(الدنيا) في أحاديثه صلى الله عليه وسلم (1)

منذ 2018-04-01
(الدنيا) في أحاديثه صلى الله عليه وسلم (1)

بسم الله الرحمن الرحيم

(الدنيا)  في أحاديثه  -صلى الله عليه وسلم-:

  • «رأيت ذات ليلة، فيما يرى النائم، كأنا في دار عقبة بن رافع. فأتينا برطب من رطب ابن طاب. فأولت: الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة. وأن ديننا قد طاب» (مسلم 2270).
  • «بشرى الدنيا الرؤيا الصالحة» (الطبراني/صحيح الجامع 2822).

أي بشرى المؤمن في الدنيا «الرؤيا الصالحة» يراها في منامه أو ترى له فيه، والبشارة: الخبر الصدق السارّ. وأما قوله تعالى: {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران:21] فاستعارة تهكمية.

  • «قال الله تعالى: وعزتي وجلالي، لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي» (صحيح الجامع 4332).

قال المناوي في فيض القدير: فمن كان خوفه في الدنيا أشد كان أمنه يوم القيامة أكثر وبالعكس، وذلك لأن من أعطى علم اليقين في الدنيا طالع الصراط وأهواله بقلبه، فذاق من الخوف وركب من الأهوال ما لا يوصف، فيضعه عنه غداً ولا يذيقه مرارته مرة ثانية، وهذا معنى قول بعض العارفين: (لأنه لما صلى حر مخالفة الهوى في الدنيا لم يذقه اللّه كرب الحر في العقبى). قال القرطبي: (فمن استحى من اللّه في الدنيا مما يصنع، استحى اللّه عن سؤاله في القيامة، ولم يجمع عليه حياءين، كما لم يجمع عليه خوفين).
 

  • «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار» (البخاري 6389).

عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة …» .

وفي رواية لمسلم (2690): سأل قتادة أنسا: أي دعوة كان يدعو بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار». قال: وكان أنس، إذا أراد أن يدعو بدعوة، دعا بها. فإذا أراد أن يدعو بدعاء، دعا بها فيه.

وفي رواية لمسلم (2688) عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ. فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟» قال: نعم. كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سبحان الله! لا تطيقه - أو لا تستطيعه - أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»  قال: فدعا الله له.فشفاه.

  • «اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقام، فإن جار الدنيا يتحول» (حسن/ صحيح الأدب المفرد 86).

أي أستجير وأعتصم «بك من جار السوء»  أي من شره «في دار المقامة» الإقامة، فإنه هو الشر الدائم والأذى الملازم «فإن جار البادية يتحول» فمدته قصيرة يمكن تحملها فلا يعظم الضرر فيها.

  • «اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر». كان يتعوذ بهن في دبر كل صلاة.  (صحيح النسائي/ الألباني 5494).
  • «اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عدانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا» (حسن / صحيح الترمذي/ الألباني 3502).
  • «سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنه لا يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت شهيدا أو شفيعا يوم القيامة» (حسن/ صحيح الجامع 3637).

«سلوا اللّه ليَّ الوسيلة» المنزلة العلية، والمراد بها هنا «أعلى درجة في الجنة». قال القاضي: وأصل الوسيلة ما يتقرب به إلى غيره. وإنما سميت (وسيلة) لأنها منزلة يكون الواصل إليها قريباً من اللّه، فتكون كالوصلة التي يتوسل بالوصول إليها والحصول فيها إلى الزلفى منه تعالى، والانخراط في غمار الملأ الأعلى. أو لأنها منزلة سنية ومرتبة علية يتوسل الناس بمن اختص بها ونزل منها إلى اللّه تعالى شفيعاً مشفعاً يخلصهم من أليم عذابه.

  • «ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه» (صحيح أبي داود 5042).

قال المناوي:  «ما من مسلم يبيت على ذكر» للّه تعالى من نحو قراءة وتكبير وتسبيح وتهليل وتحميد «طاهراً» عن الحدثين والخبث طهارة كاملة ولو بالتيمم بشرطه «فيتعارّ» انتبه من نومه «من الليل» أي وقت كان، والثلث الأخير أرجى لذلك، فمن خصه بالنصف الثاني فقد حجر واسعاً «فيسأل اللّه خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه».

  • «من أوى إلى فراشه طاهرا، لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه» .  (حسن غريب/ الكلم الطيب بتحقيق الألباني 43).
  • «إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة» (مسلم 757).
  • «يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» (البخاري 6321).
  • «ينزل الله ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله عز و جل» (صحيح/ تخريج كتاب السنة لابن أبي عاصم/ الألباني 509).
  • «إن الله – تعالى – ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب» (صحيح لغيره/تخريج المشكاة- الألباني 1205).

وخص شعر غنم (كلب) لأنه لم يكن في العرب أكثر غنماً منهم.
 

  • «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها» (صحيح/أبو داود 1464).
  • «من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار [من الأجر] والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة، يقول ربك عز وجل: اقرأ وارق بكل آية درجة، حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول الله عز وجل للعبد: اقبض. فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم. يقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم» (حسن/ صحيح الترغيب للمنذري-الألباني 638).
  • «يأتي القرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران، يأتيان كأنهما غيابتان، وبينهما شرق، أو كأنهما غمامتان سوداوان، أو كأنهما ظلتان من طير صواف يجادلان عن صاحبهما» (صحيح الجامع 7994). 

«كأنهما غمامتان» أي سحابتان تظلان قارئهما من حر الموقف، وكرب ذلك اليوم المهول «أو غيابتان» مثنى غيابة، وهي ما أظل الإنسان.  

  • «من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به؛ ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بم كسبنا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن» (حسن لغيره/ صحيح الترغيب 1434).

وفي رواية (الطبراني في الأوسط، والسلسلة الصحيحة 2829): يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك، و أظميء هواجرك، وإن كل تاجرا من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر، فيعطى المُلك بيمينه، والخُلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهم الدنيا وما فيها، فيقولان: يا رب أنى لنا هذا؟ فيقال: بتعليم ولدكما القرآن.
 

  • «فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا» (البخاري 6804).

عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:  «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم، ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا، قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة، قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم».

  • «صلاة في مسجدي هذا، أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، هو أرض المحشر والمنشر، وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط – أو قال: قوس – الرجل حيث يرى منه بيت المقدس؛ خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعا» (صحيح الترغيب 1179).

عن أبي ذر -رضي الله عنه- أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه...».

  • «إن طالب العلم تحفه الملائكة وتظله بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا حتى يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب» (صحيح الترغيب 71).

عن صفوان بن عسال -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي وهو في المسجد متكيء على برد له أحمر، فقلت له: يا رسول الله إني جئت أطلب العلم، فقال: «مرحبا بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة وتظله بأجنحتها..».

  • «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه» (مسلم 2699) .
  • «ثلاث أحلف عليهن: لا يجعل الله تعالى من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة، والصوم، والزكاة، ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة، ولا يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم، والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم: لا يستر الله عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة» (صحيح الجامع 3021)

«ثلاث أحلف عليهنّ» أي على حقيقتهن «لا يجعل اللّه تعالى من له سهم في الإسلام» من أسهمه الآتية «كمن لا سهم له» منها، أي: لا يساويه به في الآخرة «وأسهم الإسلام» هي «ثلاثة: الصلاة» أي المفروضات الخمس «والصوم» أي صوم رمضان «والزكاة» بسائر أنواعها، فهذه واحدة من الثلاث (و) الثانية «لا يتوفى اللّه عبداً» من عباده «في الدنيا» فيحفظه ويرعاه ويوفقه «فيوليه غيره يوم القيامة» بل كما يتولاه في الدنيا التي هي مزرعة الآخرة، يتولاه في العقبى، ولا يكله إلى غيره (و) الثالثة «لا يحب رجل قوماً» في الدنيا «إلا جعله اللّه» أي حشره «معهم» في الآخرة، فمن أحب أهل الخير كان معهم، ومن أحب أهل الشر كان معهم، والمرء مع من أحب «والرابعة لو حلفت عليها» كما حلفت على أولئك الثلاث «رجوت» أي أملت «أن لا آثم» أي لا يلحقني إثم بسبب حلفي عليها، وهي: «لا يستر اللّه عبداً في الدنيا، إلا ستره يوم القيامة» في رواية الحاكم «في الآخرة» بدل يوم القيامة..أفاده المناوي في فيض القدير.

  • «من رد عن عرض أخيه في الدنيا، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة» (أحمد والترمذي/ صحيح الجامع -الألباني 6262) .

«من رد عن عرض أخيه» في الدين، أي: رد على من اغتابه، وشان من أذاه وعابه «رد اللّه عن وجهه» أي ذانه وخصه، لأن تعذيبه أنكى في الإيلام وأشد في الهوان «النار يوم القيامة» جزاء بما فعل، وذلك لأن عرض المؤمن كدمه، فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه، ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه، فيجازى على ذلك بصونه عن النار يوم القيامة، إن كان ممن استحق دخولها، وإلا كان زيادة رفعة في درجاته في الآخرة في الجنة.

  • «من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة» (ابن ماجة/صحيح الجامع 6614)

‏  «من يسر على معسر» مسلم أو غيره، بإبراء أو هبة أو صدقة أو نظرة إلى ميسرة، وإعانة بنحو شفاعة أو إفناء يخلصه من ضائقة «يسر اللّه عليه» مطالبه وأموره «في الدنيا» بتوسيع رزقه، وحفظه من الشدائد، ومعاونته على فعل الخيرات (و) في «الآخرة» بتسهيل الحساب، والعفو عن العقاب، ونحو ذلك من وجوه الكرامة والزلفى، ولما كان الإعسار أعظم كرب الدنيا لم يخص جزاؤه بالآخرة بل عممه فيهما

  • «لقد أنزلت على آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا» (مسلم 1786)

عن أنس -رضي الله عنه- قال: لما نزلت: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} إلى قوله: {فَوْزًا عَظِيمًا}. [الفتح:1- 5] مرجعه من الحديبية، وهم يخالطهم الحزن والكآبة. وقد نحر الهدى بالحديبية. فقال -صلى الله عليه وسلم-: «لقد أنزلت على آية...».

  • «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها» (مسلم 725)
  • «لهما أحب إلي من الدنيا جميعا» (مسلم 725)

عن عائشة -رضي الله عنها، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ أنه قال، في شأن الركعتين عند طلوع الفجر: «لهما أحب إلي من الدنيا جميعا».

  • «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا. فكان لليهود يوم السبت. وكان للنصارى يوم الأحد. فجاء الله بنا. فهدانا الله ليوم الجمعة. فجعل الجمعة والسبت والأحد. وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق» (مسلم 856)
  • «أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام؛ فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة، ويمحو عنك سيئة. وأما وقوفك بعرفة؛ فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثا غبرا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوبا غسلها الله عنك. وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك. وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك» «صحيح الجامع 1360»
  • «أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر» (مسلم 2723)

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أمسى قال: «أمسينا وأمسى الملك لله..».

  • «ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من [اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة]» (صحيح الترغيب 3388)

قال الزمخشري: المعافاة أن يعفو الرجل عن الناس، وأن يعفوا هم عنه، فلا يكون يوم القيامة قصاص. مفاعلة من العفو. وقيل: هي أن يعافيك اللّه من الناس، ويعافيهم منك. وقيل: يغنيهم عنك ويغنيك عنهم، ويصرف أذاهم عنك وعكسه
 

  • «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة» (صحيح/ أبو داود 5074)

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-ما قال: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عورتي وآمن روعاتي؛ اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» . يعني الخسف.

  • «سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، فإذا أعطيت العافية في الدنيا والآخرة فقد أفلحت» (صحيح الأدب المفرد للبخاري/ الألباني 495)
  • «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة» (حسن لغيره/ صحيح الترغيب 890)

قالوا: وهذا من جوامع الكلم. قال الماوردي: وللمعروف شروط لا يتم إلا بها، ولا يكمل إلا معها، فمنها: ستره عن إذاعته، وإخفاؤه عن إشاعته. قال بعض الحكماء: إذا اصطنعت المعروف فاستره، وإذا اصطنع إليك فانشره، لما جبلت عليه النفوس من إظهار ما أخفى وإعلان ما كتم. ومن شروطه تصغيره عن أن تراه مستكبراً، وتقليله عن أن يكون عنده مستكثراً، لئلا يصير مذلاً بطراً أو مستطيلاً أشراً. قال العباس: (لا يتم المعروف إلا بثلاث خصال تعجيله وتصغيره وستره). ومنها: مجانبة الامتنان به، وترك الإعجاب بفعله، لما فيه من إسقاط الشكر وإحباط الأجر. ومنها: أن لا يحتقر منه شيئاً، وإن كان قليلاً نزراً، إذا كان الكثير معوزاً، وكنت عنه عاجزاً.  
 

  • «يا أبا ذر: ما أحب أن لي أحدا ذهبا وفضة، أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت أدع منه قيراطا» قلت: يا رسول الله قنطارا؟ قال: «يا أبا ذر، أذهب إلى الأقل وتذهب إلى الأكثر، أريد الآخرة، وتريد الدنيا؟! قيراطا» . فأعادها علي ثلاث مرات (صحيح الترغيب 932)
  • «يا جرير: تواضع لله، فإنه من تواضع لله في الدنيا رفعه الله يوم القيامة. يا جرير: هل تدري ما الظلمات يوم القيامة؟ قلت: لا أدري قال: ظلم الناس بينهم»، ثم أخذ عويدا لا أكاد أراه بين إصبعيه فقال: «يا جرير: لو طلبت في الجنة مثل هذا لم تجده» قلت: يا أبا عبد الله، فأين النخل والشجر؟ قال: «أصولها اللؤلؤ والذهب، أعلاه الثمر» (صحيح الترغيب 3733)
  • «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» (مسلم 1467)

«الدنيا متاع» فهي مع دناءتها إلى فناء، وإنما خلق ما فيها لأن يستمتع به مع حقارته، أمداً قليلاً ثم ينقضي. والمتاع ما ليس له بقاء. قال في الكشاف: شبه الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام، ويغرّ حتى يشتريه، ثم يتبين له فساده ورداءته «وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» قال الحرالي: فيه ايماء إلى أنها أطيب حلال في الدنيا، أي لأنه سبحانه زين الدنيا بسبعة أشياء ذكرها بقوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ..} الآية. وتلك السبعة هي ملاذها وغاية آمال طلابها، وأعمها زينة وأعظمها شهوة النساء، لأنها تحفظ زوجها عن الحرام، وتعينه على القيام بالأمور الدنيوية والدينية، وكل لذة أعانت على لذات الآخرة فهي محبوبة مرضية للّه، فصاحبها يلتذ بها من جهة تنعمه وقرة عينه بها، ومن وجهة إيصالها له إلى مرضاة ربه وإيصاله إلى لذة أكمل منها. قال الطيبي: وقيد بالصالحة إيذاناً بأنها شر المتاع لو لم تكن صالحة. وقال الأكمل: المراد بالصالحة النقية، المصلحة لحال زوجها في بيته المطيعة لأمره

  • «حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة» . ( النسائي/(حسن) الصحيح المسند للوادعي 106).
  • «من أعطي حظه من الرفق، فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمران الديار ويزيدان في الأعمار»). ( أحمد/(صحيح)الصحيح المسند للوادعي 1656)
  • «إن الحياء والعفاف والعي – عي اللسان، لا عي القلب -، والفقه من الإيمان، وإنهن يزدن في الآخرة، وينقصن من الدنيا، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا. وإن الشح والعجز والبذاء من النفاق، وإنهن يزدن في الدنيا، وينقصن من الآخرة، وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن من الدنيا» (صحيح الترغيب 2630)
  • «إن أقربكم مني منزلا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا في الدنيا» (حسن/ صحيح الجامع 1573)

والأخلاق جمع (خُلق) وهو أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره، وتنقسم إلى محمود ومذموم. فالمحمود صفة الأنبياء والأولياء، كالصبر عند المكاره، والحلم عند الجفاء، وتحمل الأذى، والإحسان، والتودد للناس، والرحمة والشفقة واللطف في المحاولة، والتثبت في الأمور، وتجنب المفاسد والشرور. والمذموم نقيضه. والقصد بهذا الحديث الحث على حسن الخلق ولين الجانب. قال يوسف بن أسباط: علامة حسن الخلق عشرة أشياء: قلة الخلاف، وحسن الإنصاف، وترك طلب العثرات، وتحسين ما يبدو من السيئات، والتماس المعذرة، واحتمال الأذى، والرجوع بالملامة على نفسه، والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون عيوب غيره، وطلاقة الوجه، ولطف الكلام
 

  • «من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه؛ فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها» (الترمذي وابن ماجة/(حسن) تخريج المشكاة للألباني 5119)

   «فكأنما حِيزت له الدنيا»  أي ضمت وجمعت «بحذافيرها» بجوانبها. أي: فكأنما أعطي الدنيا بأسرها.

  • «ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا: الجار الصالح، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء» (صحيح الجامع 3029)
  • «إنما الدنيا لأربعة نفر» (صحيح الجامع 3024)

عن أبي كبشة الأنماري -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عز وجل عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، وأحدثكم حديثا فاحفظوه، إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله تعالى علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالا، لعملت بعمل فلان فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا، ولم يرزقه علما، يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أني لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء».

  • «ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة، اقرؤوا إن شئتم: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} . فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، فإن ترك دينا، أو ضياعا فليأتني وأنا مولاه» (البخاري 4781)
  • «العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟!» (أحمد/صحيح دلائل النبوة-الوادعي 165)

بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال: «إن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة»، فلقوا العدو فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ففتح الله عليه، وأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فخرج إلى الناس، فحمد الله وأثنى عليه وقال: «إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدا أخذ الراية فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية بعده جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل أو استشهد، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه»، فأمهل ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم ثم أتاهم. فقال: «لا تبكوا على أخي بعد اليوم أو غد، إلي ابني أخي». قال: فجيء بنا كأنا أفراخ، فقال: «ادعوا إلي الحلاق» ، فجيء بالحلاق فحلق رءوسنا، ثم قال: «أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب، وأما عبد الله فشبيه خلقي وخلقي»، ثم أخذ بيدي فأشالها فقال: «اللهم اخلف جعفرا في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه» قالها ثلاث مرار. قال: فجاءت أمنا فذكرت له يتمنا، وجعلت تفرح له فقال: «العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟!».

  • «أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء أخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد» (البخاري 3443)

لأن عيس عليه السلام بَشّر أنه يأتي من بعده، ومهد قواعد دينه، ودعا الخلق إلى تصديقه، ولما كان ذلك قد لا يلازم الأولوية بعد الموت قال: «وفي الآخرة» وقوله: «والأنبياء أخوة لعلات» أي أخوة لأب، والعلات أولاد الضرائر من رجل واحد. والعلة الضرّة.

  • «فرج سقفي وأنا بمكة، فنزل جبريل عليه السلام، ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب، ممتلئ حكمة وإيمانا، فأفرغها في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج إلى السماء الدنيا، قال جبريل لخازن السماء الدنيا: افتح، قال: من هذا؟ قال: جبريل» (البخاري 1636)
  • «ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب، يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه، حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا، توابا، نسيا، إذا ذكر ذكر» (الطبراني/صحيح الجامع 5735)

«ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة» أي الحين بعد الحين، والساعة بعد الساعة. «أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه أبداً حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتناً» بالتشديد، أي: ممتحناً يمتحنه اللّه بالبلاء والذنوب مرة بعد أخرى. والمفتن: الممتحن الذي فتن كثيراً «تواباً نسياً، إذا ذُكر ذكر» أي يتوب ثم ينسى فيعود، ثم يتذكر فيتوب هكذا.

  • «حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا» (مسلم 2229)

قال رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار؛ أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رمي بنجم فاستنار. فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ماذا كنتم تقولون في الجاهلية، إذا رمي بمثل هذا؟»  قالوا: الله ورسوله أعلم. كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم. ومات رجل عظيم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته. ولكن ربنا، تبارك وتعالى اسمه، إذا قضى أمرا سبح حملة العرش. ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم. حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا. ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال. قال: فيستخبر بعض أهل السماوات بعضا. حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا. فتخطف الجن السمع، فيقذفون إلى أوليائهم. ويرمون به. فما جاءوا به على وجهه فهو حق. ولكنهم يقرفون فيه [أي يخلطون فيه الكذب] ويزيدون».

  • «فرغ الله من المقادير وأمور الدنيا قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة» (الطبراني/صحيح الجامع4204)
  • «ما في السماء الدنيا موضع قدم، إلا عليه ملك ساجد، أو قائم، فذلك قول الملائكة: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ. ( كنز العمال/(حسن لشواهده) السلسلة الصحيحة للألباني 1059)
  • «أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا، صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم» «أحمد/صحيح الجامع 873»
  • «أفضل أيام الدنيا أيام العشر» يعني عشر ذي الحجة  (البزار/صحيح الجامع 1133)
  • «لبس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويرزقك الله قرة عين في الدنيا والآخرة»قاله لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-  (حسن/ صحيح الجامع 1234)
  • «إن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلا وما بقي منها إلا القليل، كالثغب شرب صفوه وبقي كدره».   (الحاكم/(حسن)صحيح الجامع 1737)

«كالثغب» الغدير الذي قل ماؤه «شرب صفوه، وبقي كدره» يعني: أن مثل الدنيا كمثل حوض كبير ملئ ماء، وجعل مورداً للأنام والأنعام، فجعل الحوض ينقص على كثرة الوارد، حتى لم يبق منه إلا وشل كدر في أسفله، بالت في الدواب، وخاضت فيه الأنعام، فالعاقل لا يطمئن إلى الدنيا، ولا يغتر بها، بعد ما اتضح له أنها زائلة مستحيلة، وأنه قد مضى أحسنها، وأنها وإن ساعدت مدة فالموت لا محالة يدرك صاحبها ويخترمه.[المناوي] 

  • «إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه» (البخاري 6501)

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كانت ناقة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسمى العضباء، وكانت لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين، وقالوا: سُبقت العضباء، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه».

  • «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم. يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا. أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا. يبيع دينه بعَرَض من الدنيا» (مسلم 118)

قال في الكشاف: العَرض ما عرض لك من منافع الدنيا. قال في المطامح: هذا وما أشبهه من أحاديث الفتن من جملة معجزاته الاستقبالية التي أخبر أنها ستكون بعده وكانت وستكون.
 

  • «سيصيب أمتي داء الأمم: الأشر والبطر والتكاثر والتشاحن في الدنيا، والتباغض والتحاسد، حتى يكون البغي» (الحاكم/صحيح الجامع 3658).
  • «لأنا لفتنه بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال، ولن ينجو أحد مما قبلها إلا نجا منها، وما صنعت فتنة منذ كانت الدنيا صغيرة ولا كبيرة إلا لفتنة الدجال» (صحيح/ الصحيح المسند للوادعي 317)

والدجال فعال بالتشديد من الدجل وهو التغطية، سمي به لأنه يغطي الحق بباطله، قال الطيبي: التعريف فيه للعهد، وهو الذي يخرج آخر الزمان يدعي الإلهية.
 

  • «إن الدنيا حلوة خضرة. وإن الله مستخلفكم فيها. فينظر كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء. فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» (مسلم 2742)

   «إن الدنيا» في الرغبة والميل إليها، وحرص النفوس عليها، كالفاكهة التي هي «خضرة» في المنظر «حلوة» في المذاق «وإن اللّه مستخلفكم فيها» أي جاعلكم خلفاً في الدنيا «فينظر كيف تعملون» يعني أن الأموال التي في أيديكم إنما هي أموال اللّه خلقها وخولكم إياها، وخولكم الاستمتاع فيها، وجعلكم خلفاً بالتصرف فيها، فليست هي بأموالكم حقيقة بل أنتم فيها بمنزلة الوكلاء، فناظر هل تتصرفون فيها على الوجه الذي يرضى به المستخلف أو لا «فاتفوا الدنيا واتقوا النساء» خصص بعد ما عمم، إيذاناً بأن الفتنة بهنّ أعظم الفتن الدنيوية، ومن ثم قال: «فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» يريد قتل النفس التي أمر بنو إسرائيل فيها بذبح البقرة، واسم المقتول عاميل قتله ابن أخيه أو عمه ليتزوج ابنته أو زوجته.

  • «احذروا الدنيا فإنها خضرة حلوة» (صحيح الجامع 192)
  • «إن الدنيا حلوة خضرة، فمن أصاب منها شيئا من حله فذاك الذي يبارك فيه، وكم من متخوض في مال الله، ومال رسوله، له النار يوم القيامة» (الطبراني/صحيح الجامع 1608)
  • «أقصر من جشائك؛ فإن أطول الناس جوعا يوم القيامة: أطولهم شبعا في الدنيا» (الحاكم/(حسن) تخريج المشكاة للألباني 5121)

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-ما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلا يتجشأ، فقال: «أقصر من جشائك...».

  • «إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غدا في الآخرة» (الطبراني/(حسن) السلسة الصحيحة 1/677)

يعني في الزمن اللاحق بعد الموت، وذلك لأن البطنة تذهب الفطنة وتنوم وتثبط عن الطاعات، فيأتي يوم القيامة وهو جوعان عطشان، وأهل الجوع في الدنيا ينهضون للعبادة فيتزودون منها للآخرة، فيأتون يوم القيامة وقد قدموا زادهم فلقوه، وأهل الشبع في الدنيا يقدمون ولا زاد لهم. ولهذا قال الداراني: مفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع، وأمثل كل خير في الدارين الخوف.
 

  • «من أكرم سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة، ومن أهان سلطان الله تبارك وتعالى في الدنيا أهانه الله يوم القيامة» (الطبراني بنحوه/(حسن) السلسلة الصحيحة 5/376)

أراد بسلطان اللّه الإمام الأعظم أو المراد بسلطانه ما تقتضيه نواميس الألوهية، وهذا خبر أو دعاء.
 

  • «إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله، فهجرته إلى الله وإلى رسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه» (البخاري(1) ومسلم (1907))
  • «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء، يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء» (أحمد/صحيح الجامع 1555)
  • «ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء، إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة» (صحيح الترغيب 28)
  • «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة» يعني: ريحها.  (صحيح/ أبو داود 3664)
  • «تعلموا القرآن، وسلوا الله به الجنة، قبل أن يتعلمه قوم، يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرأه لله» (جيد/ السلسلة الصحيحة 258)
  • «يأتي على الناس زمان يحلقون في مساجدهم، وليس همهم إلا الدنيا، وليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم» (حسن/ تخريج كتاب إصلاح المساجد للقاسمي- الألباني 115)
  • «أتيت على سماء الدنيا ليلة أسرى بي، فرأيت فيها رجالا تقطع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار. فقلت: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك» (صحيح/ الصحيح المسند للوادعي 84)

وفي رواية (صحيح الجامع 129): أتيت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، كلما قرضت وفت فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ويقرءون كتاب الله ولا يعملون به. ‌
 

  • «إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا» (مسلم 2613)

مر هشام بن حكيم بن حزام على أناس من الأنباط بالشام. قد أقيموا في الشمس. فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية. فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن الله يعذب..).
 

  • «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة، أشد الناس عذابا للناس في الدنيا» (صحيح/ الصحيح المسند للوادعي 326)
  • «إن أحساب أهل الدنيا الذي يذهبون إليه: المال» (صحيح النسائي/ الألباني 3225)

«إن أحساب أهل الدنيا» جمع حسب، بمعنى: الكرم والشرف والمجد، سماهم أهل الدنيا لشغفهم بها وطمأنينتهم إليها، كما يشغف الرجل بأهله ويأنس إليهم، فصاروا أهلاً لها وهي أهل، وصارت أموالهم أحساباً لهم يفتخرون بها ويحتسبون بكثرتها، عوضاً عن افتخاره وعن الأحساب بأحسابهم، وأعرضوا عن الافتخار بنسب المتقين «الذين يذهبون إليه: المال» وقال ابن حجر: يحتمل أن يكون المراد بالحديث أنه حسب من لا حسب له فيقوم النسب الشريف لصاحبه مقام المال لمن لا نسب له

  • «ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبدا أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها، قد كفاها مؤنة الدنيا، فتبرجت بعده. وثلاثة لا تسأل عنهم: رجل نازع الله عز وجل رداءه، فإن رداءه الكبرياء وإزاره العزة، ورجل شك في أمر الله، والقنوط من رحمة الله». (أحمد/(صحيح) الصحيح المسند للوادعي 1061)

«ثلاثة لا تسأل عنهم» أي فإنهم من الهالكين «رجل فارق» بقلبه ولسانه واعتقاده، أو ببدنه ولسانه وخص الرجل بالذكر لشرفه وأصالته وغلبة دوران الأحكام عليه، فالأنثى مثله من حيث الحكم «الجماعة» المعهودين، وهم جماعة المسلمين «وعصى إمامه» إما بنحو بدعة كالخوارج المتعرضين لنا والممتنعين من إقامة الحق عليهم المقاتلين عليه، وإما بنحو بغي أو حرابة أو صيال، أو عدم إظهار الجماعة في الفرائض.. فكل هؤلاء لا تسأل عنهم لحل دمائهم «ومات عاصياً» فميتته ميتة جاهلية «وأمة أو عبد أبق من سيده» أو سيدته، أي: تغيب عنه في محل، وإن كان قريباً «فمات» فإنه يموت عاصياً «وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم» ذكره ثانياً تأكداً العلم ومزيد بيان الحكم. (المناوي)

خالد سعد النجار

كاتب وباحث مصري متميز

  • 4
  • 0
  • 41,033

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً