(الدنيا) في أحاديثه صلى الله عليه وسلم (3)
«أمتي أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا». (السلسلة الصحيحة -الألباني 959)
«أمتي هذه» يحتمل إرادة أمة الإجابة «أمة مرحومة» أي جماعة مخصوصة بمزيد الرحمة وإتمام النعمة، موسومة بذلك في الكتب المتقدمة «ليس عليها عذاب في الآخرة، إنما عذابها في الدنيا الفتن» التي منها استيفاء الحد ممن يفعل موجبه، وتعجيل العقوبة على الذنب في الدنيا، أي: الحروب والهرج فيهما بينهم «والزلازل» جمع زلزلة وأصلها تحرك الأرض واضطرابها، ثم استعملت في الشدائد والأهوال. «والقتل والبلايا» لأن شأن الأمم السابقة يجري على طريق العدل وأساس الربوبية، وشأن هذه الأمة يجري على منهج الفضل والألوهية، فمن ثم ظهرت في بني إسرائيل النياحة والرهبانية، وعليهم في شريعتهم الأغلال والآصار، وظهرت في هذه الأمة السماحة والصديقية، ففك عنهم الأغلال ووضع عنهم الآصار.
- «أبشر، فإن الله تعالى يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا، لتكون حظه من النار يوم القيامة» يعني الحمى. (صحيح الجامع 32)
- «ما من مؤمن يشاك بشوكة في الدنيا يحتسبها؛ إلا قص بها من خطاياه يوم القيامة». (صحيح الترغيب 3411)
- «يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يؤذيه». (صحيح الموارد/ الألباني 1452)
عن عائشة -رضي الله عنها أن رجلا تلا هذه الآية: {مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء:123]؛ فقال: إنا لنجزى بكل ما عملنا؟ هلكنا إذا؟! فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «نعم؛ يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسده مما يؤذيه».
- «لا يتمنين أحدكم الموت، لضر نزل به في الدنيا، ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي». «صحيح النسائي/ الألباني 1819»
- «يود أهل العافية يوم القيامة – حين يعطى أهل البلاء الثواب – لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض».
(حسن لغيره/ تخريج المشكاة 1514)
- «ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له، فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، أو يستعجل، يقول: دعوت ربي فما استجاب لي». (صحيح الجامع 5714)
- «ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء، من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين». (صحيح الجامع 2605).
- «ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك؟ قل يا معاذ: [اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك)]». (حسن/ صحيح الترغيب 1821)
- «ما من أحد يدان دينا، يعلم الله منه أنه يريد قضاءه، إلا أداه الله عنه في الدنيا». (صحيح الجامع 5677)
- «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها». (صحيح الجامع/ 3482)
- «لغدوة في سبيل الله أو روحة، خير من الدنيا وما فيها». (البخاري 2792)
- «موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها». «البخاري 6415»
- «لروحة في سبيل الله أو غدوة، خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة، أو موضع قيد - يعني سوطه - خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها». (البخاري 2796)
وفي رواية (البخاري6567): أن أم حارثة أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد هلك حارثة يوم بدر، أصابه غرب سهم، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع؟ فقال لها: «هبلت، أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي الفردوس الأعلى». وقال: «غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم، أو موضع قدم من الجنة، خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها - يعني الخمار - خير من الدنيا وما فيها».
- «إذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه». (صحيح الترغيب 1371)
عن نعيم بن همار أن رجلا سأل: أي الشهداء أفضل؟ قال: «الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون في الغرف العلا من الجنة، ويضحك إليهم ربهم، وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه».
- «ما أحد يدخل الجنة، يحب أن يرجع إلى الدنيا، وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة» (البخاري 2817)
- «ما من عبد يموت، له عند الله خير، يسره أن يرجع إلى الدنيا، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل مرة أخرى». (البخاري 2795)
- «للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحل حلة الإيمان، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته». (أحمد والترمذي/صحيح الجامع 5182)
- «إن أرواح الشهداء في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة تحت العرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ فيفعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لم يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا فنقتل في سبيلك مرة أخرى! فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا». (مسلم 4993)
- «والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قتل، ولا المقتول فيم قتل». فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: «الهرج. القاتل والمقتول في النار». (مسلم 2908)
- «والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر. وليس به الدين إلا البلاء». (مسلم 157)
- «لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع». (أحمد/صحيح الجامع 7272)
«لا تذهب الدنيا حتى تصير» يعني حتى يصير نعيمها وملاذها والوجاهة فيها (للكع بن لكع) أي لئيم ابن لئيم أحمق، واللكع عند العرب: الأحمق، ثم استعمل في الذم.
- «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم, لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلا مني, أو من أهل بيتي, يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي. يملأ الأرض قسطا وعدلا, كما ملئت ظلما وجورا». (أبو داود/(حسن) الصحيح المسند للوادعي 890)
العدل خلاف الجور، وكذلك القسط، وجمع بينهما لمثل ما تقدم في ضده (كما ملئت جوراً وظلماً) فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها، ولا الأرض شيئاً من نباتها، يمكث فيكم سبعاً أو ثمانياً فإن أكثر فتسعاً، يعني: من السنين. وهذا هو المهدي المنتظر خروجه آخر الزمان.
- «لا تذهب الدنيا, أو لا تنقضي الدنيا, حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي». (حسن/ الصحيح المسند للوادعي 891)
- «والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها». (البخاري 3448)
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: واقرؤوا إن شئتم: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} [النساء:159].
- «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله» (البخاري 6512)
عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مر عليه بجنازة، فقال: «مستريح ومستراح منه». قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب».
- «فإنه كان في غم الدنيا». (النسائي/الصحيح المسند للوادعي 1331)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون: اخرجي راضية مرضيا عنك، إلى روح الله وريحان، ورب غير غضبان، فتخرج كأطيب ريح المسك، حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا، حتى يأتوا به باب السماء فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي جاءتكم من الأرض، فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلان، ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية. وإن الكافر إذا احتضر، أتته ملائكة العذاب بمسح فيقولون: اخرجي ساخطة مسخوطا عليك، إلى عذاب الله عز وجل، فتخرج كأنتن ريح جيفة، حتى يأتون به باب الأرض فيقولون: ما أنتن هذه الريح، حتى يأتوا به أرواح الكفار».
وفي رواية (السلسلة الصحيحة6/605): «إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة من عباده كما يتلقون البشير من الدنيا فيقولون: أنظروا صاحبكم يستريح، فإنه قد كان في كرب شديد، ثم يسألونه ماذا فعل فلان؟ وما فعلت فلانة، هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله، فيقول: أيهات، قد مات ذلك قبلي! فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم، وبئست المربية. وقال: وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة، فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا: اللهم هذا فضلك ورحمتك، وأتمم نعمتك عليه وأمته عليها، ويعرض عليهم عمل المسيء فيقولون: اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به عنه وتقربه إليك».
- «المسلم إذا سئل في القبر: يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فذلك قوله: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}» (البخاري 4699)
- «فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم» (البخاري 4581)
عن أبي سعيد الخدري: أن أناسا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «نعم، هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة، ضوء ليس فيها سحاب». قالوا: لا، قال: «وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب». قالوا: لا، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ما تضارون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فلا يبقى من كان يعبد غير الله من الأصنام والأنصاب إلا يتساقطون في النار. حتى إذا لم يبقى إلا من كان يعبد الله، بر أو فاجر، وغبرات أهل الكتاب، فيدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فقالوا: عطشنا ربنا فاسقنا، فيشار: ألا تردون؟ فيحشرون إلى النار، كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار. ثم يدعى النصارى، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ما تبغون؟ فكذلك مثل الأول. حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله، من بر أو فاجر، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها، فيقال: ماذا تنتظرون، تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: فارقنا الناس في الدنيا على أفقر ما كنا إليهم لم نصاحبهم، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: لا نشرك بالله شيئا». مرتين أو ثلاثا.
وفي رواية لمسلم (191) عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- وسأل عن الورود. فقال: نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا، انظر أي ذلك فوق الناس. قال فتدعى الأمم بأوثانها وما كانت تعبد. الأول فالأول. ثم يأتينا ربنا بعد ذلك، فيقول: من تنظرون؟ فيقولون: ننظر ربنا. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: حتى ننظر إليك. فيتجلى لهم يضحك. قال: فينطلق بهم ويتبعونه. ويعطي كل إنسان منهم، منافق أو مؤمن، نورا. ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك، تأخذ من شاء الله. ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون. فتنجو أول زمرة وجوهم كالقمر ليلة البدر. سبعون ألفا لا يحاسبون. ثم الذين يلونهم كأضوء نجم في السماء، ثم كذلك. ثم تحل الشفاعة، ويشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله. وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيره. فيجعلون بفناء الجنة. ويجعل أهل الجنة يرشون عليم الماء حتى ينبتوا نبات الشيء في السيل. ويذهب حراقه. ثم يسأل حتى تجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها.
- «يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيذهب ليسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا» (البخاري 4919)
- «يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا» (البخاري 6535)
- «كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم» (البخاري 3450)
قال حذيفة -رضي الله عنه-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن رجلا كان فيمن كان قبلكم، أتاه الملك ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم، قيل له: انظر، قال: ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم، فأنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر، فأدخله الله الجنة».
- «سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم» (البخاري 4685)
بينا ابن عمر يطوف إذ عرض رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن - أو قال: يا ابن عمر - هل سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النجوى؟ فقال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يدنى المؤمن من ربه - وقال هشام: يدنو المؤمن - حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، تعرف ذنب كذا؟ يقول: أعرف، يقول: رب أعرف، مرتين، فيقول: سترتها في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته. وأما الآخرون أو الكفار، فينادى على رؤوس الأشهاد: {هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود:18]» .
- «لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة». (مسلم 2590)
- «لا يستر عبد عبدا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة». (مسلم 2590)
- «فإن لك مثل الدنيا، وعشرة أمثالها» (البخاري 6571)
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل الجنة دخولا، رجل يخرج من النار حبوا، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو: إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر مني، أو: تضحك مني وأنت الملك». فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة.
وفي رواية (مسلم 186): إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار. رجل يخرج منها زحفا. فيقال له: انطلق فادخل الجنة. قال فيذهب فيدخل الجنة. فيجد الناس قد أخذوا المنازل. فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول: نعم. فيقال له: تمن. فيتمنى. فيقال له: لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا. قال فيقول: أتسخر بي وأنت الملك؟ قال فلقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه.
وفي رواية لمسلم (189): سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل الجنة. فيقول أي رب! كيف؟ وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت، رب! فيقول: لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله. فقال في الخامسة: رضيت، رب! فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله. ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك. فيقول: رضيت، رب! قال: رب! فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي. وختمت عليها. فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر. قال ومصداقه في كتاب الله عز وجل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة:17]
- {أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟} (مسلم 187)
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «آخر من يدخل الجنة رجل. فهو يمشي مرة ويكبو مرة. وتسفعه النار مرة. فإذا ما جاوزها التفت إليها. فقال: تبارك الذي نجاني منك. لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين. فترفع له شجرة. فيقول: أي رب، أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها. فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها. فيقول: لا. يا رب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها. وربه يعذره. لأنه يرى ما لا صبر له عليه. فيدنيه منها. فيستظل بظلها ويشرب من مائها. ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى. فيقول: أي رب، أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظل بظلها. لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها. وربه يعذره. لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها. فيستظل بظلها ويشرب من مائها. ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين. فيقول: أي رب! أدنني من هذه لأستظل بظلها وأشرب من مائها. لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى. يا رب، هذه لا أسألك غيرها. وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها. فيدنيه منها. فإذا أدناه منها، فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب، أدخلنيها. فيقول: يا ابن آدم، ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ قال: يا رب، أتستهزئ مني وأنت رب العالمين». فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: «من ضحك رب العالمين حين قال: أتستهزئ مني وأنت رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك، ولكني على ما أشاء قادر».
- «إني أريت الجنة، فتناولت عنقودا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا» (البخاري 1025)
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-ما قال: انخسفت الشمس على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقام قياما طويلا، نحوا من قراءة سورة البقرة، ثم ركع ركوعا طويلا، ثم رفع فقام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله». قالوا: يا رسول الله، رأيناك تناولت شيئا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت؟ قال: «إني أريت الجنة، فتناولت عنقودا، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، وأريت النار، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء». قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بكفرهن». قيل: يكفرن بالله؟. قال: «يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى أحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط».
- «أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة» (البخاري 4760)
عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلا قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: «أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة». قال قتادة: بلى وعزة ربنا.
- «يقول الله تبارك وتعالى لأهون أهل النار عذابا: لو كانت لك الدنيا وما فيها، أكنت مفتديا بها؟ فيقول: نعم. فيقول: قد أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك ولا أدخلك النار. فأبيت إلا الشرك» (مسلم 2805)
- «يؤتى بأنعم أهل الدنيا، من أهل النار، يوم القيامة. فيصبغ في النار صبغة. ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا. والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا، من أهل الجنة. فيصبغ صبغة في الجنة. فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا. والله يا رب، ما مر بي بؤس قط. ولا رأيت شدة قط». (مسلم 2807)
- «يؤتى بالرجل يوم القيامة من أهل الجنة، فيقول له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب، خير منزل، فيقول: سل وتمن، فيقول: يا رب ما أسأل ولا أتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا، فأقتل في سبيلك عشر مرار، لما يرى من فضل الشهادة، ويؤتى بالرجل من أهل النار، فيقول له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب، شر منزل، فيقول له: أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا؟ فيقول: أي رب، نعم، فيقول: كذبت، قد سألتك أقل من ذلك وأيسر، فلم تفعل فيرد إلى النار». (صحيح الجامع 7996)
- «إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة». (الترمذي/صحيح الجامع 308)
«إذا أراد الله بعبده الخير عجّل» أسرع «له العقوبة» بصب البلاء والمصائب عليه «في الدنيا» جزاء لما فرط منه من الذنوب، فيخرج منها وليس عليه ذنب يوافى به يوم القيامة، كما يعلم من مقابلة الآتي، ومن فعل ذلك معه فقد أعظم اللطف به، لأن من حوسب بعمله عاجلاً في الدنيا خف جزاؤه عليه، حتى يكفر عنه بالشوكة يشاكها، حتى بالقلم الذي يسقط من الكاتب، فيكفر عن المؤمن بكل ما يلحقه في دنياه حتى يموت على طهارة من دنسه وفراغ من جنايته، كالذي يتعاهد ثوبه وبدنه بالتنظيف. قاله الحراني «وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه» أي أمسك عنه ما يستحقه بسبب ذنبه من العقوبة في الدنيا «حتى يوافى به يوم القيامة» إن لم يدركه العفو، قال تعالى: {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه:127] والله تعالى لم يرض الدنيا أهلاً لعقوبة أعدائه كما لم يرضها أهلاً لمثابة أحبابه.
- «إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا. وأما المؤمن فإن الله يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا، على طاعته» (مسلم 2808)
- «إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة. يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا. حتى إذا أفضى إلى الآخرة، لم يكن له حسنة يجزى بها». (مسلم 2808)
- «لو أن رجلا خر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز وجل لحقره ذلك اليوم، ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب». (صحيح الترغيب 3597)
- «يوضع الصراط بين ظهري جهنم عليه حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فناج مسلم، ومجدوح به، ثم ناج ومحتبس به منكوس فيها، فإذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين العباد يفقد المؤمنون رجالا كانوا معهم في الدنيا، يصلون بصلاتهم، ويزكون بزكاتهم، ويصومون صيامهم، ويحجون حجهم، ويغزون غزوهم، فيقولون: أي ربنا، عباد من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا، ويزكون زكاتنا، ويصومون صيامنا، ويحجون حجنا، ويغزون غزونا، لا نراهم. فيقول: اذهبوا إلى النار، فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه. قال: فيجدونهم قد أخذتهم النار على قدر أعمالهم، فمنهم من أخذته إلى قدميه، ومنهم من أخذته إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتيه، ومنهم من أزرته، ومنهم من أخذته إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى عنقه ولم تغش الوجوه، فيستخرجونهم منها فيطرحون في ماء الحياة» قيل: يا رسول الله، وما ماء الحياة؟ قال: «غسل أهل الجنة. فينبتون نبات الزرعة – وقال مرة فيه: كما تنبت الزرعة – في غثاء السيل، ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا, فيخرجونهم منها, قال: ثم يتحنن الله برحمته على من فيها, فما يترك فيها عبدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها». (حسن/ الشفاعة للوادعي 159)
وفي رواية (صحيح النسائي 5025): «ما مجادلة أحدكم في الحق يكون له في الدنيا، بأشد مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال: يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا، ويصومون ويحجون معنا، فأدخلتهم النار، قال: فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم قال: فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى كعبيه، فيخرجونهم فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا. قال: ويقول: أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان، ثم قال: من كان في قلبه وزن نصف دينار، حتى يقول: من كان في قلبه وزن ذرة». قال أبو سعيد: فمن لم يصدق فليقرأ هذه الآية: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} [النساء:48].
- «يكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم الله فيخرجون منها، فيمكثون في أدنى الجنة في نهر يقال له الحيوان، لو أضاف أحدهم أهل الدنيا لأطعمهم وسقاهم ولحفهم) قال عطاء: وأحسبه قال: (ولزوجهم، لا ينقصه ذلك شيئا». (صحيح/تخريج كتاب السنة لابن أبي عاصم- الألباني 834)
- «يقول الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، اقرؤوا إن شئتم {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} وموضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها، واقرؤوا إن شئتم {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}». (حسن/صحيح الترغيب 3728)
- «ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء». (صحيح الجامع 5410)
وأما المسميات فبينها من التفاوت ما لا يعلمه البشر، فمطاعم الجنة ومناكحها وسائر أحوالها إنما يشارك نظائرها الدنيوية في بعض الصفات والاعتبارات، وتسمى بأسمائها على منهج الاستعارة والتمثيل، ولا يشاركها في تمام حقيقتها.
- «أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ قلت: بلى قال: فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة». قاله لعائشة -رضي الله عنها. (السلسلة الصحيحة 2255)
- «لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا، لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن تكون طعامه؟». (أحمد والنسائي/صحيح الجامع5250)
«لو أن قطرة من الزقوم» شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم والريح، ويكره أهل النار على تناولها «قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن تكون طعامه؟» قال: حين قرأ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102] قال أبو الدرداء: يلقى عليهم الجوع حتى يعدل ما بهم من العذاب، فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة وعذاب أليم، والقصد بهذا الحديث وما أشبهه التنبيه على أن أدوية القلوب استحضار أحوال الآخرة وأحوال أهل الشقاء وديارهم.
- التصنيف: