ترامب ..واستعجال غضب الرب..!
تهويد القدس ليس مجرد قرارٍ بنقل سفارة، أو مشروعٍ بهدم مسجد لبناء معبد!.. إنما يرتبط هذا وذاك بعقيدة كتابية تقترن بمنظومة دينية فكرية مترابطة متشعبة، تبدأ من السيطرة على فلسطين؛ وتنتهي بالسيطرة على العالم.
لماذا وقف (ترامب الصليبي) هذا الموقف الصعب والصلب، وراء العدو اليهودي المتباهي بقتل مسيح النصارى، الذي قالوا عنه إنه الله أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة..؟، ولماذا تحدى كل من تحداه، وضرب عرض الحائط بنداء من ناداه ورجاء من ترجَّاه، مسارعًا بتنفيذ أحد وعوده الانتخابية للدولة اليهودية، قبل أن تعصف به الفضيحة الروسية في حملته الدعائية..؟
لابد أن تعلم الأجيال الحاضرة أولا أبعاد مايجري، وأن تفهم أن «تهويد القدس» وتأمين مستقبلها كعاصمة لليهود هو تمهيد وتوطئة يتواطأ على تنفيذها النصارى مع أعدائهم وقتلة ربهم - حسب زعمهم - لأغراض، هي عند أكثرهم عقدة وعقيدة، وماض وحاضر،وهو عند جميعهم محور تاريخ المستقبل..
تهويد القدس ليس مجرد قرارٍ بنقل سفارة، أو مشروعٍ بهدم مسجد لبناء معبد!.. إنما يرتبط هذا وذاك بعقيدة كتابية تقترن بمنظومة دينية فكرية مترابطة متشعبة، تبدأ من السيطرة على فلسطين؛ وتنتهي بالسيطرة على العالم، مروراً بتهويد القدس كلها، وفلسطين بأكملها، وما يسمونه بأرض «إسرائيل الكبرى» بتمامها، لأنها ستكون (مملكة المسيح) القادم من نسل داوود في اليوم الذي يصفونه بأنه (يوم الغضب)..؟ فترامب لم يخرق إجماع النصارى، بل عبر - بجنونه - عنه، فجميعهم يؤمنون بعودة المسيح للقدس كعاصمة لدولته، و يوقنون بجلوسه في الهيكل منبرًا لدعوته، ليحكم العالم من «أورشاليم» (القدس) بعد مدة زمنية يحكمها اليهود ويحكمون من خلالها العالم.!
ولأن النصارى يعتقدون أن المنتظر العائد في آخر الزمان هو عيسى - عليه السلام - بذاته؛ في حين أن اليهود يعتقدون أنه نبي آخر خاص بهم وخالص لهم، وهو آخر أنبيائهم؛ فإن الطرفين يتعاونان - برغم بُغض بعضهما لبعض، وتكفير بعضهما لبعض - للتهيئة لمجيء ذلك المخلص الموعود، متفقين على أن شروط مجيئه ثلاثة؛ كما هو مسطور في كتبهم:
1 - إعادة اليهود لفلسطين، وإقامة دولة يهودية خالصة بهم.. وقد حدث..!
2 - استعادة القدس كلها واتخاذها عاصمة لها... وهو الآن يحدث..!!
3 - إعادة بناء هيكل سليمان على هيئته اليهودية على أنقاض المسجد الأقصى وقبة الصخرة.. وهو مالابد أن يبذل المسلمون كل ما يستطيعون مستعينين بالله لئلا يحدث..
أغلب ظني أن اليهود لم يؤخروا هدم الأقصى إلا انتظارا لهذه اللحظة، التي أصبحوا فيها شبه مستيقنين بإنهاء وإنهاك جميع جماعات ومكونات المسلمين.. وقد يفاجئون العالم - كما فعلوا في نهاية الألفية الثانية، فيدعون عثورهم على «البقرة الحمراء العاشرة» المطلوب ذبحها عند (قُدس الأقداس) قرب الصخرة أو على أعتابها، بحيث تكون بقرة لافارض ولا بكر عوان بين ذلك.. يشترط فيها أن تكون لا ذلول، تثير الأرض ولا تسقي الحرث، مسلمة لاشية فيها.. وأن تكون بقرة صفراء أو حمراء فاقع لونها تسر الناظرين، فهذا في دينهم وعقيدتهم يُسمى (الشريعة الأبدية)..ﻷنهم كما يقول حاخاماتهم؛ لن تصلح عبادتهم إلى الأبد إلا بعد العثور عليها وذبحها والتطهر بالمياه الممزوجة برمادها...!
هل صحيح أننا صرنا نعيش عصر البقر..وسيادة رعاة البقر.. و زمان علو من عبدوا العجل وقدسوا البقر... واستعملوا علينا كائنات في أشكال الرجال ولكن بعقول العجول و وأدمغة البقر..!.. ربما..!.
ولكن مؤتمرات القمة القادمة - لو انعقدت - يتأكد فيها الخبر..إذا اتفق الجميع فيها على استئناف.. عملية السلام بين الذئاب والخراف..!