا طغيان..!
يمارس الكثير طغيانا عندما يتحسسون فرصة للتمادي دون أن يُرد عليهم، وحين يكونون أقوياء وسط ضعفاء، أيا كان سبب الضعف.
أشد ما نخشاه هو الطغيان، ويجب علينا الخوف أن نقع نحن فيه.. {وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ}.
لكن لا بد من الحذر ففي داخل كل منا طغيان، تراه حين تجد فرصة لإخراجه وممارسته؛ الفارق فقط في بيئة وأدوات الطغيان، وإمكان تنفيذه وممارسته..
يمارس الكثير طغيانا عندما يتحسسون فرصة للتمادي دون أن يُرد عليهم، وحين يكونون أقوياء وسط ضعفاء، أيا كان سبب الضعف.
في بيئة العمل يطغى من يملك منصبا ولو رئيس عمال النظافة..! على عمال النظافة؛ فما بالك بمن فوقه..؟!
رجال أعمال يطغون ويهينون عمالهم الضعاف، الذين يتأكدون احتياجهم وصبرهم على الإهانة من أجل لقمة العيش حيث لا يوجد بديل مناسب..
رموز عامة وأكاديمية تعطيهم مناصبهم أو شهرتهم سلطة وقداسة.. وقد يمارسون التسلط على الناس وعلى المجتمع فيتعدون على البسطاء من الناس بمناصبهم.. حتى يصلون الى حد إهانة المجتمع وازدرائه والتعدي على دينه وهويته، وهم يعلمون أن يكذبون ويخونون..!
البعض يستمتع بفرصة تبعية الآخرين له فيفرضون على الناس مذلة الانقياد..
عندما يكبر الداء نجد من تكون فرصة طغيانه بلد وأدواته جيش والخاضعون له أمة؟
قال بعض العارفين: (في داخل كل منا (أنا ربكم الأعلى) لكن فرعون قدر فقال، وغيره عجز فكتم).
الأمان هو العدل والانصاف.. تعلم ألا تطغى ليكف الله تعالى عنا طغيانا أشد.
من يمتلك موهبة القيادة يجب أن يحمل على عاتقه عبء قيادة الناس للخير وتحمل أذاهم والصبر على تأخر استجابتهم واستمرار نصحهم وتقديم الخير للناس.. وأن يكون في أمته، وبأمته، علامة فارقة لإقامة الدين وإصلاح الدنيا به.
كلما زادت الموهبة زاد التكليف، لتتقدم به في الجنة، لا للطغيان على الناس.
خذ مكانك ولا تتخطاه، كن قويا في غير كبر، ورحيما في غير ضعف.. خذ مساحتك واحفظ للناس مساحتهم ومكانتهم.. لعل الله يرحمنا ويرحمك.
- التصنيف: