الرجوع الى النور الأول

منذ 2018-01-23

ارجع الى النور الأول، وكن مع (الأمة) مع (الإسلام) مع (الشرعية) أينما كانت وعلى يد من كانت.. تعلم في أي مدرسة شرعية أو أي اتجاه شئت؛ لكن لا تخسر بقية أمتك ولا تترك البديهيات الأولى واحفظ قلبك؛

الرجوع الى النور الأول

في بدايات التدين والاستقامة (الالتزام) يسعى الشخص لأن يؤدي فرض ربه ولا يخطر بباله التقدم على الناس.. ثم يأتي للشيطان سهم فينافس على الإمامة والتقدم.. أو يتعصب لإمامة شخص من طائفته دون آخر..!

 

يسعى المسلم في بداياته لاستماع موعظة طيبة يُصلح بها قلبه.. ولا يخطر بباله أن ثمة منافسة هنا.. لكن يأتي الشيطان فيسعى بشهوة للتقدم والكلام بمقصود التقدم والكلام والشهرة.. أو يتعصب ليتكلم أو يخطب شخص من طائفته دون آخر..!

 

في بداية النور الأول يسعى المسلم أن يكون بين صف خير البريّة، المؤمنين، كقول العبد الصالح نبي الله سليمان {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19] حيث تركيز اهتمامه للنجاة يوم الحشر العظيم.. ثم يأتي الشيطان فيسعى الشخص لنصر طائفة دون أخرى والتعصب لها ورؤيتها دون غيرها، ويرى لها حقا دون أخرى..!

 

في نور الالتزام الأول يتقطع قلب الإنسان من أجل (أُمته) ولجميع المسلمين في كل مكان بالعالم.. فإذا ظفر به الشيطان اهتم باتجاه أو جماعة أو شيخ وأتباع دون آخرين..!

 

في نور الالتزام الأول يفرح المسلم بانتشار الإسلام في أي موقع وبوصول (الدين) الى أي مكان، ونجاح (أي داعية من أي اتجاه اسلامي) في نشر الخير، ويفرح بانتصار (المسلمين) في أي مكان، واقتراب تحكيم الشريعة في أي موطن ولا يهمه على يد مَن؟ أو باسم مَن؟ إذ ما يحرك قلبه هو (الإسلام، والأمة، والدين، والشريعة).. نقي القلب تقيّه.

 

فإذا ظفر به الشيطان هاجت في قلبه الأحزان أن انتصر الدين على يد هذه الطائفة! وتمنى أن ينكسر هؤلاء ولو انكسر بهم الإسلام..! ويحب بعضهم أن يحكمه علماني فيعطيه الطاعة وشرعية التغلب ويزعم له تطبيق الشريعة؛ في حين لما جاءه حاكم مسلم بحرية واختيار، ويسعى لإقامة الشريعة ونصرة هوية الإسلام؛ فيسقطه ويعاديه ويسقط شرعيته بحجة أنه لا يحكم بالشريعة.. يذكرك هذا ببعض من أسلم من النصارى ثم كان معتزليا أو أشعريا فقال أهل بعض الفرق المنافسة (ليته بقي على دينه)..!

 

يحب صاحب النور الأول كل عالم وداعية وكل من يدله على ربه.. فإذا ظفر به الشيطان تعصب لشخص وقول ومدرسة، وكره ما سواها، ونسي مصطلح (الأمة) وضاق قلبه عنها وضعف بصره عن رؤية من سوى شيخه.. فيفقد خيرا كثيرا ويُحرم من ذوق علوم وأعمال كثيرة حين قصر نفسه على غير معصوم..

 

يطفئ حظ النفوس وشهواتها نورا كثيرا من قلب العبد.. كما يطفئ التعصب طيبة كثيرة، ويُفقد سعة القلب واتساع البصر..

 

لا يظن الكثير في بداية أمره أن داخل الطريق شياطين قاطعة وحِراب مصوبة، لكنه استجاب وانغرز فيه الكثير.. لكن لما كان الأمر بطيئا ومتدرجا لم يشعر بالحِراب النافذة في قلبه والتي عطلته وكبلته عن طريق ربه.. فإذا انقشع الغبار بعد المضمار علم أفرسا تحته ـ كان ـ أم حمار.. وفي الأثر (ما من إله تحت أديم السماء يُعبد من دون الله أعظم من الهوى) إنه يتخلل النفوس والقلوب، في المحراب كان أم فوق منبر أم في محل الفتوى ومكان التوجيه..

 

لذا ارجع الى النور الأول، وكن مع (الأمة) مع (الإسلام) مع (الشرعية) أينما كانت وعلى يد من كانت.. تعلم في أي مدرسة شرعية أو أي اتجاه شئت؛ لكن لا تخسر بقية أمتك ولا تترك البديهيات الأولى واحفظ قلبك؛ لا يجرك صاحب هوى وإن تدلت لحيته وبكى، فلصحة الطريق دلالات كالشمس لا تغطي عليها رطانة مدندن ولا بكاء متشحتف ولا زخرف مبطل.. حاكمهم الى قواطع الدين ينكشف أمرهم وتظهر عوراتهم وتحفظ نفسك وقلبك.. اللهم هل بلغت..؟

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 3
  • 0
  • 2,789
  • الوعد الحق

      منذ
    الله أكبر ، حفظكم الله وزادكم علماً وإيماناً الداعية الفاضل مدحت القصراوي

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً