نعم نحن .. فمن يكون غيرنا..؟!
قد اعتدنا أن نرى الإسلام كالشمس إن غاب عن بلد ظهر في آخر.. فهل آن أن تنبلج شمسه في أرض تفجأ العدو وتنكؤه.. وتتعلق بها قلوب المؤمنين..؟
في الغوطة نحن.. تجدنا.. نعم نحن في الغوطة.. أنين وصراخ وذهول..
أولئك الأطفال الشاردون والذاهلون هم أبناؤنا ـ ابني وابنك ـ وتلك النساء هي أعراضنا، وأمهاتنا وأخواتنا.. وهم يحارَبون على نفس الدين الذي نحمله.. لا شيء آخر.
ولو قلبت نظرك الى القدس وهو يُنهَب سترانا هناك.. حائرون وتائهون، والأهم: لا يملكون..!
في مصر المتراجعة والبائعة والمنسلة والمتسللة خارج الوجود.. تجدنا أيضا حيث وجوهنا شاحبة.
في اليمن وهو يمزق، ستجد نفس الأمة.. وهي تدرك شيئا واحدا ومحددا، وهو أنها لا تدري!
في ليبيا حائرة وتائهة، وفي تونس تناكف نفسها حيث لا تجد من تناكفه، وفي الجزائر والمغرب بين استبداد ومضحكات وعبوديات تستخرج من عمق التاريخ..
يتقلب العراق في أحضان المجوس، ويدعي الأمن في حضن الأفاعي..
والخليج يتعرى ثم يتعرى ثم يرقص ثم يرضخ وعينه على علامات الرضا أو السخط على وجه السيد الغربي وإلا أطلق عليهم كلابه القابعة تحت راية (المقاومة)!!..
لا يجد الناس قوة واحدة من أهل الأرض تقف معهم.. فكل القوى تعاديهم بمن فيهم أبناؤهم عندما ينتقلون من البيوت الى صفوف الجيوش.. وتغيير شريحة الفهم حيث تُركَّب في الرؤوس..! فيقتلونهم بالبراميل المتفجرة في سوريا كما يحرقونهم أحياء في بقية شوراعنا ويطلقون على الأمة نفسها قذائف دباباتهم التي اشتروها من أموالهم..!
وعندما قامت بعض القوى لتدعي لنفسها القوة وإقامة الخلافة قطعت رقاب الأمة لا العدو وناوأت المجاهدين بزعم أنهم كفروا إذ لم يدخلوا تحت طوعهم! فبغضوا الناس فيهم وأبغضهم الناس وأصبحوا عبئا عليهم لا ملاذا لهم، وافترقوا عن المجاهدين وفارقوهم، خذلوا إخوانهم وأسلموهم.. فلما جاء يوم جادّ انكشفوا حيث كانوا قد طعنوا عمقهم بأيديهم.
تلك لحظة تاريخية ينتهز فيها الجميع مكسبا إذ يرونها لحظة تاريخية للإجهاز على الأمة.. فجاء المجوس وجاء الروس وجاء الغرب..
طمع الإيرانيون بتغيير ديمغرافي وتغيير المجتمعات.. وصل الأمر الى {لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا}.. الى هذا طمع الكلاب.
تلك هي الأمة التائهة اليوم.. لكنها أمة عجيبة؛ فهي مهددة بالفناء وفي الوقت نفسه تحمل بذور القيام كما تحمل عوامل إرعاب العدو.. حتى قالت ميركل ـ وتبِعها إخوانها ـ في قمة الثمانية قبل عامين (فلنعترف أن الأمور في الشرق الأوسط كادت أن تخرج عن السيطرة).. تقصد يوم أن خرج الناس في ثوراتهم التي كادت أن تنجح ويملك الناس زمام أمورهم.
يحتاج الناس اليوم ملاذا مؤمنا، وقوة حامية، وقيادة مخلصة..
أمواج الفتن تفور.. لكن قد لا يسيطر عليها مثيروا الأمواج..
لقد اعتدنا أن نرى الإسلام كالشمس إن غاب عن بلد ظهر في آخر.. فهل آن أن تنبلج شمسه في أرض تفجأ العدو وتنكؤه.. وتتعلق بها قلوب المؤمنين..؟
على يقين من هذا بإذن ربنا تعالى.. ذلك وعده، وقد صدق
- التصنيف: